تاريخ النشر: الأربعاء 16 ربيع الأول 1425 هـ - 5-5-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 48316 255672 0 663 السؤال ما معنى (الفلق) وما معنى (غاسق إذا وقب) الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الفلق فسر بالصبح وفسر بكل ما انفلق عن شيء من مخلوقات الله تعالى، ويدل لذلك قول الله تعالى: [ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى] (الأنعام: 95) [ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ] (الأنعام: 96). وأما الغاسق إذا وقب فقيل هو الليل إذا أظلم، وهذا مذهب الجمهور، وفسره بعضهم بالقمر إذا طلع. وقد روى الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها فأشار بها إلى القمر فقال: استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب. صححه الترمذي والحاكم، ووافقهما الذهبي والألباني. ما معنى غاسق اذا یت. وراجع للمزيد في الموضوع تفسير القرطبي وابن كثير. والله أعلم.
فكيف يستعيذ المؤمن من غسق الليل و هو فيه من مكاسب الحسنات الكثير ؟. إن القرءان لا يقوم بتخويف الإنسان من الليل ولا من غيره لأن الخوف يكون من الله رب العالمين فقط….. بل هي خشية وليس خوفا…. والخشية هي الاستحياء والخوف الممزوجان بحب الله بذات الوقت. ن الله قد أقسم بالليل بأنه لم يودع نبيه ولا يودع أحدا من المؤمنين أبدا فكيف يناقض القرءان نفسه بعد ذلك لنتجسب الشر في الليل إن القرءان منظومة لا تضاد بها ولا تناقض…. لذلك فإنه من الضروري أن نتفهم دلالات آيات كتاب الله من خلال ذلك المفهوم الذي لا تضاد فيه…فالله تعالى هو القائل […. والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى]. وهو سبحانه القائل [إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا]…. فهل يستحثنا الله لقيام الليل وهو يرعبنا وبحذرنا من شرورة….. أيمكن أن يكون ذلك مناسبا؟.. خصوصا إذا ما انطلق من كلام رب العالمين. وهو سبحانه وتعالى القائل [قم الليل إلا قليلا]…. فهل يدعونا لقيام الليل ويفزعنا من شروره بذات الوقت؟. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفلق - الآية 3. إننا لا يجب أن ننجرف خلف كل ناعق يظن أنه يملك التفسير والفهم بينما هو يجعل القرءان متناقضا بفهمه السقيم…. فقط كنت أريد ممن يسمون أنفسهم بأهل العلم أن يدلون بدلوهم بما لا ينافي الرشاد عن معنى هذه الآية من كتاب الله.
ولقائلي هذا القول عِلة من أثر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وهو ما حدثنا به نصر بن عليّ، قال: ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام، قال: ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) قال: " النجم الغاسق ". وقال آخرون: بل الغاسق إذا وقب: القمر، ورووا بذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبرا. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع؛ وحدثنا ابن سفيان، قال: ثنا أبي ويزيد بن هارون، به. ما معنى غاسق اذا وقب. وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: أخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم نظر إلى القمر، ثم قال: " يا عائِشَةُ تَعَوَّذِي باللهِ مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَب، وَهَذَا غاسِقٌ إذَا وَقَبَ" ، وهذا لفظ حديث أبي كُرَيب، وابن وكيع. وأما ابن حُمَيد، فإنه قال في حديثه: قالت: أخَذَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: " أتَدْرِينَ أيَّ شَيءٍ هَذَا؟ تَعَوَّذِي باللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا؛ فإنَّ هَذَا الْغاسِقُ إذَا وَقَبَ".