يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم - YouTube
اليهود يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم (31) المجموعة: هدى القرآن 31 كانون1/ديسمبر 2016 اسرة التحرير الزيارات: 2667 الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. (أتأمرون الناس بالبِر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقِلون). هذه الآية تكشف عن ظاهرة سيئة ومنحرفة لدى اليهود يعيشونها في واقعهم وفي حياتهم وحركتهم العملية, وهي أنهم يأمرون الناس بالبر وبالإحسان وبالمعروف وبالارتباط بالله، ولكنهم ينسون أنفسهم فلا يتحركون باتجاه الأشياء التي يأمرون الناس بها. يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم؟ ياعيب الشوم - المعرفة سؤال و جواب | دليل المعرفة. فاليهود الذين كانوا يعيشون في عصر الإسلام كانوا قد جعلوا من أنفسهم حماة الكتاب الإلهي وحماة الشريعة الإلهية، ونصّبوا أنفسهم دعاةً إلى الدين والخير والاستقامة، وقادةً إلى الحق والعدل, بينما هم أبعدُ الناس عن كل هذه الأمور. فقد كان اليهود مثلاً يأمرون العرب قبل مبعث النبي(ص) وقبل ظهور الإسلام كانوا يأمرون العرب بالإيمان برسالة محمد إذا خرج، فلما بعثه الله كفروا به وتمردوا عليه، وحاربوه. وكان علماء اليهود يقولون لأقربائهم من المسلمين اثبتوا على ما أنتم عليه من الإيمان والإسلام، بينما هم لا يؤمنون بل مستغرقون في كفرهم وفي انحرافاتهم وفي مصالحهم الذاتية التافهة, وكانوا يأمرون الناس بطاعة الله والابتعاد عن معصيته, بينما كانوا هم يتركون طاعته ويتمردون عليه، ويعاندون الأنبياء والرُسل.
وهذ ا كما قال عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) قال: كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه ، وبالبر ، ويخالفون ، فعيرهم الله ، عز وجل. وكذلك قال السدي. قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم - مخزن. وقال ابن جريج: ( أتأمرون الناس بالبر) أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ، ويدعون العمل بما يأمرون به الناس ، فعيره م الله بذلك ، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة. وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: ( وتنسون أنفسكم) أي: تتركون أنفسكم ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) أي: تنهون الناس عن الكفر بما [ ص: 247] عندكم من النبوة والعهد من التوراة ، وتتركون أنفسكم ، أي: وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي ، وتنقضون ميثاقي ، وتجحدون ما تعلمون من كتابي. وقال الضحاك ، عن ابن عباس في هذه الآية ، يقول: أتأمرون الناس بالدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك مما أمرتم به من إقام الصلاة ، وتنسون أنفسكم. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني علي بن الحسن ، حدثنا مسلم الجرمي ، حدثنا مخلد بن الحسين ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة في قول الله تعالى: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) قال: قال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا.
كما: 848- حدثنا به محمد بن العلاء, قال: حدثنا عثمان بن سعيد, قال: حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق عن الضحاك, عن ابن عباس: (أفلا تعقلون) يقول: أفلا تفهمون؟ فنهاهم عن هذا الخلق القبيح. (103) * * * قال أبو جعفر: وهذا يدل على صحة ما قلنا من أمر أحبار يهود بني إسرائيل غيرهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم, وأنهم كانوا يقولون: هو مبعوث إلى غيرنا! كما ذكرنا قبل. (104) ------------ الهوامش: (96) في المطبوعة ، وفي المراجع: "والعهد من التوراة". والعهد والعهدة واحد. (97) الأثر: 845 - في ابن كثير 1: 154 ، وفيه "إذا جاء الرجل سألهم عن الشيء ليس فيه... " وفي المخطوطة: "يسألهم ليس فيه". (98) الخبر: 846 - نقله ابن كثير 1: 154 عن هذا الموضع. وذكره السيوطي 1: 64 ، ونسبه أيضًا لعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، وقلده الشوكاني 1: 65. وقد رواه البيهقي ص: 210 ، من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، به نحوه. و "مسلم الجرمي": وقع في ابن كثير في هذا الموضع "أسلم" ، وهو خطأ مطيعي. ووقع فيه وفي نسخ الطبري "الحرمي" ، بالحاء. وقد رجحنا في ترجمته - فيما مضى: 154 أنه بالجيم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 44. وذكرنا مصادر ترجمته هناك ، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4 / 1 /188 ، ووصفه بأنه "من الغزاة".
أما عن قوله:"كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ" فيعني أنه يعظم مقتاً عند الله أن يقول المسلم ما لا يفعل والمقت في اللغة هو الكره الشديد، ولذلك يجب أن يتجنب المسلم ذلك ابتغاء مرضاة الله ورغبةً في ثوابه وخشية له سبحانه وتعالى. ولا تعني تلك الآية أيضاً أنه إذا لما يقم الإنسان بما نصح به فإنه يجب عليه ألا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فكلا الأمرين واجب عليه أن يفعل ما يقول وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما استطاع. عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلى الإنسان واجبان، الأول أن يأمر نفسه بالمعروف وينهاها عن المنكر، والثاني أن يأمر غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر. فإن ترك الإنسان الواجب الأول وهو المتعلق بنفسه، فلا يكون ذلك مبرراً لترك الثاني والامتناع عن أمر الغير بالمعروف ونهيهم عن المنكر. يكون اقتداء الناس بالأفعال أكبر من اقتداءهم بالأقوال ولذلك يجب أن يطابق قول الإنسان فعله ليستطيع نصح الناس بالحق ويرى الناس الصدق في نصيحته أو لا يشعرون أنها نصيحة لا يطبقها صاحبها. محادثه عن أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم تخاطب تلك الآية بني إسرائيل أو نزلت فيهم حسب الروايات التي وصلت إلينا عن سبب نزول الآية، ولكنها أيضاً موجهة للمسلمين.
إن الابتعاد عن الخير والإحسان وممارسة الشر والإرهاب على مستوى العمل في نفس الوقت الذي يتوجه فيه الامر للآخرين بالبر والمعروف، هو ديدن اليهود وطبيعتهم وعقليتهم والواقع السيء الذي لا يمكن أن ينفصل عنهم. إن الله تعالى في هذه الآية يوجه توبيخاً لليهود على هذا العمل، هو يوبخهم بصيغة السؤال الاستنكاري (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم). هذه الصيغة التي توحي بأن الله يستنكر عليهم هذا العمل أشد الاستنكار ويؤنبهم عليه, لأن الذي ينصب نفسه داعية خير وإحسان, والذي ينصب نفسه داعية إصلاح واستقامة, فإن عليه أن يقوم بالعمل أولاً، ثم بعد ذ لك يأمر الناس ويطلق التوجيهات والتعليمات للآخرين. كما أن الذي يجعل من نفسه حامياً وحافظاً لدين الله وشريعة الله وحريصاً على اتباع خط الله والتزام طاعته، أن يعمل بطاعة الله وأن ينسجم مع دين الله أولاً، قبل أن يأمر الآخرين بذلك. إذن منهج الدعاة إلى الله يقوم على أساس العمل أولاً ثم القول، فالداعية إلى الله وإلى خط الله وإلى طاعة الله يبلغ ذلك بعمله قبل قوله، كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق (ع): "كونوا دعاة الناس بأعمالكم ولا تكونوا دعاةً بالسنتكم". وليس المقصود من قوله (ع) ولا تكونوا دعاة بألسنتكم، أن لا تدعوا بالقول والكلام, بل المقصود أن لا تأمر الناس بما لا تفعله ولا تقوم به ولا تعيشه في حياتك, وأن لا تنهى الناس عن شيء لا تبتعد أنت عنه.
استخدام كلمة تأمرون، وليس الإرشاد، أو الطلب، ظليل على قوة عزيمتهم ورغبتهم في الحث على الخير، والتي تشير لمدى التناقض الشديد بين موقفهم من أمرهم للناس بالخير، والنقيض تماماً على الطرف الآخر من نسيانهم لأنفسهم. الدروس المستفادة من أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم العاقل هو من يستخلص الدروس المستفادة من كل ما يقابله من أحداث وأمور، ومواقف، ولا خير في كتاب مثل ما في القرآن الكريم من خير، ومما يمكن فيه أن يرشد الناس للخير، ومن الدروس المستفادة من آية أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم، ما يلي: الأمر بالمعروف الأمر بالمعروف واجب في كل موقف يحتاج فيه الناس لذلك، مع مراعاة آداب ذلك الواجب، والقيام به، وعدم إسقاط حكم شرعي هام بدونه تفسد الحياة، ويفسد الناس، وهو جزء من دعوة الأنبياء. النهي عن المنكر النهي عن المنكر قد يعتبر أمر أشد من الأمر بالمعروف، لإن المنكر خطره أكبر، ولا يصح السكوت عنه، والسكوت عن خطر وفساد تحت أي مسمى، ولكنه أيضاً مثل الأمر بالمعروف له آداب يجب العمل بها واتباعها. عدم الانسياق وراء الرغبات أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم نزلت في بني إسرائيل الذين نسوا أنفسهم من دعوة البر والخير ولكن نسيانهم كان بمعنى الجحود والرفض والإنكار، وهو ما يستتبع التكبر، وغمط الحق، والسير عكس طريق الصواب لمجرد أنه لا يتوافق مع الأهواء والرغبات، حيث كان ينتظر بني إسرائيل هذا الحق على لسان رجل منهم، وليس شخصاً عربياً مثل محمد صلى الله عليه وسلم.