سؤال جيد بارك الله فيك، وخاصة لأنه بدأ يتكرر في الآونة الأخيرة من ملحدي العرب خاصة. بينما لا يقول به أحد غيرهم تقريبا في وقتنا هذا! أولا: ما معنى الأزلي؟ الأزلي لابد له أن يكون قائما بذاته، مستغن عن غيره، ولا يعتمد في وجوده على غيره. وهذا لا ينطبق على الطاقة أو المادة، فكلاهما غير قائم بذاته لأن هناك قوانين تحكم وتضبط سلوكهما. ومن اكبر الأشياء التي تنفي أزلية الطاقة أو المادة هو تحول كلا منهما للآخر وخضوعهما لمعادلة آينشتاين، فلابد من شروط لتحول كلا منهما للآخر. فكلا من المادة والطاقة ليس قائما بذاته ولا مستغن عن غيره ويعتمد في وجوده على غيره. ثانيا: بالنسبة لقانون الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، دعنا ننظر إليه في عدة نقاط. 1- الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم = قانون حفظ الطاقة. و معنى حفظ الطاقة = دليل على أنها شيء محدود المقدار فيزيائيا ولها بداية في الزمكان وسيكون لها نهاية ومادامت كذلك فهي فليست أزلية. 2- القانون الثاني للديناميكا الحرارية = دليل على أن الكون ليس بأزلي. إذ يتنبأ بموت حراري للكون، وهو مكمل للقانون الأول، ومنذ اكتشاف وجود القانون الثاني وأزلية الكون أصبحت في مأزق.
6- وبالتالي قانون المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم لا يصح تطبيقه قبل بداية الكون إذ لم يكن له وجود لا هو ولا الطاقة ولا المادة، يعني القانون ده مخصوص بالكون وحدوده، فلا يصح أن تطبقه على ما قبل بداية الكون = لأنه لم يكن له وجود أصلا حينها. 7-لا يوجد أحد من العلماء الآن يقول بأزلية الكون، حتى الملحدين أنفسم لا يقولون هذا بإطلاق، وإنما يحاولون الالتفاف على بداية الكون بافتراضات ونماذج رياضية لم تثبت بعد وليس عليها دليل علمي واحد. 8-أخيرا: أختم بما قاله ستيفن هوكينج نفسه قائلا: "لقد أصبحت بداية الكون شيء مُسَلم به لدى المجتمع العلمي، ولم يعد هناك أية دلائل تشير إلى أزلية الكون، وأصبح الآن كل شخص يؤمن أن الكون، – والزمن نفسه – له بداية في الانفجار العظيم" لتفصيل أكثر وعمق حول المسألة يُرجى الرجوع إلى كتاب الصنع المتقن
إذ أصبح شبه إجماع لدى العلماء بموت الكون ونهايته بسبب هذا القانون، وكل ما له نهاية له بداية، ولذا يشير بول ديفيز قائلا: "إن التنبؤ بموت حراري كوني نهائي لا يقول فقط شيئا عن مستقبل الكون، لكنه يقدم أيضا شيئا مهما عن ماضيه. فمن الواضح أنه إذا كان الكون يتضاءل نشاطه بصورة مطردة لا انعكاسية، فهو إذا لا يمكنه أن يكون سرمدي البداية. والسبب بسيط: فهو لو كان كذلك لكان قد مات بالفعل، وبمعنى آخر إن الكون يجب أن تكون له بداية محددة. " Paul Davies, The last three minutes: Conjectures about the Ultimate Fate of the Universe, BasicBooks, 1994, p. 13 3-ولقد أثبت ألكسندر فيلينكين في مبرهنة له عدم أزلية الكون وقال: "يقال أن الحجة هي ما يقنع الرجال العقلانيين، والدليل هو ما يقنع حتى الرجل غير العقلاني. مع الدليل الآن، الفلكييون لم يعودوا قادرين على الإختباء وراء احتمال أزلية الكون. لا يوجد مفر، عليهم مواجهة مشكلة بداية الكون! " 4- القانون نفسه حادث = فطبقا لما وصلنا إليه من علم، فالكون ( الزمكان) له بداية وليس أزلي. والقوانين التي تطبق على كوننا لم يكن لها وجود قبل بداية الزمكان. وقد أشار هوكينج إلى أنه "لم تكن المادة هي وحدها التي خـُلقت أثناء الانفجار العظيم، بل إن الزمان والمكان أيضاً خلقا، إن للمكان بداية إذاً للزمان بداية"، فكيف نقول بأزلية المادة أو الطاقة إذا؟ 5- القانون هذا لا ينطبق سوى على النظام المعزول = كالكون مثلا، لذا فإطلاق لفظ القانون هكذا وأخذه على هذا المحمل = خطأ وجهل بالقانون وما ينطبق عليه، لأن القانون لا ينطبق على نظام كالأرض مثلا لأنها نظام مفتوح، وبالتالي فالمعنى الأكمل للقانون هو = الطاقة في نظام معزول لا تفنى ولا تستحدث من عدم.
اذن الخالق خلق المادة والطاقة بكميات ثابتة لا يمكن لها الزيادة او النقصان لكن يمكن أن تتحول من شكل الى آخر أو من صورة الى أخرى بترتيبات مختلفة دون اخلال في كميتها ومقدارها الأصلي وان قانوني حفظ الطاقة والمادة حجة دامغة للمؤمنين الموحدين ورد على الذين يدعون بأزلية الكون أو الذين ينكرون وجود الخالق.