تاريخ النشر: 31 مارس 2016 5:57 GMT تاريخ التحديث: 31 مارس 2016 6:56 GMT نستطيع في بداية حديثنا عن المرأة في العصر الجاهلي أن نقول إنَّ المرأة هي الركيزة الأساسيَّة في معظم الشعر الجاهلي؛ سواء قصد الشاعر المرأة بقصائد مستقلَّة، أم رمَّز غزله بها من خلال مشاهد عديدة؛ منها: الطلل وارتحال الظعائن وغيرهما من المشاهد. ففي القصيدة الطلليَّة يذكر الشاعر الجاهلي اسم محبوبته، ويستحضر ذكرها، ويبعثها في فضاء قصيدته، كما يذكرها في مشهد ارتحال الظعائن، ويستحضر في ذهنه لحظات رحيل الأحبَّة. المرأه في عصر الجاهليه. والبداة، كما يرى الباحث سليم الجندي، في كتابه "امرؤ القيس؛ حياته وشعره" لا يعرفون مظهراً من مظاهر الجمال خيراً من المرأة؛ فهي المثل الأعلى للجمال عندهم، والعرب عموماً ذوو نفوسٍ حسَّاسةٍ وأذواق لطيفة، إذا رأى أحدهم الجمال أخذ بمجامع قلبه، وملك عليه مشاعره، وشغل نفسه عمّا سواه، فإذا فارق من أحبَّ جاشت مراجل الحبِّ في نفسِه، وقذفت على فيه ما يختلج بداخلها من آلام البعد، وتباريح الشوق، فأخذ يبكي ويترنَّم بوصف من أحبَّ بالصفات التي تثير في نفسِه كوامن الشوق ولذلك كانوا يقدِّمون الغزل في فاتحة أشعارهم. صورة المرأة المثاليَّة لدى العرب يقول الأصمعي ملخصاً معايير جمال الوجه عند العرب "الحُسْنُ في العينَين، والجمال في الأنف، والملاحة في الفم".
وكانتِ المرأة في الجاهلية تُمسَك ضرارًا للاعتداء، وتُلاقِي من بعْلها نشوزًا أو إعراضًا، وتُترك أحيانًا كالمعلَّقة. وقال قتادة: "كان الرجلُ في الجاهلية يقامِر على أهله وماله، فيقعد حزينًا سليبًا ينظر إلى ماله في يدِ غيره، فكانتْ تُورِث بينهم عداوةً وبغضًا" [1]. المرأة العربية في العصر الجاهلي - ملتقى الخطباء. المبحث الثاني: حرمانها من الإرث: كانتِ المرأة في الجاهلية لم يكن لها حقُّ الإرْث، وكانوا يقولون في ذلك: "لا يَرثُنا إلا من يحمل السيفَ ويَحْمي البيضة"، فإذا مات الرجلُ ورِثَه ابنُه، فإن لم يكن، فأقرب مَن وُجِد مِن أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يضمُّ بناتِه ونساءه إلى بناتِ الوارث ونِسائِه، فيكون لهنَّ ما لهنَّ، وعليهنَّ ما عليهنَّ. وكانوا إذا مات الرجل وله زوجةٌ وأوْلاد مِن غيرها، كان الولد الأكبر أحقَّ بزوجة أبيه من غيرِه، فهو يعتبرها إرثًا، كبقيَّة أموالِ أبيه، فإنْ أراد أن يعلن عن رغبتِه في الزواج منها طرَح عليها ثوبًا، وإلاَّ كان لها أن تتزوَّج بمَن تشاء [2].
وتأمَّلْ هذه الصُّور لترى التدنِّي في الأخلاق والقِيم والتصورات، في هذه الحياة البهيميَّة التي عُوملت بها المرأة، ويَكفي أن تتصوَّر الرجل يرسل امرأته إلى آخَرَ لتأتيَه بولد نجيب، كما تُرسل الناقة إلى الفَحْل ليضربَها، وما ذاك إلا إساءة بالغة لإنسانيتها، فأبطَل الإسلام هذه الأنكِحَةَ الفاسدة، وأقرَّ الصالح منها. المبحث الخامس: طلاق المرأة، ونظام عدَّتها عندهم. كانتِ النساء أو بعضهنَّ يُطَلَّقْنَ الرجال في الجاهلية، ولم يكن النِّساءُ يومئذٍ بحاجة إلى المصارحة بالطلاق، بل كان حَسْب البدويات منهنَّ أن يحولْنَ أبوابَ أخبيتهنَّ إن كانت إلى الشرق فإلى الغرب، أو كانت إلى الجنوب فإلى الشمال، وكان لهنَّ - إذا لم يَكُنَّ ذوات أخبية - أساليب يدللن بها الرجال على الطلاق، فليس لهم عليهنَّ مِن سبيل، فكان بعضهنَّ إذا تزوَّجت رجلاً، وأصبحتْ عنده كان أمرُها إليها، وتكون علامة ارتضائها الزوج أن تعالج له طعامًا إذا أصبح[8].
التزموا في سائر آيات الحجاب القول بوجوبه على سائر النساء، ثم ذهبوا في هذا الموضع بالذات إلى ترجيح المذهب المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، واحتجوا بهذا الإلزام الفقهي غير اللازم لوجود الفرق بين داخل الصلاة، وخارجها. وقد رجح بعضهم جواز كشف الوجه والكفين لأن الحاجة قد تمس إلى إظهارهما كالخِطبة والشهادة والتطبيب إلخ، والجواب أنه يرخص لها ذلك في حدود حاجتها، والله أعلم. أما الموضع الثاني: فقوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) ، أما الثالث: فقوله عز وجل: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ). قصة دفن البنات في الجاهلية | المرسال. تحقيق الآثار المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما والآثار المسندة إلى أبن مسعود رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال فضيلة الشيخ عبد القادر بن حبيب السندي المدرس بمعهد الحرم المكي الشريف أثناء نقده لأئر: "إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه" (١). وليس هناك حديث صحيح مرفوع في هذا المعنى إلا ما جاء عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في أثر أخرجه الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره (٢) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣).
قصة دفن البنات في العصر الجاهلي في الجاهلية إنتشرت كثيراً عادة دفن البنات وهن أحياء، وكانت هناك الكثير من القبائل مشتهرة بذلك وكانت من أكثر تلك القبائل همتا قبيلتا ربيعة وتميم، وقد كان ذلك الفعل غير منتشر في بعض من القبائل المستقرة في الحجاز واليمن ولكن ذلك الفعل لم يكن عند العرب فحسب، ولكن كان هناك العديد من الأمم أيضاً مثل اليهود واليونان والهنود، وقد ورد أن السبب وراء وأد الذكور هو الفقر فحسب، ولكن كثرت الأسباب حول دفن البنات وهن أحياء ومن تلك الأسباب هو الفقر، والخوف من عار السبي والحمية، والإعاقة، وهناك أيضاً قصة الصحابي الذي وأد ابنته. واختلفت أساليب وأد البنات ولم تكن فقط عن طريق الدفن وهن أحياء ولكن تضمنت أيضاً إلقاء الفتاه من مكان عالي، أو إلقاء الفتاه في المياه حتى تغرق، والعديد من الأساليب الأخرى. أراء العرب في وأد البنات وأراء العرب في وأد البنات تختلف حيث أن البعض كان يؤيد الوأد والبعض الآخر كان يعارضه، وهناك العديد من القبائل كانت تفرح عند ولادة أنثي جديدة فيها وتلك القبائل مثل قبيلة بني مخزوم، وهناك العديد من زعماء القبائل البدوية كانوا من أكثر معارضي وأد البنات وبذلوا قصار جهدهم في التصدي لتلك العادة، مثل غالب بن صعصعة التميمي وزيد بن عمر بن، وقد حاول منع وأد العديد من البنات وذلك بأنه افتدي بعضهن بالمال.
ومِن بيْن هؤلاء الأعلام مَن بذَل ماله لصونِ البنات عنِ الوأد، وسعَى سعيًا حثيثًا لذلك: 1- صَعْصعة بن ناجية التَّميمي، فقدْ كان يتلمَّس مَن مسَّها المخاض، فيغدو إليها، ويستوهِب الرجلَ حياةَ مولودة إنْ كانت بنتًا على أن يبذلَ له في سبيلِ ذلك بعيرًا وناقتَين عشراويَيْن، فجاء الإسلامُ وقد افتدَى أربعمائة وليدة [5]. 2- زَيْد بن عمرو بن نُفَيل القرشي، كان يَضرِب بيْن مضارب القوم فإذا بصُر برجل يَهُمُّ بوأدِ ابنته، قال له: لا تقتلْها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، ويلي أمرَها حتى تشبَّ عن الطوق، فيقول لأبيها: إن شئتَ دفعتُها إليك، وإن شئتَ كفيتُك مؤونتها [6].