اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.
لا تفرح كهؤلاء فتشقي.. إن الله لا يحب الفرحين!
ولقد كان فرح قارون من النوع السلبي المذموم، وسار به الفرحُ لمنزلقٍ خطير، هو منزلق الكبر والفخر والعجب، فوقع في براثن هذه الآفات فخسر محبة الله - جل جلاله - التي معها الفوز والنجاة، ولم تسعفه قرابته من موسى عليه السلام، ولم يسعفه كثرة تلاوته للتوراة، لقد ذهب كل ذلك هباءً عندما فرح قارون فرح المغرور المخدوع، فخرج من نطاق محبة الله - جل جلاله - فخسر كل شيء. [1] المحكم والمحيط الأعظم؛ ابن سيده (3 / 311). [2] انظر: تفسير الكشف والبيان؛ للنيسابوري (7 / 269). [3] تفسير القرآن العظيم؛ ابن كثير (6 / 253). [4] الدر المنثور؛ جلال الدين السيوطي (6 / 479). [5] جامع البيان في تأويل القرآن؛ ابن جرير الطبري (15 / 105). [6] سنن ابن ماجه، باب فضل الشهادة في سبيل الله (2 / 935)، حديث: 2799. لا تفرح كهؤلاء فتشقي.. إن الله لا يحب الفرحين!. [7] تفسير البحر المحيط؛ أبو حيان الأندلسي (3 / 32). [8] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير؛ أبو بكر الجزائري (3 / 26). [9] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن؛ محمد الأمين الشنقيطي (7 / 549). [10] أيسر التفاسير؛ أسعد حومد ( 1 / 481). [11] صحيح البخاري، باب: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا ﴾ (4 / 1664، حديث: 4291).
ما تفسير قول الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ))[القصص:76]؟
هذه الآية في قصة قارون (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) والمراد بذلك الفرح الذي يصحبه الكبر والبغي على الناس والعدوان والبطر، هذا المنهي عنه، فرح البطر والكبر، أما الفرح بنصر الله وبرحمته ونعمه وإحسانه فهذا مشروع