عطر كافن كاف ( 344) وبنت السودان 0096899778597 - YouTube
ويقر حمد الذي تحدث لموقع سكاي نيوز عربية أن "لإسرائيل تجاوزاتها، غير أن لبعض الدول الأخرى تجاوزاتها التي لو أخذها السودان سببا للمعاداة لوجد نفسه أمام قائمة طويلة من الأعداء"، وانطلاقا من هذا الفهم يشير حمد إلى أن "عدم الاعتراف بإسرائيل ليس موقفا جماعيا يتطلب اتباعه أو تحمل أعباءه". لكن الصحفي والمحلل السياسي عبد الله الشيخ يشدد على "ضرورة إبعاد مسألة العلاقة مع إسرائيل عن المزايدات السياسية، وحصرها في إطارها الواقعي باعتبار أن لدى السودان مواقف معلنة حيال القضية الفلسطينية، وفي ذات الوقت لديه مصالح يسعى لتحقيقها في ظل الظروف المحلية والعالمية الحالية". خادم الحرمين يرأس جلسة مجلس الوزراء. نظرة اليهود من جانب آخر، ينظر من تبقى من اليهود في السودان إلى بشكل واقعي، إذ يرون فيه مخرجا من مرارات الماضي، وهو ما يعبر عنه منصور إسحق إسرائيل الذي يعتبر واحدا من أفراد أقدم العائلات اليهودية في السودان. في منزله المتواضع البناء والفخم بقلب أم درمان، لم يشأ إسرائيل أن يتحدث كثيرا بسبب حالته الصحية، لكنه قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "الأمور بدأت تتغير بشكل إيجابي كبير في أعقاب ثورة ديسمبر 2019 في السودان، بعد أن شهدت الفترة التي أعقبت مؤتمر اللاءات الثلاث وعملية التأميم تضييقا كثيرا عليهم".
تفاخر الحاجة آمنة البالغة من العمر 92 عاما بالعدد الكبير، من قوارير عطر "بنت السودان" الذي احتوته حقيبة تجهيزات زواجها، لكنها كغيرها من ملايين السودانيات اللائي عشقن هذا العطر لم تكن تدري حينها أنه ينتج في معمل يهودي في قلب الخرطوم، ثم أصبح لعشرات السنين جزءا من التراث السوداني. منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى موجة هجرتهم العكسية إلى إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، بعد عمليات التأميم الواسعة التي طالت ممتلكاتهم في مطلع السبعينيات القرن الماضي، وضع اليهود بصمتهم على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في السودان، واندمجوا في بوتقة من التعايش مع السكان الأصليين. عطر بنت السودان لحظة بلحظة. لكن الخرطوم نفسها التي كانت العاصمة الأكثر دفئا لليهود هي التي استضافت مؤتمر اللاءات الثلاث الشهير عام 1967، وبعدها بـ4 سنوات أممت ممتلكات اليهود، مما أجبر المئات منهم على الهجرة بحثا عن حضن جديد، تاركين وراءهم عائلات ارتبط اسمها بالصناعة والتجارة بل وحتى الفن، كحالة "عزيزة" إحدى حسناوات عائلة منديل يهودية الأصل، التي نظمت فيها أغنية "ظبية المسالمة"، وهي واحدة من أشهر وأروع أغنيات الفن السوداني. واقع جديد ما بين ماضي مختلط المشاعر، والتطورات التي أعقبت مؤتمر اللاءات الثلاث، تغيرت الخارطة الجيوسياسية في السودان كثيرا، وحدثت تحولات ثقافية وفكرية خلقت جدلا متواصلا حول النظرة للقضية الفلسطينية والوجود الإسرائيلي، وهو ما يعبر عنه الباحث وأستاذ التاريخ في جامعة البحر الأحمر محمد مصطفى بالقول إن "ارتباط اليهود بالسودان يعود إلى ما قبل عام 60 من الميلاد، حيث عرفت مملكة مروي أول وزير يهودي للكنداكة التي حكمت البلاد في ذلك الوقت.