من يقدر قيمتك قصة و عبرة أب قبل أن يموت قال لابنه: هذه ساعة (جد جد جدك) عمرها أكثر من 200 سنة، لكن قبل أن أعطيك إياها اذهب لمحل الساعات في أول الشارع، وقل له أريد بيعها، وانظر كم سعرها.. ذهب ثم عاد لأبيه، وقال: الساعاتي دفع فيها 5 دولارات لأنها قديمة ، قال له اذهب إلى محل الأنتيكة.. عبد الله مسار يكتب : ضع نفسك حيث تستحق - النيلين. ذهب ثم عاد، وقال: دفع فيها 5 ألاف دولار.. قال الأب: اذهب إلى المتحف واعرض الساعة للبيع ، ذهب ثم عاد، وقال لأبيه: أحضروا خبيراً وقيّمها، وعرضوا عليّ مليون دولار مقابل هذه القطعة. قال الأب: أردت أن أعلمك إنّ المكان الصحيح يقدّر قيمتك بشكل صحيح، فلا تضع نفسك بالمكان الخاطئ وتغضب إذا لم يقدروك. "من يعرف قيمتك هو من يقدّرك، فلا تبقَ بمكان لا يليق بك".
هذه المواقف هي مؤشرات صريحة على أن هناك عدم عدالة في توزيع الأجور، تدعمها الإحصاءات الدولية، ولذا تغلف تلك الجهات «سياسة الكتمان» بدواعي السرية! غير أن واقع الحال يشير إلى أن العالم كله يعاني من فجوة رواتب بين الجنسين. فقد ذكر تقرير معهد أبحاث السياسات النسائية أن الدراسات تشير إلى أن «البيئات التي توجد فيها سرية الأجور بشكل أقل، تكون الفجوة في الأجور بين الموظفين الذكور أصحاب البشرة البيضاء وأي شخص آخر أقل». من لا يحترمك ويقدر قيمتك أتركه وشانه. إذن سياسة التحريم والتكتم لن تحل مشكلة قائمة، حسب «بي بي سي». كما أنه في شتى الوظائف هناك جدول للرواتب تتراوح فيه المبالغ في كل درجة وظيفية. وقد ترأست لجاناً عدة في تعيين القياديين والإدارة المتوسطة وكنا نضع مرغمين سلم الرواتب نصب أعيننا، ويحاول بعضنا إقناع المرشح براتب متدنٍ جداً غير أنني أميل للاعتقاد بأن الفرد إذا علم بأنه يتقاضى راتباً أدنى من السوق أو مما يستحقه في اللوائح، فإنه قد يغادرنا لاحقاً في ذروة حاجتنا له، حينها لا تفيد «الزيادات الترقيعية». ولا تكمن مشكلة تحريم الحديث عن الرواتب، في خصوصيتها فحسب، بل في أنها تخفي حقيقة السياسة الخفية التي تنتهجها المؤسسة. فبعد دراسة السوق أو الدول لنظرائها يصبح أمام متخذي القرار ثلاثة خيارات: إما اعتماد سياسة «تفوق» رواتب وحوافز المنافسين، وإما «تقابلهم»، أو أن تقرر البقاء «خلف ركب المنافسين» (شركات أو جهات عامة)، وذلك إذا ما ثبت أن معدل الرواتب يفوق نظراءهم.
هذه كلها أسباب تدفع الجهات إلى تحريم الحديث عن الرواتب. لكن هذا المنع يظهر أن خللاً ما تحاول الجهات إخفاءه، ولن يحل حجب المعلومة تلك المشكلة. * نقلا عن " الشرق الأوسط " تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط. اختيار المحررين