ذات صلة ما هو الورد في القران طريقة تقسيم الورث يُخرج الحيّ من الميت يقول الله -تعالى- في كتابه الكريم في سورة الأنعام: (إِنَّ اللَّـهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ) ، [١] ومعنى قوله -تعالى-: (يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ) ؛ أي أنّه -سبحانه وتعالى- يخرج الحيَّ من البشر من نطفة، ويخرج النّخلة الباسقة من البذرة، ويخرج السُّنبلة من الحبّة. [٢] [٣] وقد قالت العرب للزَّرع والنَّبات والشَّجر: حيّاً، طالما كان غضّاً، فإن صار يابساً، سمّوه ميّتاً، لهذا يُقال للزّرع الأخضر الخارج من الحبِّ اليابس بأنّه إخراجٌ لحيٍّ من ميّتٍ، وقد أورد العلماء أيضاً أنّ الإخراج يكون على نوعين: إمّا مادّيٌّ كالزّرع وغيره، أو معنويٌّ كإخراج المؤمن من الكافر، والعالم من الجاهل. [٤] [٥] وقد ورد ذكر خروج المِّيت من الحيِّ في موضعٍ آخر في سورة الرّوم في قوله -تعالى-: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) ، [٦] وقد أورد الضّحاك تفسيراً لهذه الآية، مبيّناً أنّ الرّجل يخرج من النّطفة وهو حيٌّ والنُّطفة ميّتة، وتخرج النّطفة وهي ميّتة من الرّجل الحيّ؛ وهناك من قال: إنّ الإفرازت التي تخرج من الجسم مثل الحليب، هي ميتة ولا حياة فيها، تخرج من الإنسان وهو الحيّ.
ويتساءل عالمنا الجليل زكى نجيب محمود، ماذا يفعلون إذا جاءت صيحة جديدة وثالثة ورابعة، لماذا لا يكفينا فقط أن القرآن الكريم يحيل الإنسان إلى عقله وإلى إعماله فيما يوسع علمه بحقائق الكون؟!
وقال الرازي في تعليل اختلاف التعبير في المعنى: إن العناية بإيجاد الحي من الميت أكثر وأكمل من العناية بإخراج [ ص: 527] الميت من الحي. وقال ابن المنير: إن الأول أظهر في القدرة من الثاني وأنه أول الحالين والنظر أول ما يبدأ به; فلهذا كان جديرا بالتصور والتأكيد في النفس وبالتقديم انتهى. وذهب الخطيب الإسكافي في " درة التنزيل " إلى جعل اختلاف التعبير لفظيا محضا. وملخص كلامه أن مقتضى السياق أن يقال: " ومخرج الحي من الميت مخرج الميت من الحي " لمناسبة " فالق الحب " التي اجتمع فيها ثلاثة من حروف العلة عدل عن " ومخرج " المبدأ بحرف العلة إلى " يخرج " التي بمعناها ثم عطف عليها " ومخرج " لمناسبة اسم الفاعل قبله وبعده انتهى. والمراد أن " والنوى " بدئت بالواو المفتوحة وختمت بها ، فإذا عطف عليها " ومخرج " تتكرر الواو المفتوحة تكرارا مستثقلا كما هو ظاهر. يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحياة. ونقل بعض المفسرين عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن معنى الجملتين: يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. ومثله إخراج البار من الفاجر والصالح من الطالح والعالم من الجاهل ، وعكسه بحمل الحياة والموت على المعنوي منهما على حد قوله تعالى: ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) 122 ولكن هذا التفسير لا يناسب هذا السياق وإنما يناسب سياق آيتي آل عمران " 3: 27 " ويونس " 10: 31 " فراجع تفسير الأولى في ص 226 ج 3 ط الهيئة.
وقد يراد بوضعه موضع اسم الفاعل أو موضع الفعل الماضي إفادة تجدده واستمراره ، أو تصور حدوث متعلقه واستحضار صورته.
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
۞ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (95) القول في تأويل قوله: إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى قال أبو جعفر: وهذا تنبيهٌ من الله جل ثناؤه هؤلاء العادلين به الآلهة والأوثان على موضع حجّته عليهم, وتعريفٌ منه لهم خطأ ما هم عليه مقيمون من إشراك الأصنام في عبادتهم إياه. يقول تعالى ذكره: إن الذي له العبادة، أيها الناس، دون كل ما تعبدون من الآلهة والأوثان, هو الله الذي فَلق الحبَّ = يعني: شق الحبَّ من كل ما ينبت من النبات, فأخرج منه الزرع = " والنوى " ، من كل ما يغرس مما له نَواة, فأخرج منه الشجر. * * * و " الحبّ" جمع " الحبة ", و " النوى " جمع " النواة ". * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي. * ذكر من قال ذلك: 13581 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " إن الله فالق الحب والنوى " ، أما " فالق الحب والنوى ": ففالق الحب عن السنبلة, وفالق النواة عن النخلة. 13582 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: " فالق الحب والنوى " ، قال: يفلق الحب والنوى عن النبات.