الأصل الثاني عشر: حفظ التوازن بين طبقات الأمة عند صَون الحقوق، فَيُؤْخَذُ الحقُّ من القويِّ دونَ أن يقسو عليه لقوتَّه، فَيُتَعَدى عليه حتى يضعف وينكسر، ويُعطى الضّعيف حَقَّه، دون أن يُذلَّ لضعفه، فيُطغى عليه، وينقلب مُعتديا على غيره، وهذا الأصل، واللذان قبْلَهُ، مأخوذٌ من قوله: »ألا إنّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحقَّ لهُ، وأضعفَكم عندي القويُّ حتى آخُذَ الحقَّ منه«. الأصل الثالث عشر: شعور الرَّاعي والرَّعية بالمسؤولية المشتركة بينهما في صلاح المجتمع، وشعورهما -دائما- بالتقصير في القيام بها ليستمرّا على العمل بجد واجتهاد، فيتوجهان بطلب المغفرة من الله الرقيب عليهما. وهذا مأخوذٌ من قوله: »أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لِي ولكم«. هذا ما قاله ونفّذه أوَّل خليفةٍ في الإسلام منذ أربعةَ عشر قرنًا، فأين منه الأمم المتَمَدِّنة اليومَ؟ فهل كان أبو بكر ينطق بهذا من تفكيره الخاص وفَيْض نَفسه الشخصي؟ كلاَّ! الولاية في الإسلامية. بل كان يستمدُّ ذلك من الإسلام، ويخاطب المسلمين يوم ذاك بما علموه وما لا يَخْضَعُون إلاَّ له، ولا ينقادون إلاّ به. وهل كانت هذه الأصول معروفة عند الأمم فضلا عن العمل بها؟ كلا! بل كانت الأمم غارقة في ظلمات من الجهل والانحطاط، تَرْسُفُ في قيود الذلِّ والاستعباد تحت نِيرِ المُلكِ، ونِيرِ الكَهَنُوتِ.
وهذا الأصل مأخوذ من قوله: ولَسْتُ بخيركم. فأيُّ شريعة أو قانون في الأرض يشتمل على معاني هذا الأصل الثَّانِي، الذي يُمّيِّزُ بَيْنَ »الكفاءة« و»الخيرية«، أيها المبهورون بما عند الغير من قشور، الزاهدون فيما عندهم من كنوز لاَ تَنْفَذُ، وينابيع لا تنضُبُ!. الأصل الثالث: »لا يكون أَحَدُ بمُجَردِ ولايته أَمْرًا من أمور الأمَّة »خيْرًا« من الأمة، وإِنَّمَا تُنَالُ الخيرية بالسلوك والأعمال، فأبو بكر، إذا كان »خَيْرَهُمْ«، فَلَيْسَ ذلك لمجرد ولايته عليهم، بل ذلك لأعماله ومواقفه، وهذا الأصل مأْخُوذُ أيضًا من قوله: »ولستُ بخيركم حيث نفَى الخير عند ثبوت الولاية«. الولاية على النفس.. نظرة شرعية - إسلام أون لاين. وأضيف إلى هذا الاعتبار، اعتبار أَهَمُّ منه، وهو الاعتبار القرآني في تقييم النَّاس تقييما ذاتيًا قائما على ما يقدم الإنسان لنفسه من خير، فالأفضلية – بالمفهوم القرآني – تكون بالإيمان والتقوى لا بالمنصب والمسؤولية، كما نصت على ذلك الآية 13 من سورة الحجرات: »يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ خَبِيرُ« الأصل الرابع: حَقُّ الأمَّة في مراقبة أُولِي الأمرِ، لأنها مصدر سلطتهم، وصاحبةُ النظر في ولايتهم وعزلهم.
فإذا كان شخصان اشتركا في الخيرية والكفاءة، وكان أحدهما أرجح في الخيرية، والآخر أرجح في الكفاءة لذلك الأمر قُدِّم الأرجح في الكفاءة على الأرجح في الخيرية، ولا شكَّ أنَّ الكفاءة تختلف باختلاف الأمور والمواطن، فقد يكون الشخص أكفأ في أمرٍ وفي موطن؛ لاتصافه بما يناسب ذلك الأمر، ويُفيد في ذلك الموطن، وإن لم يكن كذلك في غيره فيستحق التقديم فيه دون سواه وعلى هذا الأصل ولَّى النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل، وأمدَّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، فكانوا تحت ولايته، وكلُّهم خير منه. وعليه عقد لواء أسامة بن زيد على جيش فيه أبو بكر وعمر. وهذا الأصل مأخوذ من قوله: "ولستُ بخيركم". الأصل الثالث: لا يكون أحد بمجرَّد ولايته أمرًا من أمور الأمة خيرًا من الأمة، وإنما تُنال الخيرية بالسلوك والأعمال، فأبو بكر إذا كان خيرهم، فليس ذلك لمجرَّد ولايته عليهم، بل ذلك لأعماله ومواقفه، وهذا الأصل مأخوذ أيضًا من قوله: "ولستُ بخيركم"؛ حيث نفى الخير عند ثبوت الولاية. الولاية في الاسلام. الأصل الرابع: حقُّ الأمة في مراقبة أُولي الأمر؛ لأنَّها مصدر سلطتهم، وصاحبة النظر في ولايتهم وعزلهم. الأصل الخامس: حقُّ الوالي على الأمة فيما تبذله له من عون.
قال الإمام الصادق( u):) فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب والناصب لنا أهل البيت أنجس منه ( ( [4]). أما معنى كلمة(ولي) التي استعملت في الآية(أنما وليكم)التي تثبت ولاية أمير المؤمنين علي( u). ومعنى) الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ( لا تعني المحبة وعليه يكون المعنى. أن الذين يكون الله ولي أمرهم والمتصرف في شؤونهم أهل الإيمان. ) ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون (. أن لفظة(ولي)لا تعني المحبة بل هي على وزن مفعول، وعليه يكون المعنى أن الذين يكون الله ولي أمرهم والمتصرف في شؤونهم لا خوف عليهم وكذلك الآية) المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ( أن المؤمنين يلتزم بعضهم شؤون بعض ويتصرف فيها ويؤثر أحدهم في مصير الآخر. ) أنما وليكم الله ورسوله.. ( أنهم الذين لهم الحق في التصرف في شؤونكم. ص54 - كتاب الولاية في النكاح - المبحث الثالث مشروعية النكاح وحكمته - المكتبة الشاملة. 2 ـ ولاء الإمــامة: وبعبارة أخرى ولاية المرجعية الدينية وهو مقام من ينبغي على الآخرين أن يتبعوه وإن يعتبروه قدوة لهم في أعمالهم وسلوكهم وأن يأخذ عنه تعاليمهم الدينية وأهم شروطها... أ ـ أن يكون فيه نص إن الرجس لا يعرف له طريق. ب ـ إن الطهارة رداءه. ج ـ تكون فيه نصوص بأنه على علم بالأحكام القرآن وشرائعه بعلمه يرفع الاختلاف بين الناس.
وانظر الفتوى: 22277 وعليه؛ فالذي يزوّج تلك الفتاة؛ أخوها من الأب، فإن لم يكن أهلاً للولاية زوجها عمّها، فإن لم يكن زوجها ابن عمها. وإذا كان الولي بعيداً عن البلد؛ فله أن يوكّل من يزوج الفتاة في بلدها كالخال مثلاً، ويجوز أن يتمّ التوكيل من خلال الهاتف. وراجع الفتوى: 56665. وإذا رفض الولي الأقرب تزويج البنت من كفئها؛ كان عاضلاً، وجاز نقل الولاية لمن بعده من الأولياء، فإن أبوا جميعاً زوجها القاضي، وراجع الفتوى: 32427. وأمّا الشهود على عقد الزواج؛ فالراجح عندنا اشتراط حضور شاهدين رجلين، مسلمين، عدلين، وانظر الفتوى: 349690. والله أعلم.