الثالثة: أنه كان: { يأمر أهله بالصلاة والزكاة}، أي: وبجانب حرصه على أداء هاتين الفريضتين، كان يأمر أهله وأقرب الناس إليه بأداء هاتين الفريضتين؛ لكي يكون هو وأهله قدوة لغيرهم في العمل الصالح. الرابعة: أنه كان { عند ربه مرضيا}، أي: كان إسماعيل عند ربه مرضي الخصال والفعال؛ لاستقامته في أقواله وأفعاله، ولصدق وعده، ولأمره أهله بالصلاة والزكاة، ولا شك أن من اجتمعت فيه هذه الخصال، كان ممن { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} (المائدة:119). قصة اسماعيل عليه السلام. وقد روى ابن كثير بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اتخذوا الخيل واعتبقوها، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل). وكانت هذه العراب -خيل عراب خلاف البراذين الواحد عربي- وحشاً، فدعا لها بدعوته التي كان أعطيها، فأجابته. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل ، وهو ابن أربع عشرة سنة)، فكان إسماعيل أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد تعلمها من العرب العاربة، الذين نزلوا عندهم بمكة من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من العرب قبل الخليل عليه السلام. ولم يرد في القرآن الكريم القوم الذين أرسل إليهم إسماعيل عليه السلام، وقد ذكر ابن كثير: أن إسماعيل عليه السلام كان رسولاً إلى قبائل جرهم والعماليق، وأهل اليمن صلوات الله وسلامه عليه.
قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك.
شيء من سيرته ذُكر من سيرته أنه أول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشًا فآنسها وركبها ودعا لها بدعوته التي كان أعطي فأجابته، وكان إسماعيل عليه السلام قد تكلم بالعربية الفصيحة البليغة التي تعلمها من قبيلة جرهم الذين نزلوا عندهم بمكة بسبب ماء زمزم الطيب المبارك. أولاده ولد لإسماعيل عليه السلام من زوجته الثانية وهي السيدة بنت مضاض الجرهمي اثنا عشر ولدًا ذكرًا، وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إليه. ما قصة رمي الجمرات الثلاثة؟ وما حكمتها؟ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. وفاته مات عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة بعد أن أدى رسالة ربه وبلّغ ما أمره الله بتبليغه، ودعا إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله الملك الديان، ودُفن عليه السلام قرب أمه هاجر في الحجر، وقيل: كان عمره يوم مات مائة وسبعًا وثلاثين سنة صلوات الله وسلامه عليه. وقد مضى ذكر شيء من أخباره في قصة أبيه إبراهيم عليه السلام. الهوامش: [1] العماليق هم ذرية عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام.
وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة:127-128] وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل -عليه السلام- ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد، والمحافظة على الصلاة، وأنه كان يأمر أهله بأدائها، قال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًّا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًّا} [مريم:54-55]. وكان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم، وأوحى الله إليه، قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة:163] وقال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط} [النساء:163] وكان إسماعيل -عليه السلام- أول من رمى بسهم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع الشباب على الرمي بقوله: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا) [البخاري].
كان سيدنا إسماعيل شديد البر بأبيه، ونتيجة لذلك كان في خير ورزق وصلاح حال. نتعلم من قصة إسماعيل عليه السلام أن شكر الله تعالى ضرورة لدوام النعم. أخيرًا نتعلم من القصة القناعة والرضا وطاعة الله سبحانه والاستسلام له. قصه سيدنا اسماعيل عليه السلام. اقرأ أيضا: قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل ختامًا، نتعلم من قصة إسماعيل عليه السلام الكثير من الدروس والعبر، حيث أن إسماعيل نبي الله وكان له قصص فيها معجزات لابد من أن يتعلمها المسلم وأن يعلمها للأطفال والجيل القادم لإدراك قصص القرآن والتعلم من الدروس المستفادة منها.