ولكي يتعرفون على المزيد والمزيد مثل مقال اليوم من هم أصحاب الأعراف.
أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فما قولكم في هذا؟ الجواب: الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. قولنا في هذا أن ما سمعت من أن أهل الأعراف هم قوم خرجوا إلى الجهاد في سبيل الله بدون استئذان أهليهم، هذا ليس بصحيح؛ فإن أهل الأعراف على ما قاله أهل العلم هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلا هم الذين غلبت عليهم السيئات حتى أدخلوا في النار ليطهروا من سيئاتهم، ولا هم قوم غلبت حسناتهم حتى يدخلوا الجنة، ولكنها تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فكان من حكمة الله عز وجل وعدله أن يوقفوا في الأعراف، وآخر أمرهم أن يدخلوا الجنة بفضل الله تعالى ورحمته. هؤلاء هم أهل الأعراف، أما ما ذكرت من الجهاد في سبيل الله بدون استئذان الأبوين في ذلك فإذا كان الجهاد تطوعاً فإنك لا تخرج إلا باستئذان الأبوين، وإذا كان الجهاد واجباً فإنه لا يحتاج إلى إذن الأبوين، بل لك أن تخرج وإن لم تستأذنهما وإن لم يرضيا بذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. اللهم إلا أن يكونا في ضرورة إلى بقائك فحينئذ تقدم دفع ضرورتهما على الجهاد. من هم أهل الاعـــــراف. وعلى هذا يحمل قول النبي صلى الله وسلم: ففيهما فجاهد. حيث كانا يحتاجان بل يضطران إلى وجود ابنهما عندهما.
وكلمة الأعراف هي الجمع اعرف وهناك سبب تسمية هذا المكان بعرف لأن بقيت الأماكن تكونان منخفضًا وهو عال بعض الشيء. مصطلح الأعراف قيل لأنه سور عال كان بين الجنة والنار أو جبل مرتفع جلس عليه أهل الأعراف وشاهدوا والجنة وشاهدوا النار. الأعراف في القرآن ذكر أهل الأعراف في القرآن وجاء ذلك في آيات كثيرة في كتابه الكريم ومنها: قال الله سبحانه وتعالى: "يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍۢ لَّهُۥ بَابٌۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ". تؤكد هذه الآيات على أن هذا السور يوجد عليه هؤلاء القوم ويلتمسون نورًا من الله. تعرف على حكاية أصحاب الأعراف وقصة نهر الحياة | فيديو - بوابة الأهرام. ولكن هؤلاء القوم لا يعرف مصيرهم غير الله سبحانه وتعالى فظاهر فيه هو العذاب ولكن باطنه الرحمة. قال الله سبحانه وتعالى: " وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ 48 أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.
وعن ابن عبّاس: أنزلهم اللّه تلك المنزلة ليعرفوا في الجنّة والنّار وليعرفوا أهل النّار بسواد الوجوه ويتعوّذوا باللّه أن يجعلهم مع القوم الظّالمين وهم في ذلك يحييّون أهل الجنّة بالسّلام. دخول أهل الأعراف الجنة "لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها وهم داخلوها إن شاء اللّه" هذا ما قاله مجاهد والضّحّاك والسّدّيّ والحسن وعبدالرّحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم عن دخول أهل الأعراف الجنة، وقال معمر عن الحسن إنّه تلا هذه الآية: "لم يدخلوها وهم يطمعون "قال واللّه ما جعل ذلك الطّمع في قلوبهم إلّا لكرامة يريدها بهم. وفي ذلك الوقت لم يكن أصحاب الجنة قد دخلوها بعد، ولكن وقفوا ينتظرون دخولها وفي موقف الانتظار هذا إذا نظر أصحاب الجنة إلى أصحاب النار فزعوا وتعجلوا الخلاص من هذا الموقف، وبعد أن تحيي ملائكة الأعراف أصحاب الجنة ـ الذين يتعجلون دخولها ـ يلتف أصحاب الأعراف إلى تبكيت أصحاب النار الذين كانوا يتندرون في الدنيا بالمؤمنين فيقولون لهم أهؤلاء الذين كنتم تقسمون أنهم محرومون من رحمة الله انظروا إليهم وهم يدخلون الجنة، وحينئذ يدخل أهل الجنة الجنة. يقول تعالى: "ونادي أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغني عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهـؤلاء الّذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة ادخلوا الجنّة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون".