لقد جاءت آية الدخان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وهي غير الآية التي تكون قبل قيام الساعة على الراجح من أقوال أهل العلم، بدليل أن الله ذكر أنه سيكشف عنهم العذاب بعد هذا الدخان، ثم يعودون للكفر كما هو عادة الكافرين، ثم ينتقم الله منهم ويبطش بهم البطشة الكبرى يوم القيامة. تفسير قوله تعالى: ( بل هو في شك يلعبون) تفسير قوله تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) تفسير قوله تعالى: (يغشى الناس هذا عذاب أليم... وقد جاءهم رسول مبين) تفسير قوله تعالى: (ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون) تفسير قوله تعالى: (إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون) تفسير قوله تعالى: (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون)
فتاوى نور على الدرب ( العثيمين) ، الجزء: 5 ، الصفحة: 2 عدد الزيارات: 17871 طباعة المقال أرسل لصديق ما معنى قوله تعالى(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ)؟ فأجاب رحمه الله تعالى: يعني انتظر يوم تأتي السماء بدخان مبين وهذا الدخان قيل إنه ما أصاب قريشاً من القحط حين دعا عليهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل الله عليهم السنوات سبعاً كسني يوسف فأصابهم جدب عظيم فكان الواحد ينظر إلى السماء وكأن بها دخاناً من الغبرة وعدم السحب وقيل أن المراد بالدخان الدخان الذي يكون من علامات الساعة ولم يأت بعد. قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء 119189 725759 77860 687219 72034 655374 74974 647010 67741 631551 59261 605532 استمع بالقراءات الآية رقم ( 110) من سورة النساء برواية: جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005) اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية
يغشى الناس هذا عذاب أليم}، فَأُتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقيل: يا رسول اللّه، استسق اللّه لمضر، فإنها قد هلكت، فاستسقى صلى اللّه عليه وسلم لهم، فسقوا، فنزلت: {إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون}، قال ابن مسعود رضي اللّه عنه: أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ فلما أصابهم الرفاهية عادوا إلى حالهم، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال: يعني يوم بدر. قال ابن مسعود رضي اللّه عنه، فقد مضى خمسة: الدخان والروم والقمر والبطشة واللزام ""الحديث مخرج في الصحيحين، ورواه أحمد والترمذي والنسائي"". وقال آخرون: لم يمض الدخان بعد، بل هو من أمارات الساعة، كما تقدم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي اللّه عنه قال: أشرف علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عرفة، ونحن نتذاكر الساعة، فقال: (لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم، والدجال، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس - أو تحشر الناس - تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل حيث قالوا) ""أخرجه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري"".
وفي الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لابن صياد: «إني خبأت لك خبأ» قال: هو الدُّخ ـ والدَّخ: الدخان ـ فقال صلى اللّه عليه وسلم له: «إخسأ فلن تعدو قدرك» قال: وخبأ له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. وعن أبي مالك الأشعري رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: « إن ربكم أنذركم ثلاثاً: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر، فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال » [أخرجه ابن جرير ورواه الطبراني، وإسناده جيد].
[الدخان 6-16] قال السعدي في تفسيره: { { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}} أي: خالق ذلك ومدبره والمتصرف فيه بما شاء. { { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}} أي: عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق ولهذا قال: { { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}} أي: لا معبود إلا وجهه، { { يُحْيِي وَيُمِيتُ}} أي: هو المتصرف وحده بالإحياء والإماتة وسيجمعكم بعد موتكم فيجزيكم بعملكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، { { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}} أي: رب الأولين والآخرين مربيهم بالنعم الدافع عنهم النقم. فلما قرر تعالى ربوبيته وألوهيته بما يوجب العلم التام ويدفع الشك أخبر أن الكافرين مع هذا البيان { { فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}} أي: منغمرون في الشكوك والشبهات غافلون عما خلقوا له قد اشتغلوا باللعب الباطل، الذي لا يجدي عليهم إلا الضرر. { { فَارْتَقِبْ}} أي: انتظر فيهم العذاب فإنه قد قرب وآن أوانه، { { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ}} أي: يعمهم ذلك الدخان ويقال لهم: { { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}} واختلف المفسرون في المراد بهذا الدخان، فقيل: إنه الدخان الذي يغشى الناس ويعمهم حين تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة وأن الله توعدهم بعذاب يوم القيامة وأمر نبيه أن ينتظر بهم ذلك اليوم.
وقد جاء في تفسير الآية ما يوضح هذا، وهو أن الله سبحانه وتعالى يجمع أرواح الموتى وأرواح النائمين وتتلاقى وتتعارف وتختلط، ثم يمسك الله الأرواح التي قضى عليها بالموت في مكانها ويسمح للأخرى - أرواح النائمين - بالذهاب إلى أجسادها فيستيقظ صاحبها.