ثالثاً: ذهب بعض المفسرين في قوله سبحانه: { مصدقا بكلمة من الله}، إلى أن المراد بـ(كلمة الله): كتابه، أي: أن من صفات يحيى عليه السلام أنه كان مصدقاً بكتاب الله وبكلامه؛ وذلك لأن (الكلمة) قد تطلق، ويراد منها (الكلام). والعرب تقول: ألقى فلان كلمة، أي: خطبة. بيد أن الأجود في تفسير (الكلمة) هنا ما ذهب إليه جمهور المفسرين من أن المراد بها عيسى عليه السلام؛ لأن القرآن الكريم وصف عيسى عليه السلام بأنه (كلمة الله) في أكثر من موضع، من ذلك قوله سبحانه: { وكلمته ألقاها إلى مريم}، وقوله تعالى: { إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم} (آل عمران:45). رابعاً: ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد من قوله سبحانه: { وحصورا} في وصف يحيى عليه السلام، أنه كان هيوباً، أو لا ذكر له، أو لا يستطيع أن يأتي النساء! قصة سيدنا يحيى للأطفال - موضوع. وهذه الأوصاف نقيصة وعيب، لا تليق بالأنبياء عليهم السلام، وإنما المراد: أنه معصوم من الذنوب، أي: لا يأتيها، كأنه حُصر عنها. قال ابن كثير: "وقد بان لك من هذا، أن عدم القدرة على النكاح نقص، وإنما الفضل في كونها موجودة ثم قمعها: إما بمجاهدة ك عيسى عليه السلام، أو بكفاية من الله عز وجل، ك يحيى عليه السلام.
وقد ظنت هيروديا اللعينة انها بقتل النبي الكريم سوف تنعم بالزواج وانها ستنال بعد موته السعادة وتعتلي سدة الحكم ولكنها لم تعلم بان ما فعلته هي وهيرودوس كان خزياً وعادوا عليهما وعلي بني اسرائيل الي ابد الدهر. فلقد حلت عليهم لعنة الله، وكتب عليهم الخزي والعار في الدنيا والآخرة بما كانوا يقتلون الانبياء بغير حق وبما كانوا يعتدون.. اما يحيي الذي لم يجعل الله له من قبل سمياً فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً. بقلم: عبد التواب يوسف.
وأخرى تقول أن زوجة أحد ملوك بني إسرائيل هامت حباً بيحيى وعرضت عليه نفسها ولكنه رفض فما كان منها إلا أن سجنته وعند عودة زوجها طلبت جميع المساجين فين الملك أنها ستعفو عنهم ولكنها أمرت بإحضار وعاء كبير فوضع يحيى عليه السلام فوقه وذُبح ليسيل دمه على الأرض، فدم النبي يحيى الذي جُمع في الوعاء كانوا كلما حاولوا أن يصبوه على الأرض يرتفع فأخذوا يطرحون التراب عليه وهو يرتفع حتى بلغ مبلغ التل. وفي رواية أخرى أن نقطة الدم التي سقطت من الوعاء كانت تغلي وتفور وتعلو سنوات طوال فهو النبي المظلوم المقتول غدراً وبهتاناً لا لشئ إلا لإعلاء كلمة الحق. من انتقم للنبي يحيى كان الانتقام من القوم الذين قتلوه على يد شخصية شغلت مؤرخين وعلماء العالم وهي شخصية ذكرها الحديث النبوي الشريف أنها من أحد الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض وبالتحديد من الملكين الكافرين هذه الشخصية هي بختنصر أو نبوخذ نصر والذي سأل عن التل الدموي فلما أُخبر بالقصة أقسم بالانتقام له وفعل ذلك في حرب عظيمة على بني إسرائيل في بيت المقدس وقتل ما يفوق السبعين ألف وساق منهم آلاف الأسرى إلي مملكته البابلية. [1]