والإسلام لا يقيم هذا الحدَّ إلا بعد أن يزيل دوافعه كافَّة، فيمنع التبرُّجَ، وخروج النساء كاسيات عاريات، ويمنع الاختلاط بين الجنسين من غير مسوِّغ، كما تقوم الدولة الإسلامية بتشجيع الشباب على الزواج المبكر، ومساعدتهم في ذلك اقتصاديًّا وماليًّا، وتنشئة أفراد الأمة على حب الفضيلة واستقباح الرذيلة. والثانية: أن الحدود في الإسلام تكون على قدر الجرائم، فكلما عظمت الجريمة واشتد خطرها، اشتدت عقوبتها، فالإسلام لم يفرض حدًّا على جنايةٍ أشد مما تستحق، ومع ذلك لم تكن غايته من فرض العقوبات تطبيقَها على الناس، وإنما كانت الغاية منها زجْرَهم عن ارتكاب الجريمة، فهي كما يقال في الأمثال: علِّق عصاك حيث يراها أهل الدار، ولا داعي للضرب بعد ذلك؛ فإنه يكفي التهديد.
ورد في القرآن الكريم وفي كتاب السنة النبوية مجموهة من الآيات والنصوض الاتباتية على حدود الله على الحدود في الاسلام وعقاب كل من يتجاوز احدها، لذا نكون بهذا قد اجبنا لكم كم عدد الحدود في الاسلام مع ذكرها تصلح ان يتم استخدامها في بحث عن الحدود واحكامها ، وقدمنا لكم تعريف الحدود لغة واصطلاحا. [irp]
ونحن لا ننتظر أن يأتي دخيل علينا فيعالج أخطاءنا، ولكن لا بد من ناصح من بيننا، فكنا نظن أنه بانقراض جماعة التكفير قد عافى الله عز وجل هذه الجماعات وهذه الطوائف المسلمة أنها لا تقيم الحدود فيما بينها. ثم فوجئنا بعد ذلك أن هذا الشر لا يزال موجوداً، وإن كانت بصورة خفية دقيقة قليلة، لكن على أية حال يعد هذا الأمر مخالفة عظيمة لدين الله عز وجل، أن يقيم الأفراد حدود الله عز وجل فيما بينهم، وليس هذا الأمر موكولاً إليهم. ولذلك آثرنا أن تكون هذه النصيحة من أخ شقيق رحيم ودود يعز عليه جداً أن يكون في هذا الصف أخطاء فيتلقفها أعداء هذا الدين فيجعلون منها موضوعاً يتكلمون فيه، ويوجهون سهامهم وطعونهم لا إلى الأفراد الذين خالفوا في هذه المسألة، وإنما إلى دين الله عز وجل، ويحسن بنا أن نتكلم في مقدمة يسيرة قليلة عن أهمية الحدود في الإسلام. فالحدود في الإسلام إنما هي جزء من نظام إلهي عظيم أنزله رب العالمين على خاتم رسله صلى الله عليه وسلم ليكون نظاماً يكفل لمن اتبعه السعادة والأمان والاستقرار إلى قيام الساعة، كما قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة:138]. وأساس الحدود في الإسلام: أنها ضابط يحفظ التوازن بين حقوق الفرد والجماعة معاً.
هل يجوز ستر المسلم نفسه إن أتى هذه القاذورات ؟ يجب على المسلم أن يستر نفسه ولا يفضحها بالحديث عما يصدر عنه، من إثم أو إقرار أمام الحاكم لينفذ فيه العقوبة. روى الإمام مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « يا أيها الناس: قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله... من أصاب شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته، نقم عليه كتاب الله ». ما هو حدُّ الزنى ؟ أولا: الزاني المحصن: إذا زنى المحصن- أي: مَنْ سبق له أن تزوج زواجا صحيحا ووطء فيه- فإن حده الرجم بالحجارة حتى الموت، رجلاً كان، أو امرأة. والرجم ثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالتواتر من قوله وفعله. وقد كان الرجم مذكوراً في القرآن، ثم نسخ لفظه وبقي حكمه، وذلك في قوله عز وجل: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم». فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه خطب فقال: «إن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل الله آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم حق في كتاب الله على من زنى، إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف» (متفق عليه) ، ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى رجل من المسلمين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو في المسجد فناداه، فقال: يا رسول الله إني زنيت.
ولاحظ قوله صلى الله عليه وسلم بعد قولها أنها حبلى: فقالت: لعلك أن تردني كما رددت ماعز بن مالك". ولو لم ترجع الغامدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طلبها. عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه: كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن: الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما أو قال: لو لم يرجعا بعد اعترافهما لم يطلبهما. فالإسلام لا يتشوق ويسعى إلى تنفيذ الحدود بل يبحث لهاعن كل مخرج. فالهدف إصلاح المجتمع لا بتره.