روى البرقي عن منهال القصاب قال: خرجت من مكة وانا أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد اللّه (عليه السلام)، فسبقته الى المدينة ودخل (عليه السلام) بعدي بيوم فأطعم الناس ثلاثاً، فكنت آكل فيمن يأكل، فما أكل شيئاً الى الغد حتى اعود فآكل، فكنت بذلك ثلاثاً اطعم حتى أرتفق ثم لا اطعم شيئاً الى الغد. قال الفيروز آبادي ارتفق: اتكأ على مرفق يده او على المخدة وامتلأ. وروى انه قيل لأبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) ما بلغ بك من حبك ابنك موسى (عليه السلام)، فقال: وددت ان ليس لي ولد غيره حتى لا يشاركه في حبّي له احد.
- مولد الإمام الكاظم الربيعي
مولد الإمام الكاظم الربيعي
4ـ مناظرته ( عليه السلام) مع علماء النصارى: جاء قطب من أقطاب النصارى ومن علمائها النابهين ، يدعى بريهة ، كان يطلب الحق ويبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، وأخذ يحاججهم فلم يقتنع ، ولم يصل إلى الهدف الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن الحكم ، فقصده ومعه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية والعقائدية ، فأجابه عنها هشام. ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق ( عليه السلام) ، وقبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم ( عليه السلام) ، فقصّ عليه هشام مناظراته وحديثه مع العالم النصراني بريهة. 20 ذو الحجة.. ولادة الإمام موسى الكاظم (ع). فالتفت ( عليه السلام) إلى بريهة ، قائلاً له: ( يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟) قال: أنا به عالم. فقال ( عليه السلام): ( كيف ثقتك بتأويله ؟) قال: ما أوثقني بعلمي به! فأخذ ( عليه السلام) يقرأ عليه الإنجيل ويرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، وإنّ الإمام من شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً: إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة. ثمّ إنّه أسلم وأسلمت معه زوجته ، وقصدوا جميعاً والده الإمام الصادق ( عليه السلام) ، فحكى له هشام الحديث ، وإسلام بريهة على يد ولده الكاظم ، فسرّ ( عليه السلام) بذلك ، والتفت قائلاً له: ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
فقلت:
وما هذا من علامة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ، وعلامة الوصي من بعده ؟
فقال: ياأبا محمد إنه لما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني هذا المولود
أتاني آت فسقاني كما سقاهم ، وأمرني بمثل الذي أمرهم به ، فقمت بعلم الله
مسرورا بمعرفتي مايهب الله لي فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو
والله صاحبكم من بعدي إن نطفة الامام مما أخبرتك ، فاذا سكنت النطفة في
الرحم أربعة أشهر وانشئ فيه الروح ، بعث الله تبارك وتعالى إليه ملكا يقال
له حيوان ، فكتب على عضده الايمن " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل
لكلماته " فاذا وقع من بطن امه وقع واضعا يده على الارض رافعا رأسه إلى
السماء. فاذا وضع يده على الارض فان مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل
رب العزة من الافق الاعلى ، باسمه واسم أبيه: " يافلان بن فلان اثبت ثلاثا
لعظيم خلقتك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سري وعيبة علمي ، وأميني على وحيي ،
وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي ، ومنحت جناني ، وأحللت جواري
ثم وعزتي لاصلين من عاداك ، أشد عذابي ، وإن وسعت عليهم في الدنيا سعة رزقي
". قال: فاذا انقضى صوت المنادي أجابه هو ، وهو واضع يده على الارض رافعا
رأسه إلى السماء ، ويقول: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو
العلم قائما بالسقط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " قال: فاذا قال: ذلك
أعطاه الله العلم الاول ، والعلم الآخر ، واستحق زيارة الروح في ليلة القدر
، قلت: والروح ليس هو جبرئيل ؟ قال: لا الروح خلق أعظم من جبرئيل إن
جبرئيل من الملائكة ، وإن الروح خلق أعظم من الملائكة أليس يقول الله تبارك
وتعالى " تنزل الملائكة والروح "
هذه القصة
نقلا عما ورد في كتاب بحار الانوار.