لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي فأقم وجهك للدين حنيفا قال الله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الروم:30) — أي فأقم -أيها الرسول أنت ومن اتبعك- وجهك, واستمر على الدين الذي شرعه الله لك, وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه, فبقاؤكم عليه, وتمسككم به, تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده, لا تبديل لخلق الله ودينه, فهو الطريق المستقيم الموصل إلى رضا الله رب العالمين وجنته, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الذي أمرتك به -أيها الرسول- هو الدين الحق دون سواه. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. ذلك الدين القيم (1). حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
منيبين إليه: أي راجعين إليه تعالى بفعل محابه وترك مكارهه. { فأقم وجهك للدين حنيفا} فالوجه في كل هذا كما تقدم ، أو على الاستعارة للمذهب والطريق. وفلان وجه القوم كقولهم عينهم ورأسهم ونحو ذلك. ويقال واجهت فلانا جعلت وجهي تلقاء وجهه ويقال للقصد وجه ، وللمقصد جهة ووجهة وهي حيثما نتوجه للشيء ، قال: { ولكل وجهة هو موليها} إشارة إلى الشريعة, والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد ما دام الأمر كذلك ، وما داموا قد اتبعوا أهواءهم وضلوا ، وأصروا على ضلالهم ، فدَعْك منهم ولا تتأثر بإعراضهم. "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" المنشاوي - YouTube. كما قال له ربه: { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [ الشعراء: 3] وقال له: { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ على آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الحديث أَسَفاً} [ الكهف: 6]. فما عليك يا محمد إلا البلاغ ، واتركهم لي ، وإياك أن يؤثر فيك عنادهم ، أو يحزنك أن يأتمروا بك ، أو يكيدوا لك ، فقد سبق القول مني أنهم لن ينتصروا عليك ، بل ستنتصر عليهم. { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين * إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون} [ الصافات: 171-173].
للدين:دين التوحيد والإسلام. حنيفا:مائلا إليه مستقيما عليه. فطرة الله:خلقته. فطر الناس عليها:جبلهم وطبعهم عليها. لخلق الله:لدينه الذي فطرهم عليه. ذلك الدين القيم:المستقيم الذي لاعوج فيه. شرع لكم:بين وسن لكم طريق واضحا. ماوصى:ما أمر به وألزم. أقيموا الدين:دين التوحيد،وهو دين الإسلام. كبر:عظم وشق. يجتبي:يختار ويصطفي لدينه. فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله. ينيب:يرجع إليه ويقبل على طاعته. مضامين النصوص نص1: أمره سبحانه وتعالى بالإقبال علیه والإعراض عما سواه لما في ذلك من توافق مع الفطرة البشریة. نص2: بيانه سبحانه وتعالى أن الدين واحد والشرائع مختلفة حاجة الانسان للتدين تعريف الدين وحقيقة التدين الدين: في اللغة: من فعل دان أي اعتنق واعتقد فكرا أو مذهبا ما وسار على نهجه وجمعه اديان. وفي الاصطلاح: التسليم لله تعالى والانقياد والخضوع له وإفراده بالعبادة قولا وفعلا واعتقادا. وهو كذلك ملة الاسلام وعقيدة التوحيد التي جاء بها جميع الانبياء والمرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيئين محمدصلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَم 19)آل عمران التدين هو: الالتزام بالتشريعات والاحكام التي شرعها الله عز وجل والعمل بها في الحياة.
المصدر: نشرت في مجلة الجزيرة - عمود بصائر- عام 1413هـ. مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/9/2011 ميلادي - 13/10/1432 هجري الزيارات: 32484 الإسلام دِين قيِّم، وصراطه مستقيم، وأمَّته أمَّة وسط، وهذه الألفاظ (قيم، مستقيم، وسط) تعني الاعتدالَ والتوازن. والتوازن: يعني المساواةَ والمعادلة، بحيث لا يكون ثمَّة مَيل إلى اليمين أو اليسار. وهذا ما يتناسب مع طبيعةِ الإنسان وفِطرته. يقول - جل شأنه -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:30]. وهذه الآية الكريمة على إيجازها رَسمتِ المنهجَ الشرعيَّ المتَّفق مع الناموس الكوني. فالمنهج الشرعي: أقِم وجهَك للدِّين حنيفًا. والناموس الكوني: فِطرة الله التي فطَر الناس عليها لا تبديلَ لخَلق الله. فهُما حقيقتان لا جدالَ فيهما، ذلك الدِّين القيِّم. وأمَّا مَن انحرف عن هذا المنهج وذلك الناموس، فهو جاهلٌ، وما أكثرَ الجهَّال! ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]. {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً}. ولذلك كان على المسلم أن يعيَ هاتين الحقيقتين ويلزمهما، فإذا فعَل كان كامل التوازن، وإلاَّ كان الانحرافُ والميل.
قال في الحاشية: والحاصل: أنه تعالى فطر الكل في ابتداء النشأة، على الاعتراف بربوبيته، ولكن كتب منهم السعداء موحدين، وكتب الأشقياء مشركين، مع اعتراف الجميع بربوبيته، ولم يوفق الأشقياء لكون الربوبية تستلزم الوحدانية، فأشركوا، فناقضوا لازم قولهم. هـ تفسير ابن عجيبة