إبراهيم بن هشام الغساني: حدثني أبي ، عن جدي ، قال: وقعت [ ص: 116] من رجل مائة دينار ، فنادى: من وجدها ، فله عشرون دينارا ، فأقبل الذي وجدها. فقال: هذا مالك ، فأعطني الذي جعلت لي. فقال: كان مالي عشرين ومائة دينار ، فاختصما إلى فضالة ، فقال لصاحب المال: أليس كان مالك مائة وعشرين دينارا كما تذكر ؟ قال: بلى. وقال للآخر: أنت وجدت مائة ؟ قال: نعم. قال: فاحبسها ولا تعطه ، فليس هو بماله حتى يجيء صاحبه. وعن فضالة ، قال: لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة ، أحب إلي من الدنيا وما فيها; لأنه - تعالى - يقول: إنما يتقبل الله من المتقين. من صفات فضالة بن عبيد رضي الله عنه. أحمد بن يونس اليربوعي: حدثنا معاوية بن حفص ، عن داود بن مهاجر ، عن ابن محيريز; سمع فضالة بن عبيد ، وقلت له: أوصني ، قال: خصال ينفعك الله بهن; إن استطعت أن تعرف ولا تعرف ، فافعل ، وإن استطعت أن تسمع ولا تكلم ، فافعل ، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك ، فافعل. قد عد فضالة في كبار القراء. وقيل: لكن ابن عامر تلا عليه. سفيان: عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن نعيم بن ذي جناب ، عن فضالة بن عبيد قال: ثلاث من الفواقر ، إمام إن أحسنت ، لم يشكر ، وإن أسأت ، لم يغفر. وجار إن رأى حسنة ، دفنها ، وإن رأى سيئة ، [ ص: 117] أفشاها ، وزوجة إن حضرت ، آذتك ، وإن غبت ، خانتك في نفسها وفي مالك.
وقد قيل فيه: فروة بن نوفل، وفروة بن نوفل من الخوارج، خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد فبعث إليهم المغيرة خيلًا فقتلوه سنة خمس وأربعين، وقد قيل فيه فروة بن معقل الأشجعي وهو أيضًا من الخوارج إلا أنه اعتزلهم في النهروان. والله أعلم. فإن كان فروة بن معقل الأشجعي فلا صحبة له ولا لقاء ولا رواية وإنما روى عن أبيه وعن عائشة. روى عنه أبو إسحاق الهمداني وهلال بن يساف وشريك بن طارق.. توفي فضالة بن عبيد رضي الله عنه سنة. فروة بن مجالد: مولى اللخميين، من أهل فلسطين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم يجعلون حديثه مرسلًا روى عنه حسان بن عطية، والمغيرة بن المغيرة وكان فروة هذا معدودًا من الأبدال مستجاب الدعوة.. فروة بن مسيك: ويقال فروة بن مسيكة ومسيك أكثر ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن كريب الغطيفي ثم المرادي. أصله من اليمن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع فأسلم. وقال الواقدي: قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدوم عمرو بن معد يكرب يعنى في سنة عشر. وذكر الطبري، عن حميد عن سلمة عن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال: قدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقًا لملوك كندة مباعدًا لهم.
^ ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزُهري - تحقيق د. علي محمد عمر (1421 هـ/ 2001 م)، الطبقات الكبير (ط. الأولى)، القاهرة - مصر: مكتبة الخانجي، ج. الجُزء الرابع، ص. 307.