وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الله الطوسي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا رباح بن زيد ، عن عمر بن حبيب ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: أنه كان يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أول شيء خلقه الله القلم ، فأمره ، فكتب كل شيء ". غريب من هذا الوجه ، ولم يخرجوه وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( والقلم) يعني: الذي كتب به الذكر.. وقوله: ( وما يسطرون) أي: يكتبون كما تقدم.
( فاجتباه ربه) بالنبوة ( فجعله من الصالحين) الأنبياء 51. ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك) بضم الياء وفتحها ( بأبصارهم) ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن يصرعك ويسقطك من مكانك ( لما سمعوا الذكر) القرآن ( ويقولون) حسدا ( إنه لمجنون) بسبب القرآن الذي جاء به 52. ( وما هو) القرآن ( إلا ذكر) موعظة ( للعالمين) الجن والإنس لا يحدث بسببه جنون
وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ↓ ولا تطع -يا محمد- كل كثير الحلف كذاب حقير, هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ↓ مغتاب للناس, نقال للحديث على وجه الإفساد بينهم, مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ↓ بخيل بالمال ضنين به عن الحق, شديد المنع للخير, متجاوز حده في العدوان على الناس وتناول المحرمات, كثير الآثام, شديد في كفره, عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ↓ فاحش لئيم, منسوب لغير أبيه, أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ↓ من أجل أنه كان صاحب مال وبنين. تفسير سورة القلم. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ↓ إذا قرأ عليه أحد آيات القرآن كذب بها, وقال: هذا أباطيل الأولين وخرافاتهم وفي هذه الآيات تحذير المسلم من موافقة من اتصف بهذه الصفات الذميمة. سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ↓ سنجعل على أنفه علامة لازمة لا تفارقه; ليكون مفتضحا بها أمام الناس. إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ↓ إنا اختبرنا أهل " مكة " بالجوع والقحط, كما اختبرنا أصحاب الحديقة حين حلفوا فيما بينهم, ليقطعن ثمار حديقتهم مبكرين في الصباح, فلا يطعم منها غيرهم, وَلا يَسْتَثْنُونَ ↓ ولم يقولوا: إن شاء الله.
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ↓ فأنزل الله عليها نارا أحرقتها ليلا, وهم نائمون, فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ↓ فأصبحت محترقة سوداء كالليل المظلم. فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ ↓ فنادى بعضهم بعضا وقت الصباح: أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ↓ أن اذهبوا مبكرين إلى زرعكم, إن كنتم مصرين على قطع الثمار. فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ↓ فاندفعوا مسرعين, وهم يتسارون بالحديث فيما بينهم: أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ↓ بأن لا تمكنوا اليوم أحدا من المساكين من دخول حديقتكم. تفسير قصة أصحاب الجنة في سورة القلم باختصار - dal4you. وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ↓ وصاروا في أول النهار إلى حديقتهم على قصدهم السيء في منع المساكين من ثمار الحديقة, وهم في غاية القدرة على تنفيذه في زعمهم. فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ↓ فلما رأوا حديقتهم محترقة أنكروها, وقالوا: لقد أخطأنا الطريق إليها, بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ↑ فلما عرفها أنها هي جنتهم, قالوا: بل نحن محرومون خيرها; بسبب عزمنا على البخل ومنع المساكين. قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ↓ قال أعدلهم: ألم أقل لكم هلا تستثنون وتقولون: إن شاء الله؟ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ↓ قالوا بعد أن عادوا إلى رشدهم: تنزه الله ربنا عن الظلم فيما أصابنا, بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك الاستثناء وقصدنا السيئ.
فكتب ذلك إلى يوم القيامة ، فذلك قوله: ( ن والقلم وما يسطرون) ثم ختم على القلم فلم يتكلم إلى يوم القيامة ، ثم خلق العقل وقال: وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ، ولأنقصنك ممن أبغضت ". وقال ابن أبي نجيح: إن إبراهيم بن أبي بكر أخبره عن مجاهد قال: كان يقال: النون: الحوت العظيم الذي تحت الأرض السابعة. وذكر البغوي وجماعة من المفسرين: إن على ظهر هذا الحوت صخرة سمكها كغلظ السماوات والأرض ، وعلى ظهرها ثور له أربعون ألف قرن ، وعلى متنه الأرضون السبع وما فيهن وما بينهن فالله أعلم. ومن العجيب أن بعضهم حمل على هذا المعنى الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل ، حدثنا حميد ، عن أنس: أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فأتاه فسأله عن أشياء ، قال: إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي ، قال: ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه ؟ والولد ينزع إلى أمه ؟ قال: " أخبرني بهن جبريل آنفا ". قال ابن سلام: فذاك عدو اليهود من الملائكة. تفسير سورة القلم المراغي. قال: " أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب. وأول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت. وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت ".