كما جعل الصراط المستقيم للمسلمين واصطفاهم عن غيرهم قد جعلهم أوسط الأمم وأفضلها. بالإضافة إلى أنه قد وضح قدرة الله عز وجل التي تبينها الآية الكريمة. وأنه بيده الخير كله يهدي من يشاء ويختار حال الأمم. كما أنه ذكر خلال تفسيره لهذه الآية الكريمة أن خير الأمور وأفضلها إلى الله هي أوسطها. وهو ما يبتعد عن القلة في الشيء والكثرة فيه. لذلك قد فضله الله عز وجل واختاره للأمة الإسلامية. اقرأ أيضًا: خواص سوره يس واستخداماتها.. هام جدا الدروس التي نتعلمها من الآية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا نظراً لأهمية تفسير: وكذلك جعلناكم أمة وسط كما ذكرنا خلال الفقرات السابقة فإنه من المهم ذكر الدروس التي نتعلمها من هذه الآية كالتالي: الاعتدال والتوسط هو أفضل الأمور وأحبها إلى الله عز وجل. وهذا ما توضحه الآية الكريمة. حيث اصطفاه الله لعباده المسلمين وميزهم بها عن غيرهم من الأمم. كما توضح الآية الكريمة أن حال الأمة وصلاحها بيد الله وحده. فهو الذي يحدد مصير كل أمة وكذلك هو من يختار صفات الأمم. بالإضافة إلى أن هذه الآية الكريمة توضح كيف يميز الله الأمة الإسلامية عن غيرها. تفسير: وكذلك جعلناكم أمة وسط - مقال. وهذا ما يثبت أن الدين الإسلامي هو الحق. إعراب قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا قبل نهاية الحديث عن تفسير: وكذلك جعلناكم أمة وسط سوف نتحدث عن الإعراب الصحيح لهذه الآية الكريمة كالتالي: حرف الواو للعطف بين الجملتين.
قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم فيه أربع مسائل: الأولى: قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا المعنى: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطا ، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم. والوسط: العدل ، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها. وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال: ( عدلا). قال: هذا حديث حسن صحيح. وفي التنزيل: قال أوسطهم أي أعدلهم وخيرهم. وقال زهير: هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم آخر: أنتم أوسط حي علموا بصغير الأمر أو إحدى الكبر وقال آخر: لا تذهبن في الأمور فرطا لا تسألن إن سألت شططا وكن من الناس جميعا وسطا ووسط الوادي: خير موضع فيه وأكثره كلأ وماء. ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا ، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ، ولا قصروا تقصير اليهود في [ ص: 144] أنبيائهم.
وقيل: الثانية ، فتكون الكاف زائدة ، أي أنت الآن عليها ، كما تقدم ، وكما قال: كنتم خير أمة أخرجت للناس أي أنتم ، في قول بعضهم ، وسيأتي. قوله تعالى: إلا لنعلم من يتبع الرسول قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: معنى لنعلم لنرى. والعرب تضع العلم مكان الرؤية ، والرؤية مكان العلم ، كقوله تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بمعنى ألم تعلم. وقيل: المعنى إلا لتعلموا أننا نعلم ، فإن المنافقين كانوا في شك من علم الله تعالى بالأشياء قبل كونها. وقيل: المعنى لنميز أهل اليقين من أهل الشك ، حكاه ابن فورك ، وذكره الطبري عن ابن عباس. وقيل: المعنى إلا ليعلم النبي وأتباعه ، وأخبر تعالى بذلك عن نفسه ، كما يقال: فعل الأمير كذا ، وإنما فعله أتباعه ، ذكره المهدوي وهو جيد. وقيل: معناه ليعلم محمد ، فأضاف علمه إلى نفسه تعالى تخصيصا وتفضيلا ، كما كنى عن نفسه سبحانه في قوله: يا بن آدم مرضت فلم تعدني الحديث. والأول أظهر ، وأن معناه علم المعاينة الذي يوجب الجزاء ، وهو سبحانه عالم الغيب والشهادة ، علم ما يكون قبل أن يكون ، تختلف الأحوال على المعلومات ، وعلمه لا يختلف بل يتعلق بالكل تعلقا واحدا. وهكذا كل ما ورد في الكتاب من [ ص: 147] هذا المعنى من قوله تعالى: وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ، ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين وما أشبه.