الأحد 19من ذي القعدة 1427هـ - 10ديسمبر 2006م - العدد 14048 ثلاثة خطابات سرية تكشف عن تدخلات في عمل المحاسبين لتوجيه مسار القضايا المصرفية صورة ضوئية من خبر النزاع المصرفي "الرياض" في مؤشر متسارع للنزاع المصرفي القديم الذي نشب بين بنك محلي وأحد عملائه وتسبب في تحرك قضائي ضد مؤسسة النقد،حصلت "الرياض" على ثلاثة خطابات لم يكشف عنها من قبل تشير في مجملها إلى أن قرارات لجنة تسوية المنازعات المصرفية في "ساما" أصبحت عامل قلق للباحثين والمستشارين القانونيين العاملين فيها بعد أن وصلت لحد إصدار قرارات معينة لصالح طرف من أطراف النزاع (البنوك وعملاؤها). والخطابات الداخلية التي خطها نحو تسعة من باحثي ومستشاري الأمانة العامة للجنة ، ورفعت إلى محافظ مؤسسة النقد ونائبه تظلماً من بعض الأعمال التي تقوم بها اللجنة ، جاءت بعد التدهور الخطير الذي تشهده الأروقة الداخلية للجنة ، وهو أمر لم يعد يحتمل الصمت على حدّ ماجاء في المستندات التي حصلت "الرياض" على نسخة منها. وكانت "الرياض" قد نشرت أواخر الأسبوع الماضي، تفاصيل نزاع مصرفي نشب بين بنك محلي وأحد عملائه بشأن صفقة تجارية أبرمت لصالح الأخير بقصد شرائه كمية من البلاتين بثمن مؤجل لبيعه بربح في السوق العالمية،حيث تسبب النزاع في شروع أحد أشهر مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية "وكيل عميل البنك،بتصعيد القضية إلى ديوان المظالم.
أمام ذلك ، تساءل إبراهيم أبو جهاد أحد المتخصصين في المسائل القانونية عن استمرار اللجنة في صمتها إزاء ما كشف عنه من تجاوزات ،مطالباً إياها بتوضيح الحقائق للرأي العام وعدم الاستمرار في الصمت حتى لا تهتز ثقة الرأي العام بها كجهة قضائية على حد تعبيره. وقال أكرم فاضل أن هذه التجاوزات تستلزم الإسراع بإلغاء اللجان القضائية وأن يحل محلها قضاء قانوني عادل ونزيه ومحايد يحكمه القانون ومبادئ الحق والإنصاف. وذكر سعود بن محمد أن المتتبع لمؤسسة النقد والبنوك المحلية يتساءل عن أداء وأسلوب وتعامل "ساما" مع هذه البنوك بما يخدم مصالحها بالدرجة الأولى ،مبيناً ان دعم البنوك يعتبر خدمة للاقتصاد الوطني بصورة عامة ولكن عندما تنحرف هذه البنوك عن مسارها ونجد ان لها أولويات لاتخدم الاقتصاد ، فان من واجب مؤسسة النقد التصدي لها لا ان تدافع عنها بشكل مستميت. وشدد متابع آخر للقضية التي نشرت تفاصيلها "الرياض"، على ضرورة حلّ لجنة تسوية المنازعات المصرفية ،موضحاً أن تأسيس اللجنة جاء لإنهاء المشاكل المالية والمصرفية بشكل قانوني لا أن تصبح جزءاً من المشاكل العالقة بين البنوك وعملائها ،مطالباً بضرورة قيام مؤسسة النقد العربي السعودي بمكاشفة الرأي العام عن الأساليب التي تتبناها اللجنة عند النظر في الدعاوى المصرفية المرفوعة من العملاء ضد البنوك وتوضيح الحقائق عن الخلافات الدائرة داخل هذه اللجنة.
ومن استقلالية اللجنة أن المتقاضين أمامها، بنوك أو عملاء سواسية في كل إجراء، وفي كل قرار تصدره اللجنة. والتظلم من قرارات اللجنة أمامها أمر واقع، لأن التقاضي في المنازعات المصرفية أنشئ من درجة واحدة، والأفضل أن يكون من درجتين أو ثلاث، ونعتقد أن إنشاء لجنة استئنافية للنظر في استئناف القرارات الصادرة عن اللجنة المصرفية أمر وارد. وفي ظل الوضع الحالي نظرت اللجنة التظلمات التي أحيلت إليها وعدلت البعض من قراراتها، سواء لمصلحة العملاء أو لمصلحة البنوك – كما سبق القول - متى تبين لها سلامة التظلم.
أما القول بأن قرارات اللجنة واجبة النفاذ فوراً وأن وراء ذلك ما تتمتع به البنوك من نفوذ واسع في مواجهة الأفراد العاديين، فهو غير صحيح، لأن عديدا من القرارات الصادرة من اللجنة لمصلحة البنوك لم تنفذ، سواء بشكل كامل أو بشكل جزئي، لأسباب تتعلق بجهات التنفيذ. أما القرارات الصادرة من اللجنة لمصلحة العملاء ضد البنوك فإنها تنفذ بالكامل، وهذا التنفيذ لا يتم عن طريق السلطة التنفيذية، وإنما يتم إما تلقائياً من قبل البنوك، أو بتعليمات من مؤسسة النقد العربي السعودي، وهي تعليمات صارمة لا تملك البنوك عدم تنفيذها أو التراخي في التنفيذ. وقد أسهمت اللجنة بشكل ملحوظ في تسوية عديد من الخلافات بين البنوك وعملائها ودياً.
ورغم كثرة ما كتب عن واقع اللجنة المصرفية من انتقادات حادة سواء من القانونيين أو الأفراد المتضررين، إلا أن واقع اللجنة لا يزال على حاله دون تغيير. وقد تعرض نظام القضاء الجديد وآليته التنفيذية لهذه اللجنة، وتضمن قيام المجلس الأعلى للقضاء بدراسة وضعها في سبيل معالجته، إلا أن كثرة المظالم التي يتعرض لها الناس بسبب طريقة عمل وإجراءات اللجنة المصرفية تستدعي ضرورة الإسراع بمعالجتها، وأن يكفل للناس حقهم الشرعي في قضاء عادل نزيه ومستقل يلجأون إليه في نزاعاتهم المصرفية. ومما يجدر التنبيه عليه أن كثيراً من الناس الذين يتضررون ويتظلمون من قرارات اللجنة المصرفية أو حتى قرارات لجنة الأوراق التجارية في وزارة التجارة، وهاتان اللجنتان متشابهتان في واقعهما وشكوى الناس منهما، أقول كثير من الذين يتظلمون من قرارات هاتين اللجنتين، يلجأون إلى ديوان المظالم سواء في قضائه الإداري أو التجاري للتظلم من قرارات هذه اللجنة، باعتبار ما تضمنه نظام الديوان الجديد من النص على أن من اختصاصاته (دعاوى إلغاء القرارات التي تصدرها اللجان شبه القضائية) وذلك في القضاء الإداري، أو باعتبار أن النزاع المتعلق بالقضايا المصرفية أو قضايا الأوراق التجارية يعتبر من القضاء التجاري.
يقول أبو مسلم الأصفهاني المعتزلي (322هـ): "ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون، فههنا وجه آخر، وهو أن يكون المراد بالرسول موسى عليه السلام، وبأثره: سنته ورسمه الذي أمر به، فقد يقول الرجل: فلان يقفو أثر فلان، ويقبض أثره: إذا كان يمتثل رسمه. والتقدير: أن سيدنا موسى عليه السلام لما أقبل على السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القوم في باب العجل، فقال: بصرت بما لم يبصروا به، أي عرفت أن الذي أنتم عليه ليس بحق، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول، أي شيئا من سنتك ودينك، فقذفته أي طرحته، فعند ذلك أعلمه موسى عليه السلام بما له من العذاب في الدنيا والآخرة. وإنما أورد بلفظ الإخبار عن غائب كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له ما يقول الأمير في كذا وبماذا يأمر الأمير، وأما دعاؤه موسى عليه السلام رسولا، مع جحده وكفره فعلى مثل مذهب من حكى الله عنه قوله: (يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) [الحجر: 6] وإن لم يؤمنوا بالإنزال "انتهى من" تفسير أبي مسلم الأصفهاني" (ص/191-192). تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ٣ - الصفحة ١٧٢. ومع ما في بعض وجوه هذا التأويل من التكلف والنظر الظاهر، فقد انتصر له الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (22/95-96) بشدة، ورجح هذا القول أيضًا من المتأخرين العلامة القاسمي في "محاسن التأويل" (7/144)؛ حيث وصف قول الجمهور بأنه "ليس عليه أثارة من علم ولا يدل عليه التنزيل الكريم" انتهى.
أخذ قبضة من آثار حافر الفرس وألقاها على الحلي، وهو الذهب الذي أخذوه من القبط، فبعد هلاك فرعون جمعوا حلياً كثيراً فانسبك عجلاً، ولعله تكلم بكلمات كانت سبباً بإذن الله وقدره. من هو السامري في تفسير ابن كثير سوره الملك. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا علي بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمارة حدثنا عكرمة: أن السامري رأى الرسول فألقي في روعه: أنك إن أخذت]. الرُوع هو القلب، أما الروع بفتح الراء فهو الخوف، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} [هود:٧٤] والرُوع هو القلب، ومنه قول الحديث: (إن روح القدس نفث في روعي: أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها). والمقصود بالرسول: جبريل عليه السلام. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فألقي في روعه: أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء فقلت له: كن فكان، فقبض قبضة من أثر الرسول، فيبست أصابعه على القبضة، فلما ذهب موسى للميقات، وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلي آل فرعون، فقال لهم السامري: إن ما أصابكم من أجل هذا الحلي فاجمعوه، فجمعوه، فأوقدوا عليه فذاب، فرآه السامري، فألقي في روعه: أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت: كن فيكون، فقذف القبضة وقال: كن فكان عجلاً جسداً له خوار، فقال: ((هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى))، ولهذا قال: ((فَنَبَذْتُهَا)) أي: ألقيتها مع من ألقى].
حوكي في قلبه: أنه إذا أخذ قبضة من حافر الفرس ويبست، والحلي الذهب لما جمعوه في حفيرة فألقوه، ألقى القبضة عليه وقال: كن عجلاً، فكان بإذن الله وقدره، نعم، فقال لهم: هذا إلهكم، فعبدوه من دون الله، نعوذ بالله. وهذا فيه ابتلاء وامتحان، فكيف يشاهدون حلياً جاءوا به من ديارهم من القبط وهو حلي يعرفونه، ثم يلقي عليه السامري قبضة ويصير عجل له خوار، فيعبدونه من دون الله، كيف يخفى عليهم؟! قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ((وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي)) أي: حسنته وأعجبها إذ ذاك. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 85. {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ} [طه:٩٧] أي: كما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول فعقوبتك في الدنيا (أن تقول لا مساس) أي: لا تماس الناس ولا يمسونك، ((وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا)) أي: يوم القيامة، {لَنْ تُخْلَفَهُ} [طه:٩٧] أي: لا محيد لك عنه]. وهذه عقوبة عاجلة من جنس عمله، فكما أنه مس شيئاً وأخذ ما لا يحق له أخذه صارت عقوبته في الدنيا: لا مساس، فلا تمسوني ولا أمسكم، وعقوبة الآخرة أشد، ولهذا قال: {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ} [طه:٩٧] أي: في الآخرة؛ لأنه دعا إلى الشرك والعياذ بالله، ودعا إلى عبادة العجل.
فكان عجلا له خوار ، أي: صوت ، استدراجا وإمهالا ومحنة واختبارا; تفسير السعدي تفسير الآيتين 87 و88:ـ أي: قالوا له: ما فعلنا الذي فعلنا عن تعمد منا، وملك منا لأنفسنا، ولكن السبب الداعي لذلك، أننا تأثمنا من زينة القوم التي عندنا، وكانوا فيما يذكرون استعاروا حليا كثيرا من القبط، فخرجوا وهو معهم وألقوه، وجمعوه حين ذهب موسى ليراجعوه فيه إذا رجع. وكان السامري قد بصر يوم الغرق بأثر الرسول، فسولت له نفسه أن يأخذ قبضة من أثره، وأنه إذا ألقاها على شيء حيي، فتنة وامتحانا، فألقاها على ذلك العجل الذي صاغه بصورة عجل، فتحرك العجل، وصار له خوار وصوت، وقالوا: إن موسى ذهب يطلب ربه، وهو هاهنا فنسيه، وهذا من بلادتهم، وسخافة عقولهم، حيث رأوا هذا الغريب الذي صار له خوار، بعد أن كان جمادا، فظنوه إله الأرض والسماوات. تفسير القرطبي ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا) بفتح الميم ، وهي قراءة نافع وعاصم وعيسى بن عمر. قال مجاهد والسدي: ومعناه بطاقتنا. ابن زيد: لم نملك أنفسنا أي كنا مضطرين. من هو السامري في تفسير ابن كثير المكتبه الشامله. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ( بملكنا) بكسر الميم. واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ؛ لأنها اللغة العالية. وهو مصدر ملكت الشيء أملكه ملكا.
وتلمحوا في ذلك حِكَمًا ، ثم رأيت هذا الإمام قال: إن في القرآن تعريضا بقصته ، في قصة السامري ، وقوله سبحانه: ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ) طه/97 " انتهى. ولكنه توجيه عار عن الصحة ، لا يقوم على أساس صحيح ، ولا توجيه مقبول ، فحكاية السامري تختلف اختلافا كليا عن المسيح الدجال ، ولا حاجة للربط بينهما من غير دليل. من هو السامري في تفسير ابن كثير ابن كثير 774 ه . والآية الكريمة في تأجيل السامري إلى موعد لن يخلفه: المقصود بها يوم القيامة ، فهو الموعد الذي ينتظره جميع الخلائق. يقول ابن كثير رحمه الله: " ( وإن لك موعدا) أي: يوم القيامة. ( لن تخلفه) أي: لا محيد لك عنه ". انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (5/314). والله أعلم.
ومع ما في بعض وجوه هذا التأويل من التكلف والنظر الظاهر ، فقد انتصر له الرازي في تفسيره " مفاتيح الغيب " (22/95-96) بشدة ، ورجح هذا القول أيضا من المتأخرين العلامة القاسمي في " محاسن التأويل " (7/144) حيث وصف قول الجمهور بأنه " ليس عليه أثارة من علم ولا يدل عليه التنزيل الكريم " انتهى. ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: " هذا الذي ذكروه [ يعني ما ذهب إليه جمهور المفسرين من رؤية السامري فرس جبريل] لا يوجد في كتب الإسرائيليين ، ولا ورد به أثر من السنة ، وإنما هي أقوال لبعض السلف ، ولعلها تسربت للناس من روايات القصاصين. فإذا صرفت هذه الكلمات الست إلى معان مجازية كان: ( بصرت) بمعنى علمت واهتديت ، أي اهتديت إلى علم ما لم يعلموه ، وهو علم صناعة التماثيل والصور الذي به صنع العجل ، وعلم الحيل الذي أوجد به خوار العجل. كيف رأى السامري سيدنا جبريل عليه السلام؟.. وهل هو المسيح الدجال ؟! - بوابة الأهرام. وكانت ( القبضة) بمعنى النصيب القليل. وكان ( الأثر) بمعنى التعليم ، أي الشريعة. وكان ( نبذت) بمعنى: أهملت ونقضت. أي: كنت ذا معرفة إجمالية من هدي الشريعة ، فانخلعت عنها بالكفر. وبذلك يصح أن يحمل لفظ ( الرسول) على المعنى الشائع المتعارف ، وهو من أوحي إليه بشرع من الله وأمر بتبليغه.