ثناءالصحابة عليه عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله. وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.
وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم. وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد. وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت. وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة. وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد مرضه ووفاته عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيباً فقال: إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.
الصحابة (معاذ بن جبل) - YouTube
الدرس 36 في سلسلة دروس تفسير القرآن الكريم للشيخ سليمان الهرش من مسجد معاذ بن جبل في مخيم الفوار - YouTube
والذين قالوا: إن الحديث صحيح، وإنه يجوز العمل به استدلوا بأمرين: أحدهما: أن الحارث بن عمرو المذكور وثقه ابن حبان وإن كان ابن حبان له تساهل في التوثيق, فالحديث له شواهد قوية يعتضد بها كحديث الصحيحين: إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر، وإذا اجتهد فأصاب فله أجران. قالوا: وأصحاب معاذ بن جبل ليس فيهم مجروح بل كلهم عدول. وإذا كان الحارث موثقا، وأصحاب معاذ كلهم عدول فالحديث مقبول. وكذلك قالوا: إن علماء المسلمين تلقوا هذا الحديث خلفا عن سلف، وتلقي العلماء للحديث بالقبول يكفيه عن الإسناد. وكم من حديث اكتفي بصحته عن الإسناد، واكتفي بعمل العلماء به في أقطار الدنيا؛ لأن هذه الأمة إذا عمل علماؤها في أقطار الدنيا بحديث دل على أن له أصلا، واكتفي بذلك عن الإسناد. (انتهى كلامه غفر الله له). إن هذا الاختبار الذي عقده - صلى الله عليه وسلم -لمعاذ يدل دلالة ً أكيدة على شرف وخطورة منصب القضاء، وأنه لا يجوز أن يولاه إلا من كان أهلاً له، والأهلية تقاس بأمور ٍ كثيرة ٍ من أهمها الاختبار والمناقشة كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم. وقد كثر الحديث عن ضعف تأهيل القضاة لدينا، حيث يتخرجون في كليات الشريعة بعد دراستهم الفقه الإسلامي بالطريقة التقليدية، دون أن يكون من بين المناهج التي يدرسونها، أي مادة ٍ تتعلق بعلم القضاء، ولا بالقواعد القانونية بل لم نقرأ مجرد قراءة ٍ نظام المرافعات الشرعية، ولم ندرس شيئاً عن القانون الإداري أو التجاري إلى غير ذلك، مما جعل كثيراً من خريجي كليات الشريعة يشعرون بنفور ٍ وعدم توافق مع أي نص ٍ نظامي أو قاعدة ٍ قانونية.
ولا يحتج ُ علي َّ أحد ٌ بأن القضاة يتم تعيينهم من خريجي المعهد العالي للقضاء أو حتى خريجي معهد الإدارة العامة، فهذا لا يعتبر كافياً مطلقاً ولا يفي بالغرض لأسباب ٍ هي: 1- إن نظام القضاء اكتفى باشتراط الحصول على البكالوريوس من كليات الشريعة للتعيين في القضاء. 2- إن الحاجة إلى تعيين القضاة تدعو إلى تعيين عدد ٍ كبير من خريجي كليات الشريعة وتبقى مسألة دراستهم الماجستير غير مؤكدة. 3- إن مرحلة البكالوريوس هي المرحلة الأهم في التأهيل والتعليم لأي تخصص، وإذا تخرج فيها الطالب دون تعلمه بعض العلوم أو الفروع التي يحتاج إليها في تخصصه وفي مجال عمله، فسيكون ضعيفاً فيما لم يتعلمه حتى وإن درسه لاحقاً لأنه في مرحلة البكالوريوس يكون أكثر إقبالاً وحرصاً وتفرغاً منه في المراحل اللاحقة. والكلام في تأهيل القاضي كما أشرت ُ كثر َ الحديث عنه من المختصين والمهتمين، فلا داعي لتكراره. إلا أن في حديث معاذ - رضي الله عنه - المذكور تبرز لنا أهمية أمر ٍ آخر غير التأهيل وهو مسألة اختبار القاضي ومقابلته الشخصية قبل اختياره للقضاء، ومن المعلوم أنه لا يتم تعيين قاض ٍ في وزارة العدل أو ديوان المظالم إلا بعد إجراء مقابلة ٍ شخصية ٍ معه تجري مناقشته فيها عن بعض المسائل التي تكشف جوانب من شخصيته، إلا أن الطريقة المعمول بها حالياً تعتبر غير كافية ٍ مطلقاً للحكم على شخصية القاضي ومدى صلاحيته للقضاء من عدمه، وذلك لكونها مجرد (دردشة) مرتجلة وغير مبنية ٍ على أسس، ولم يتم َ الإعداد ُ لها أو وضع منهج ٍ مدروس ٍ يكفل تحقق المقصود منها.
وعلى الرغم من ذلك فقد وجدتها نعم الزوجة والمعين على الحياة، فقد ساندتني في جميع الأمور، وخاصة في تربية أبنائي، حيث تتولى مسؤولية متابعة دراستهم بشكل جيد، إضافة إلى مهامها المنزلية، وأذكر عندما كنت أجهز للمشاركة في التنافس على جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، سهرت معي ليالي طويلة لإعداد ملف المسابقة. * ما خططك المستقبلية؟ - على المستوى الشخصي أفكر في أن أكمل دراستي الأكاديمية في إحدى الدول الأوروبية، وعلى مستوى الأسرة أحاول أن أحقق كل ما يحتاجه أبنائي وأسرتي من تعليم وتربية صحيحة وسعادة، أما على مستوى العمل، فنحن الآن ندرس خطة لأرشفة الأعمال الفائزة في جائزة التفوق والتميز التربوي إلكترونياً، وهذا العمل يتطلب جهداً كبيراً. * كيف تعيش شهر "رمضان المبارك"؟ - قبل زواجي كان رمضان بالنسبة لي متعة دينية واجتماعية ورياضية وترفيهية، لكن الآن الأمر تغير كثيراً، فأنا كرب أسرة أتعامل مع جيل لم يعش متعة "رمضان" في أيام تتسم بالبساطة، ومن ثم أحاول أن أغرس في نفوسهم مميزات الشهر واستغلاله في التقرب إلى الله، وتمتين العلاقات الاجتماعية مع الأهل والجيران والأصدقاء. والأسرة الكبيرة، وإن كان أفرادها يتجمعون يوم الجمعة من كل أسبوع في الأيام العادية، إلا أن هذا التجمع يكثر خلال "رمضان"، ونحاول الخروج في رحلات إلى الأماكن المفتوحة والمتنزهات، وتتضمن رحلاتنا كثيراً من الفقرات الترفيهية.