14:31 الجمعة 11 فبراير 2011 - 08 ربيع الأول 1432 هـ أدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صلاة الميت على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن صالح آل الشيخ بعد صلاة الجمعة اليوم (الجمعة 2011-02-11) بجامع الملك خالد في الرياض. وقد أدى الصلاة مع سموه الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ, والشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ, وأخو الفقيد الشيخ عبدالملك بن عبدالله آل الشيخ, والشيخ صالح بن إبراهيم آل الشيخ رئيس المحكمة الجزئية في الرياض, وأبناء الفقيد صالح وعبدالمحسن وأحمد, وعدد من المواطنين. آخر تحديث 15:52 الأربعاء 27 أبريل 2022 - 26 رمضان 1443 هـ
وفي عام 1344هـ عينه الملك عبد العزيز إماماً وخطيباً ومدرساً ومرشداً في الحرم المكي، ثم اختاره رئيساً للقضاة عام 1346هـ خلفاً للشيخ عبد الله بن بليهد وأسند إليه رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعيين الأئمة والمؤذنين والمرشدين والموجهين والمدرسين في المسجد الحرام، كما تولى مراقبة ما يرد إلى البلاد من المطبوعات والكتب التي توزع على طلبة العلم على نفقة الملك عبد العزيز. حلقاته العلمية وطلبته تولى الشيخ عبد الله أعمالاً عديدة وأعباء متنوعة بين القضاء ورئاسته والوعظ والإرشاد والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت داره المطلة على الحرم المكي والمعروفة ((الداودية)) عامرة بطلاب العلم ورواده، وكان حريصاً على إيصال العلم بشتى الوسائل، ويحث طلابه على البحث والمراجعة والحفظ، وخصص لحلقته مكاناً بارزاً معروفاً في الحرم خلف موقع الإمام. كان يتفقد طلبة العلم ويبحث أحوالهم ويوجههم ويرشدهم ويساعدهم بما يحتاجون له من كتب العلم والنفقات الضرورية من ماله، ويتوسط لهم عند الملك لإجراء رواتب حتى يتفرغوا للدراسة.
موقف آخر يدل على صدق الشيخ ونصحه لولاة الأمر، كما يعبر عن اعتزازه وحرصه على مكانة العلماء وسماحتهم، حدث هذا الموقف عندما دعا الملك عبد العزيز العلماء إلى اجتماع في جده وعند اكتمال حضورهم بادرهم بأنه يريد أن يتكلم في أمر لا يسمح فيه لأحد أن يناقشه أو يعترض عليه، وقبل أن يبدأ الكلام بادر الشيخ عبد الله بمغادرة المكان مما أثار استغراب الملك عبد العزيز فسأله عن دافع رجوعه فأخبره أنه لا يجد مبرراً للبقاء لأن مهمة العلماء إبداء الرأي والمشورة وبيان الحكم الشرعي فالنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم عندها تدارك الملك عبد العزيز فأيد الشيخ في موقفه مع الإكبار والتقدير. وفاته انقطع في آخر حياته للعبادة والتدريس والإشراف على طباعة كتب العقيدة ونشرها وتوزيعها، واستناب ابنه عبد العزيز حينما بلغ التسعين من عمره، وأصيب بانفكاك في مفصل الورك نتيجة عثرته في ماء، فكان يتحرك في عربة ويرابط في الحرم بين الصلاتين ثم يعود إلى منزله المجاور للحرم. اشتدت عليه الأمراض وتوالت حتى وافته منيته صباح السبت السابع من رجب عام 1378 هـ صُلِّي عليه في المسجد الحرام وكان الملك سعود – – في مقدمة المصلين عليه والمشيعين لجثمانه إلى مقبرة العدل في مكة المكرمة، وشارك في تشيعه جمع غفير من أهل مكة وما حولها، وصُلِّي عليه صلاة الغائب في مساجد المملكة، ونعته الصحف السعودية ورثاه العلماء والكتاب بمقالات ومَراثٍ عددت مآثره وفضائله وأعماله، تعزى المسلمين بفقده نظماً ونثراً.
ولما أحذ الملك عبد العزيز في تحضير البادية وتوطينهم ببناء القرى لهم وإسكانهم فيها، بعث نخبة من العلماء الذين يحسنون تثقيف أهل البادية، وتوجيههم إلى جهة الخير في معاشهم ومعادهم، ودنياهم وآخرتهم. وكانت هجرة الأرطاوية من أكبر القرى والمجمعات التي أنشأها الملك عبد العزيز لتحضير البادية وتوطين أهلها، ويسكنها ما يزيد على عشرين ألفاً من المجاهدين، وكان يرأسها فيصل الدويش، رئيس عشائر مطير، فاختار لها الملك عبد العزيز الشيخ عبد الله، لإدراكه ورجاحة عقله وحنكته وعلمه، فمكث عاماً ونصف، يرشدهم في أمور دينهم، ويسكِّن من روعهم، وخفف من حدتهم وغلظتهم، ورفع جهلهم، وظل يعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة حتى ألفوه وأحبوه، وحينما غادرهم بعد طلبه الملك عبد العزيز تأثروا لفراقه وحزنوا حزناً شديداً. بعد أن أنجز رسالته في هجرة الأرطاوية بنجاح، أعاده الملك عبد العزيز إليه وعينه قاضياً وإماماً للجيش ومستشاراً له، فصحبه في رحلاته إلى القصيم وحائل، ثم بعثه مع ابنه فيصل إلى عسير عام 1340هـ ونصحه أن يستشير عبد الله ولا يخرج عن رأيه فعاد الملك فيصل ومعه الشيخ عبد الله إلى الرياض ظافراً ومنتصراً. موقع سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل - شبكة الألوكة. وفي عام 1343هـ صحب الملك عبد العزيز وظل معه إماماً للجيش حتى يوم (الرغامة) المشهور في حصار جدة، فكان في طليعة الجيش، وإماماً له وموجهاً ومفتياً ومستشاراً للملك عبد العزيز وصحبه في أداء مناسك الحج سنيناً عديدة.