ولمن لا يدرك أهمية هذا القرار يكفي أن يعلم أن المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية العالمية بكل صوره وأشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة لا يتجاوز 3٪ من المحتوى العالمي المتداول على هذه الشبكة؛ ومن هنا فمن المنتظر أن يقوم (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) بزيادة هذا المحتوى، وتعزيزه، ورفع قيمته الحضارية. كما سيقدم هذا المجمع (اللغة العربية) للعالم بوصفها لغة حية، لغة علم وحياة حضارية معاصرة، وليست مجرد لغة تراثية قديمة تمثل وعاء لحضارة سابقة أَفُل نجمها، ولم تعد تقدم للعالم شيئًا، ولاسيما على المستوى التقني وتطوراته المتلاحقة!! لقد أراد الله تعالى أن تختلف ألسنة البشر لتحقيق التنوع والتعارف، وجلب المنافع والمصالح. وهذا الاختلاف هو آية من آيات الله -عز وجل-. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [سورة الروم: 22]. وعن طريق اللغة تستطيع الجماعات أن تتفاهم وتتفاعل مع بعضها اجتماعيًّا وثقافيًّا، ويتمكن الناس من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وانفعالاتهم المختلفة.
وأضاف الشريف قائلاً: من المعلوم أن تأسيس هذا المجمع العالمي سيخدم رؤية 2030 التي رسم استراتيجيتها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، الرؤية التي جعلت من ركائزها العمق التاريخي والثقافي والروحي للوطن السعودي وتعمل على نشر ثقافته المعبرة عن مكانته وثقافته العالمية وفكرها الرائد الداعي للسلام والاعتدال والوسطية. وأكد د. عبدالرحمن بن حسن المحسني مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد: أنه لا يمكن لأي لغة أن تنهض ما لم يكن لها سند سياسي، واللغة العربية إبان العصور المتقدمة سادت على غيرها من اللغات وصهرت كل اللغات المحيطة بها لوجود سيادة سياسية وسيادة بعض اللغات المعاصرة مرتبط بعوامل لا تتصل باللغة ذاتها بل بما يدعمها. وأوضح المحسني أن المملكة تتبنى بقيادتها الراشدة مشروع (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) حيث يعد عملا مهما وفاعلا، فالجزيرة العربية مهد العربية منذ القدم واستلهام القيادة المركزية لها وتعزير قيمتها ووعي تحدياتها يمثل عملا مهما للغاية.
وكما هي الريادة السعودية تتوالى على جميع الأصعدة، فإن إنشاء "مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية"، قرار تاريخي ريادي ثقافي سعودي بامتياز في مسيرة الثقافة العربية، وإنشاؤه أمنية تحققت إبرازاً لمكانة المملكة وتأكيداً لريادتها في خدمة اللغة والثقافتين العربية والإسلامية، وامتدادًا مؤسسياً لتعزّيز حضورها الثقافي دولياً، تحت مظلة مجمع يحمل اسماً غالياً على قلوبنا وعقولنا وأكثر. نقلا عن " الرياض " تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
ترجمة الإنتاجات المعرفية والعالمية. [8] تعريب الألفاظ والمصطلحات الجديدة التي لم يسبق وضع ألفاظ ومصطلحات لها. دراسة كل ما له صلة باللغة العربية من اللهجات. إبراز مكانة اللغة العربية وتفعيل دورها إقليمياً وعالمياً. [9] الأهداف الإستراتيجية [ عدل] المحافظة على سلامة اللغة العربية ، ودعمها نطقًا وكتابة، والنظر في فصاحتها وأصولها وأساليبها ومفرداتها، وضوابطها وقواعدها، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها؛ لتواكب المتغيرات في جميع مجالات اللغة العربية. توحيد المرجعية العلمية داخليًا فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها، والعمل على تحقيق ذلك خارجيًا. إيجاد البيئة الملائمة لتطوير اللغة العربية وترسيخها. العمل على نشر استخدام اللغة العربية، ومتابعة سلامة استعمالاتها في المجالات المختلفة. إحياء تراث اللغة العربية دراسةً وتحقيقًا ونشرًا. العناية بتحقيق الدراسات، والأبحاث، والمراجع اللغوية، ونشرها. تشجيع العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية. [7] الركائز الإستراتيجية [ عدل] تعزيز الهوية الوطنية: زيادة مستوى الاستخدام والإتقان والمحتوى الأصلي باللغة العربية لتعزيز الشعور بالانتماء والهوية الوطنية.