حتى ما إنّ يأس مِن أن يجد رفيقةً لدربه، أطلق على نفسه الرصاص، في 27 (تموز/يوليو) 1890، ليموت بعد ذلك بيومين، 29 (تموز/يوليو)، متأثرا بجراحه. إنّ فكرة الرسام المنزوي في مصحة نفسيّة صارت "كليشيه" منذ سلط المؤرخ الهولندي جون هولسكر، 1907 – 2002، الضوء على فان جوخ ككاتب وأديب في كتابيهِ: فنسنت وثيو فان جوخ؛ سيرة مزدوجة (1990) [5] – وفان جوخ من الألف للياء (1980). [6] وعلى الرغم من أن فان جوخ كتب بعفوية وبساطة شديد عما يختلج صدره، إلا أنه كتب بإستراتيجيات أدبية تختلف باختلاف الموضوع والمرسل إليه. فان غوخ - قصة حياة فان غوخ الرسام العالمي الشهير الذي دخل المصحة النفسية - نجومي. لقد بدى واضحًا أن كاتب تلك الخطابات، حتى وإن كان يعاني اضطراب ثنائي القطب، ليس ساذجًا، بل سهل ممتنع. ذلك ليس رأي هولسكر الخاص. لقد كان واضحًا أن فان جوخ كان يمكن أن يكون كاتبا لو لم يكن رسامًا. وقد عبَّر فان جوخ نفسه عن تلك الرغبة في خطابه، رقم 710، الموجود الآن في متحف فان جوخ في أمستردام، كتب لأخيه ثيو ، في يوم الاثنين الموافق 22 (تشرين الأول/أكتوبر) 1888، قائلا: "كنت سأتوجه لإدارة عمل خاص أو أكتب. " [7] لقد خلص هولسكر إلى أنّ فان جوخ كان كاتبًا بقدر ما كان رسامًا لأنَّ فان جوخ نفسه اعترف بذلك وأدرك مهاراته اللغوية الإبداعيّة.
"شيءٌ ما يولدُ دومًا مِن الفيض؛ الفنّ العظيم ولِدَ مِن مخاوف عظيمة، مِن وحدة عظيمة، من كبتٍ وعدم استقرارٍ وعوائق عظيمة أيضًا. " [1] لقد كان يُعاني هذا الفيض. يُقاسي اضطراب ثنائي القُطب، يُكابد الخوف من المرض، الوحدة، الاكتئاب. كان لا يكاد يخرج من المصحة النفسيّة حتى يدخلها مرة أخرى. [2] كان يظن نفسه نكرة وغير مسموع وغير مرغوب فيه في عالم متحجر لا مبال، ومن جرّاء ذلك ودَّ – وقد كان قادرًا على ذلك – أن يخلق لنفسه عالمًا خاصّ يعيش فيه. فخلق عالما كاملا مِن اللوحات، عالم كامل من الكلمات خاص به. لقد صار خلق الجمال قوت قلبه الذي يقتات عليه. حقيقة موت الرسام العالمى "فان جوخ" - جريدة الجمهورية اليوم. صارت اللوحات والكلمات بعوالمهن الواسعة بيتًا يقيه برد المصحّات النفسيّة. لم يستطع أنّ يُحسن أي شيء آخر غير خلق تلك العوالم. كانت تلك هي المسرّة التي تحمله على العيش: تأثير وتوهج اللوحات، أو الإيقاع الموسيقي المُنضبط للكلمات. ولد الرسّام الهولندي فنسنت ويليام فان جوخ في 30 (آذار/مارس) من عام 1853. وعلى الرغم من أن بعض أعماله الآن تعد من أغلى اللوحات سعرًا في العالم، إلا أن فان جوخ عاش ومات فقيرًا حزينًا وغير معروف، [3] لم يكن هناك أي إيماءة على أن هذا المُعذب سيصبح أحد أهم وأشهر الرسامين في التاريخ.
فان جوخ الرسام، لماذا قطع أذنه؟ فان غوخ Van gogh - YouTube
خاتمة يتعرض كل إنسان في هذه الحياة إلى المحن والأحزان، بعضنا تهزمه مشكلاته وتطحنه ضغوط حياته، والبعض الآخر يصقله الحزن وتصطفيه الوحدة ليبدع أحلى الألحان أو تبقى لوحاته لتروي للعالم من بعده سيرته الذاتية بكل صدق وإحساس. كذلك كان الرسام العالمي المبدع فينسنت فان جوخ. أفلام على فنسنت فان جوخ. يمكن القول أن مرض جوخ النفسي، حيث عانى من عدة أمراض منها الهلوسة، الاكتئاب، الصرع، الفصام، الهوس، وصولا إلى التوحد، كان له أبرز الأثر فيما تمخض عنه من لوحات، حيث أظهرت عدة دراسات فنية أن لوحات جوخ ما هي إلا سلسلة من الأحداث المتعاقبة التي ظهرت فيها الطبيعة في أبهى حللها وما لبثت أن انحدرت لتصل إلى جذور جافة لا تستطيع الوقوف أمام هبات الرياح الضعيفة. وقبل إقدام فان جوخ على الانتحار بساعات، كان قد انتهى من رسم آخر لوحاته "جذوع الشجرة" تلك اللوحة التي لا تحتوي إلا على جذور أشجار متداخلة جافة تستولي على أعين الناظر بكل قوة. تلك التي فسرها فان جوخ في رسالة لشقيقه قال فيها إن حياته قد هوجمت جذورها، كما لو كان رسامنا يودع عالمه ويرى نهاية حياته نصب عينيه. نادية صالح كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.
ويقول بايلي في مقابلة مع CNN إن "الشعور بالخوف هو الذي ساهم في تفاقم الحالة وأدى إلى انهياره، فضلاً عن الخوف من الإهمال العاطفي والمادي معاً،" مضيفاً أن "علاقة الأخوين كانت قوية جداً، وأن فنسنت الذي كان رساماً ناشئاً آنذاك، اعتمد على ثيو مادياً، ما جعله يعتقد أن العلاقة ستتدهور بعد ارتباط ثيو بعائلة جديدة. " وأيضا.. فن صناعة ملصقات الحملات الانتخابية.. أمريكا لمن؟ كما يقول بايلي إن السبب أيضاً قد يكون على مستوى أعمق من ذلك، وربما يحتوي على "عنصر الغيرة، إذ نجح ثيو بالعثور على حب حياته بينما فشل فنسنت في تطوير علاقات طويلة الأمد. " ورغم أن الكثير من المؤرخين يرفضون هذه النظرية، معتقدين أن فان غوخ كان قد قطع إذنه قبل سماعه خبر زواج أخيه بفترة طويلة، إلا أن بايلي قد درس الحقائق والأخبار المتعلقة بالحادثة، واقتنع كلياً بأن زواج شقيقه كان السبب. شاهد أيضا.. وجوه السوري سبهان آدم تشهد على الخراب.. وتدعو للحياة ولا ينفي بايلي أن فان غوخ كان من الممكن أن يعاني من اضطرابات نفسية أو مشاكل طبية، مثل تسمم الأفسنتين، أو إدمان الكحول، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إلا أن خبر زواج شقيقه المقرب له كان "القشة التي قصمت ظهر البعير،" والتي تسببت بحالة أدت إلى اتخاذه قرار قطع أذنه.
توفى ثيو ، الذي كان يعاني من مرض الزهري وبسبب حزنه على وفاة اخيه ، بعد ستة اشهر من وفاة شقيقه في هولندا ، وقد دفن في اوترخت ، ولكن في عام 1914 قامت زوجة ثيو جوانا، التي كانت مؤيدة لاعمال فان جوخ، باعادة جثمان ثيو في مقبرة اوفرز بجوار فان جوخ. ميراث فان جوخ: جمعت زوجة ثيو جوانا العديد من لوحات فان جوخ بقدر ما استطاعت ، ولكن اكتشفت ان العديد منها قد فقد او دمر ، فوالدة فان جوخ القت صناديق كان بها الكثير من اعمال فان جوخ ، في 17 مارس 1901 ، تم عرض 71 من لوحات فان جوخ في عرض في باريس ، وشهرته زادت في وقت لاحق بشكل كبير ، وعاشت والدته لفترة طويلة بما فيه الكفاية لرؤية الاشادة بابنها كفنان وعبقري ، اليوم ، يعتبر فنسنت فان جوخ اكبر رسام هولندي بعد ريمبراندت. متحف فان جوخ: في عام 1973 ، فتح متحف فان جوخ ابوابه في امستردام ليشاهد الجمهور اعمال فنسنت فان جوخ ، ويضم المتحف أكثر من 200 لوحة من لوحات فان جوخ و 500 رسما و 750 وثيقة مكتوبة بما في ذلك رسائل إلى شقيق فينس ثيو ، ومن الصور الذاتية المميزة ، "أكل البطاطا" ، "غرفة النوم" و"عباد الشمس" ، في سبتمبر 2013 ، كشف النقاب عن لوحة فان جوخ للمناظر الطبيعية تحت عنوان "غروب الشمس في مونتماجور".