09:01 م الأربعاء 01 أكتوبر 2014 إعداد - فريق إسلاميات مصراوي: يبدأ تاريخ المسجد الحرام بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، وقد بناها أول مرة الملائكة قبل سيدنا آدم عليه السلام، لكنها هدمت بفعل طوفان نبي الله نوح. وبعد الطوفان قام النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام بإعادة بناء الكعبة، بعد أن أوحى الله إلى إبراهيم بمكان البيت، قال تعالى: ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ 12). وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام للكعبة وتطهير المساحة المحيطة به، ولقد جاء جبريل بالحجر الأسود الى سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولم يكن في بادئ الأمر أسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول «الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك». قصة أعادت بناء الكعبة المشرفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - YouTube. ويعتقد المسلمون أن أول من بناها هم الملائكة، وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ؛ وفيما يلي أسماء البناة: بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام: بقيت الكعبة على حالها إلى أن أعيد بناؤها على يد قريش في الجاهلية، وذلك بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاماً، إذ حدث حريق كبير بالكعبة،نتج عن محاولة إمرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء، ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة، فأعادت قريش بناءها، واتفقوا أن لا يُدخلوا في بنائها إلا مالا طيباً فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر ثلاثة أمتار.
بناء الكعبة قبل الإسلام قام سيدنا إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل ببناء الكعبة مرة أخرى امتثالاً لأمره تعالى: [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] (البقرة: 127)، بقيت الكعبة بعد ذلك على حالها حتى سكنت مكة بعض القبائل العربية يدعون العماليق وجرهم الذين أصلحو ما تضرّر من بنيانها بفعل الزمن والعوامل الطبيعيّة، وكانت الكعبة كلَّ الفترةِ السابقة غير مسقوفة الى أن سقفها قصي بن كلاب وهو واحد من أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في العام الخامس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - وكانت قريش آنذاك تسكن مكة - أوشكت الكعبة على الانهيار بسبب السيول المتكررة التي تعرّضت لها مكة في ذلك الوقت، فأجمع أهل مكة على هدمها وإعادة بنائها ليكون البناء متيناً قادراً على تحمّل السيول وغيرها من المؤثرات الطبيعيّة، واتفقت قريش على أن تتعاون كلّ القبائل في بنائها من المال الحلال الخالص ولكنهم صغروا من مساحتها حين قصرت أموالهم. بناء الكعبة بعد الإسلام في عهد عبدالله بن الزبير تعرضت الكعبة لحريق كبير ناتج عن ضربها بالمنجنيق من قبل جيوش يزيد بن معاوية حين احتمى عبد الله بن الزبير وصحبه داخل الكعبة أثناء حصار جيوش الأمويين لمكة، ليقوم بعد ذلك عبد الله بن الزبير بهدمها وإعادة بنائها ولكن على قواعدها القديمة التي بناها إبراهيم عليه السلام، الى أن قامت الحروب مرة أخرى بين الأمويين وعبد الله بن الزبير في عهد عبد الملك بن مروان الذي قضى على عبد الله بن الزبير بأن أرسل عليه جيوش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي هدم جزءاً من الكعبة وأعاد بناءها على الأسس التي وضعتها قريش.
وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت عمارة التوسعة الرابعة للمسجد وذلك في سنة 91 هجرية، وذلك بعد سيل جارف أصابها، وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع الكثير من المؤرخين على أن الوليد بن عبد الملك كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر والشام في بناء المسجد الحرام،وكان عمل الوليد عملاً محكماً بأساطين الرخام ، وقد سقفه بالساجوجعل على رؤوس الأساطين الذهب وأزّر المسجد من داخله بالرخام، وجعل على وجوه الطيقـان الفُسَيْفساء، وشيد الشرفات ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس، وقدرت زيادته بـ (2805) متراً.
قال السهيلي: إنما كان ذلك إصلاحًا لمَّا وَهَى منه؛ لأنَّ السيل قد صدع حائطه، وكانت الكعبة بعد إبراهيم عليه السلام مع العمالقة وجرهم إلى أن انقرضوا، وخلفتهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم لكثرتهم بعد القلة وعزهم بعد الذلة، وكان أول من جدد بناءها بعد إبراهيم قصيُّ بن كلاب، وسقَّفها بخشب الدوم وجريد النخل. وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا أن أول من جدَّد الكعبة بعد كلاب بن مرة، قصيًّا. وحكى السهيلي أنَّ أوَّل من اتَّخذ للكعبة غلقًا تُبعًا، ثم ضرب لها عبد المطلب بابًا من حديد، وهي الأسياف القلعية التي كانت مع الغزالين الذهب، وهو ما استخرجه عبد المطلب من بئر زمزم، كما احتفرها بعد ما طمها الحارث بن مضاض، لما أخرج الله جرهم من مكة بسبب إحداثهم في الحرم، واستخفافهم بالحرم، وبغى بعضهم على بعض، فتغور ماء زمزم، وعمد الحارث إلى ما كان عنده من مال الكعبة، وفيه غزلان من ذهب وأسياف قلعية، كان ساسان أهداها إلى الكعبة، وقيل سابور، وجاء تحت الليل ودفن ذلك في زمزم وعفى عليها، ولم تزل دارسة حتى حفرها عبد المطلب، واستخرج ذلك كما هو مذكور في موضعه. واتخذ عبد المطلب من الغزالين المذكورين حلية للكعبة، فهو أول ذهب حليت به الكعبة، فلما جاء الإسلام، وآلت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك، بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسري بستة وثلاثين ألف دينار، فضرب منها على باب الكعبة صفائح الذهب، وعلى الميزاب وعلى الأساطين التي في جوفها، وعلى الأركان، وهو أول من ذهَّب البيت في الإسلام.