وفي كتابها Birthdays تقول ليندا لويس Linda Lewis: "إن أعياد الميلاد كان يُحتفل بها لآلاف السنين، وفي الحضارات الأولى؛ حيث أتاح وضع التقويم حسابًا منظمًا لتواريخ الميلاد، كان يتوجب حساب أبراج الملوك الحاكمة وخلفائهم ومنافسيهم بعناية، والتدقيق في فأل عيد الميلاد؛ لأن ما يُتوقَّع للأقوياء سيؤثر على ما يتوقع للمجتمع بأسره". وفي مرجع آخر عن تاريخ هذه العادة نقرأ: "منذ زمن بعيد كان الناس يعتقدون أنه في يوم ميلاد المرء يمكن أن تساعده أرواح طيبة، أو تؤذيه أرواح شريرة؛ ولذلك كان الأصدقاء والأقارب يجتمعون في يوم مولده لحمايته، وهكذا بدأت حفلات عيد الميلاد" [1]. الاحتفال بعيد الميلاد للاطفال. ويقرر بحث آخر أن "العادات المختلفة التي يحتفل بها الناس اليوم في أعياد ميلادهم لها تاريخ طويل، وتكمن أصولها في عالم السحر والدين؛ إذ كانت تقاليد تقديم التهاني وتقديم الهدايا والاحتفال - المكملة بالشموع المضاءة - في العصور القديمة تهدف إلى حماية المحتفل بعيد ميلاده من الشياطين، وضمان أمنه للعام المقبل... وصولًا إلى القرن الرابع حين رفضت المسيحية الاحتفال بعيد الميلاد كعادة وثنية" [2]. لقد كانت بعض المجتمعات البدائية ترى في أعياد الميلاد "فترات خطرة يكون الفرد فيها عرضة لهجوم الأرواح الشريرة؛ ولذا كانت الحفلات وأمنيات الأصدقاء الطيبة، وتقديم الهدايا لاسترضاء الأرواح الشريرة، وتقديم التضحيات إلى أرواحهم الواقية جزءًا من الاحتفال بعيد الميلاد" [3].
رتب بيتك في اليوم أو اليومين السابقين لعيد ميلادك حيث يصعب على معظم الأشخاص أن يسترخوا في الفوضى وأنت ترغب لبيتك أن يكون واحة استجمام خاصةً لاحتفال عيد ميلادك المنفرد. اجعل المكان يبدو احتفاليًا: يمكنك استخدام البالونات والشرائط الملونة أو اجعل المكان زاهيًا بقليل من الزهور الجديدة (شيء ترفيٌ آخر قد لا تبتاعه لنفسك بانتظام) أو الشموع. اختر ثياب عيد ميلادك في الليلة التي تسبقه. اختر شيئًا مريحًا ويمنحك شعورًا رائعًا حيال نفسك. أَنْه تجهيزاتك في الليلة السابقة إذا كنت تتناول الإفطار في البيت و/أو تأخذ غدائك معك إلى العمل حتى لا يكون عليك التعجل في الصباح. تناول فطورًا مميزًا. عامل نفسك بطريقة مميزة – وربما مدللة قليلًا في صباح يوم ميلادك – واقض القليل من الوقت الإضافي في إعداد شيء مميز لنفسك مثل الخبز المحمص الفرنسي حتى لو كان عليك الذهاب للعمل. سوف يكون إعداد الطعام سريعًا للغاية إذا كنت قد أتممت تجهيزاتك في الليلة السابقة. الأحتفال بعيد الميلاد حتي الفطام. دلل نفسك بمشروب أفضل مما تشربه عادةً في الصباح حتى لو كنت تتناول الخبز المحمص والقهوة. خذ بعض الوقت للاستمتاع بوقتك خارج البيت في عيد ميلادك. يجب أن يكون أكبر قدر ممكن من يومك هروبًا من الروتين المعتاد لحياتك.
قال تقي الدين - رحمه الله -: "وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليسَ قد يعرض لعقوبة ذلك؟! ثم قوله: (اجتنبوا أعداء اللهِ في عيدهم)، أليس نهيًا عن لقائِهم والاجتماع بهم فيه؟! فكيف بمن عَمِلَ عَملهم؟! ولقد كان عليٌّ - رضي الله عنه - يكرهُ موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل؟! ". جكم الاحتفال بعيد الميلاد - ملتقى الشفاء الإسلامي. أيها المسلمون، لا يمكن للمسلم أن يتميز بدينه الحق الذي يؤمن به وهو يتشكل بدين غيره، ويتنقل بين شعائر الأديان الأخرى؛ لذا فقد تبرأ - صلى الله عليه وسلم - من المتشبهين بغير المسلمين، وقال: ((مَن تشبَّه بقوم فهوم منهم))، وهو أمر طبيعي، فكيف يكون منا ويتشبه بغيرنا؟ وعن عبدالله عمرو أنه قال: (من بنى بأرض المشركين وصنَع نيروزهم ومهرجانهم وتشبّه بهم حتى يموت - حُشرَ معهم يوم القيامة)؛ أخرجه البيهقي بإسناد جيد. أيها المسلمون، إن مشاركة النصارى في أعيادهم لا تقتصرُ على الحضور فقط، بل هناك صورٌ أخرى للمشاركة يغفل عنها كثيرٌ من الناس، ومنها: تهنئة الكفار بأعيادهم، وهذا منكرٌ عظيم وجرمٌ كبير؛ لأنه نوعُ رضا بما هم عليه من الباطل وإدخالٌ للسرور عليهم. قال ابن القيم - رحمه الله -: "وأما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم، فحرامٌ بالاتفاق، مثلَ أن يهنئهم بأعيادِهم وصومهم، فيقول: عيدٌ مبارك عليكَ، أو: تهنأُ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر، فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشدُ مقتًا من التهنئةِ بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثيرٌ ممن لا قدرَ للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قُبح ما فعل، فمن هنأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ، فقد تعرض لمقتِ الله وسخطهِ"؛ ا.