حديث الرسول عن علامات ليلة القدر فقد وردت بعض الأحاديث الشريفة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، يبيّن لنا فيها أهم العلامات التي يمكننا من خلالها معرفة موعد ووقت وقوع هذه الليلة المباركة، وفي مقالنا التالي سوف نتحدّث عن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الليلة.
الفرق بين المؤمن المبتلى والكافر في النتيجة: فالمؤمن يبتليه الله ابتلاء تمحيص وتطهير وتزكيه وتقويم لينال بصبره وجلده الدرجات العلى في جنة المأوى ، فيكون ابتلاؤه خيراً كله في الحال والمال لماذا؟ لأنه إن أُعطى شكر ، وإن ابتلى صبر ، فهو مع الله دائماً ، ومن كان مع الله كان الله معه ، ومن كان الله معه ، عافاه من سخطه ومنحه رضاه ، وجعل التقوى شفاءً له من كل داء ، ورزقه الرضا بقضائه وقدره ، وأراه القدر على حقيقته فآمن إيماناً لا يعتريه شك بأن الله عز وجل لا يفعل الشر ولا يختار لعبده إلا الخير ، وأنه أرحم به من نفسه على نفسه. وأما الكافر: فإن الله يهلكه بذنبه في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فإن هلاكه يكون بكفره وإن بدا أنه مُنعم ، لأن الكفر يبعده عن نعيم دنيوى لا يعرفه أمثاله ، وهو ذكر الله. والفاسق من المسلمين يقارب الكافر في الحرمان بقدر درجته في الفسق وبعده عن شغب الإيمان ، ويكون جزاؤه من جنس عمله في الدنيا والآخرة. رتبة حديث لا تظهر الشماتة لأخيك.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. والشماته نوع من الفسق – لهذا كان الشامت عرضة للبلاء ، معاملة له بسوء فعله. كيف نبعد عن الشماتة ؟ بالمبادرة بالتوبة النصوح والعمل الصالح وتطهير النفس من الآفات التى تعكر صفو الإيمان.
وقد صدق الشاعر حيث يقول: الناس للناس ما دام الحياء بهــم والعسر واليسر ساعات وأوقات لا تقطعن يد المعروف عن أحد مــادمت تــرجي فالأيــام تـارات وقد علل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الأمر بقوله: "فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" ليكفكف الشامت دموع فرحه الموقوت، ويكف نفسه عن التمادي فيما يفسد على قلبه وعقله وخلقه ودينه، ويعرضه للمساءة من قبل عدوه الذي شمت به ويجعله مستحقاً للبلاء من قبل الله – عز وجل – وهو جل شأنه بالمرصاد لمن طغى وبغى وأضمر السوء لأخيه، وتمنى زوال نعمته. وماذا يكون حال الشامت لو رحم الله عدوه وفتح له أبواب الخير وأسبغ عليه النعمة، وابتلاه يمثل ما ابتلاه به أو أشد. إسلام ويب - الآداب الشرعية والمنح المرعية - فصل في الشماتة واستعاذته من شماتة الأعداء ومن أمور أخرى- الجزء رقم1. إنه عندئذ يكون أشد خيبة من ذي قبل، فالشامت – كما قلنا – هو الخائب؛ لأن شماتته ترد إليه في يوم من الأيام، إذ على الباغي تدور الدوائر، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن صارع الحق صُرع، ومن تكبر على الناس ذل. يقول الله – عز وجل –: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (سورة فاطر: 43). وهذه حكمة بالغى ينبغي على كل مؤمن أن يأخذ منها العظة والعبرة. والعافية من الله كلمة واسعة الدلالة في معناها ومغزاها ومرماها، فهي تعني معافاة الأبدان من الأمراض والعلل، ومعافاة القلوب من الحقد والحسد والغيرة والنفاق وسائر ما يعكر صفو الإيمان من الآفات، ومعافاة الأموال من التلف أو النقصان أو خلطها بحرام أو إنفاقها في غير وجهها.
ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام ، وقد كانوا فى قحط ، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم ، بل أمر بإمدادهم بما كان معتادا ، عندما ناشدوه الله والرحم وسألوه بأخلاقه السمحة المعهودة فيه. وقد قال فى صفات المنافقين "وإذا خاصم فجز ومن الفجور الشماتة. إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم. وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها. وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}.. [آل عمران: 120]، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا قال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}.. [آل عمران: 140]. حكم الشماتة فى الموت:- إن المسلم الذي تربى على الأخلاق الإسلامية الفاضلة ووعى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا يشمت في أحد ولا يفرح في مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. إن المسلم يكره أفعال العصاة ويكره أفعال الكفار لكنه لا يشمت بهم ولا يفرح في مصائبهم لأنه لا يكن حقدا لأحد ولا يبغض أحدا ولكنه يكره أفعال العصاة والبعيدين عن طريق الله ويدعو للجميع بالهداية والمغفرة وليعلم كلُّ إنسان أن التشفِّيَ بالموت ليس خُلقا إنسانيًّا ولا دينيًّا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يُسَرُّ الإنسان إذا قيل له: إن فلانًا يُسعده أن تموت؟ والنبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ" رواه الترمذي وحسنه.