يحتفل المسلمون فى جميع أنحاء العالم اليوم، بعيد الأضحى المبارك، وهو ذكرى قصة النبى إبراهيم عليه السلام، الذى يذكر فيه أنه رأى رؤيا بأنه يذبح ابنه، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالأضحية.
وإذا رجعنا للأحاديث وما قاله صحبة (الصحابة) نبي الإسلام والتابعين والمفسرين المعتبرين، نرى أن إسحاق هو الذبيح. من هو الذبيح اسماعيل ام اسحاق؟. إن القرآن لم يذكر الذبيح بالاسم كما قلنا، ولكنه أعطى دلالة واضحة ومباشرة على أنه "إسحاق"، فقد جاء فيه أن الذبيح هو الغلام الذي بشرت به الملائكة إبراهيم وزوجته سارة.. "فَبَشًرْنَاهُ بغُلام حَليم، فَلمًا بَلغَ مَعَهُ السًعْيَ قَالَ يَا بني إني أرَى في المَنَام أني أذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى، قَالَ يَا أبَت افْعَلْ مَا تًؤْمَرُ سَتَجدُني إنْ شَاءَ اللهُ منَ الصًابرينَ"، سورة الصافات 101 – 102)). ومن الواضح في القرآن أن الغلام الذي بشرت به الملائكة هو ابن إبراهيم من زوجته سارة "إسحاق"، وليس ابنه من زوجته هاجر "إسماعيل"، والدليل على ذلك ما جاء في سورة هود (71 – 72): "وَامْرَأَتُهُ قَائمَة فَضَحكَتْ فَبَشرْنَاهَا بإسَحَاقَ ومنْ وَرَاء إسْحَاقَ يَعْقُوبَ، قَالتْ يَا وَيْلتَا أألدُ وأنَا عَجُوزُ وهَذَا بَعْلي شَيْخًا، إنً هَذَا لشَيْءُ عجيب". وفي حديث ضيوف إبراهيم يقول القرآن بشأن البشارة بإسحاق: "هَلْ أتَاكَ حَديثُ ضَيْف إبْرَاهيمَ المُكْرَمينَ، إذْ دَخَلُوا عَليْه فَقَالُوا سَلاَم قَوْم مًنكَرُونَ، فَرَاغَ إلَى أهْله فَجَاء بعجْل سَمين، فَقَربَهُ إلَيْهمْ قَالَ أَلا تَأَكْلُونَ، فَأَوْجَسَ منْهُمْ خيفَة قَالُوا لا تُخَفْ وبَشروُهُ بغُلام عَليم، فَأَقَبَلت امْرأتْهُ في صَرًة فَصَكًتْ وَجْهَهَا وقَالتْ عَجُوز عَقيم، قَالُوا كَذَلكَ قَالَ رَبُك إنًهُ هُوَ الْحَكيم الْعَليم"، سورة الذاريات 24 – 30)).
الذي حدث أن إبراهيم أخذ هاجر وإسماعيل، وسار بهما إلى الحجاز وتركهما بمكة، حيث تزوج إسماعيل امرأة من قبيلة جُرْهم. لما ماتت هاجر، عاد إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وبنيا الكعبة، ثم… أُمر إبراهيم بأن يذبح ابنه! وهنا اختلف الناس في الابن الذي أُمر إبراهيم بذبحه، هل هو إسحاق أم إسماعيل؟ اقرأ أيضا: الحنيفية: عن دين إبراهيم في "الجاهلية"! 3/1 المؤكد أن الله أو إيل في الأخير… قد فدى ابن إبراهيم بكبش. … إنه اختلاف يتعلق باختيار الشعب الموعود! ماهي صحة ادعاء النصارى أن الذبيح هو إسحاق ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وحتى القرآن حين ذكر قصة الذبح هذه، لم يذكر الذبيح بالاسم. "الظاهر من القرآن… أن الذبيح هو إسماعيل؛ لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده: "وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين". الواقع أن هذه المشكلة، قبل أن تصادف فقهاء الإسلام، صادفت رجال الدين في المسيحية… كيف يُؤمر إبراهيم بذبح إسحاق وهو ابنه الموعود الذي يخرج منه شعب الله المختار؟ ويبدو أن إحدى رسائل العهد الجديد (الرسالة إلى العبرانيين) [1] ، قد وجدت حلا لهذه المشكلة: "إن إبراهيم بالإيمان قدم إسحاق وحيده الذي قيل له: إنه بإسحاق يدعى لك نسل؛ إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات". هنا يقع التناقض… كيف يكون إسحاق وحيد إبراهيم، وقد ولد بعد إسماعيل؟ فإسحاق لم يكن وحيدا مع وجود إسماعيل، بينما كان إسماعيل وحيدا… قبل مولد إسحاق.
ويدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية؛ ذلك أن رؤيا الأنبياء حق. أيها الإخوة: ماذا ترون أن يفعل إبراهيم؟! هل يراجع ربه؟! هل ينتظر أمرًا صريحًا؟! من هو الذبيح اسحق ام إسماعيل - Freethinker مفكر حرFreethinker مفكر حر. هل يستجلي الحكمة والسبب؟! لا؛ لم يكن من ذلك شيء! إنه لم يتردد ولم يخالجه إلا شعور الطاعة، ولم يخطر له إلا خاطر التسليم والانقياد لأمر الله، نعم! مع أن هذا التوجيه إشارة، مجرد إشارة، وليست وحيًا صريحًا، ولا أمرًا مباشرًا؛ ولكنها إشارة من ربه، وهذا عند الخليل يكفي، هذا يكفي ليلبي ويستجيب دون أن يعترض، ودون أن يسأل ربه: لماذا يا ربي أمرتني أن أذبح ابني الوحيد؟! نعم؛ لقد لبى الخليل بلا انزعاج ولا جزع، لبى باستسلام تام وعدم اضطراب، لبى بتمام القبول والرضا والطمأنينة والهدوء. ويبدو هذا في كلماته لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل في هدوء وفي اطمئنان عجيبين، يقول الحقُّ قاصًّا ذلك الموقف الرهيب، والابتلاء العظيم: ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات:102]، يعرض على ابنه الأمر بكلمات المالك لأعصابه، المطمئن للأمر الذي يواجهه، الواثق بأنه يؤدي واجبه. وهي -في الوقت ذاته- كلمات المؤمن الممتثل للأمر، مع أنه أمر شاق غاية المشقة؛ فكيف لأب في تلك الحال التي عرفنا أن يذبح ابنه بيده، ويتلقى هذا الأمر هذا التلقي، ويعرض على ابنه هذا العرض، ويطلب إليه أن يتروى في أمره، وأن يرى فيه رأيه؟!