يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (90-91) يذم تعالى هذه الأشياء القبيحة، ويخبر أنها من عمل الشيطان، [ ص: 444] وأنها رجس. فاجتنبوه أي: اتركوه لعلكم تفلحون فإن الفلاح لا يتم إلا بترك ما حرم الله، خصوصا هذه الفواحش المذكورة، وهي الخمر وهي: كل ما خامر العقل أي: غطاه بسكره، والميسر، وهو: جميع المغالبات التي فيها عوض من الجانبين، كالمراهنة ونحوها، والأنصاب التي هي: الأصنام والأنداد ونحوها، مما ينصب ويعبد من دون الله، والأزلام التي يستقسمون بها، فهذه الأربعة نهى الله عنها وزجر، وأخبر عن مفاسدها الداعية إلى تركها واجتنابها. فمنها: أنها رجس، أي: نجس خبث معنى، وإن لم تكن نجسة حسا. والأمور الخبيثة مما ينبغي اجتنابها وعدم التدنس بأوضارها. ومنها: أنها من عمل الشيطان، الذي هو أعدى الأعداء للإنسان. انما الخمر والميسر والانصاب والازلام سورة. ومن المعلوم أن العدو يحذر منه، وتحذر مصايده وأعماله، خصوصا الأعمال التي يعملها ليوقع فيها عدوه، فإنها فيها هلاكه، فالحزم كل الحزم البعد عن عمل العدو المبين، والحذر منها، والخوف من الوقوع فيها.
تاريخ النشر: الإثنين 26 ذو القعدة 1426 هـ - 26-12-2005 م التقييم: رقم الفتوى: 70166 126966 0 346 السؤال أرجوا منكم شرح المفردات التالية"الميسر، الأنصاب، الأزلام ورجس" كما جاء في قوله تعالى: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" سورة المائدة 90. وشكراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد قال البغوي رحمه الله: الميسر: أي القمار، والأنصاب: يعني الأوثان سميت بذلك لأنهم كانوا ينصبونها، والأزلام: يعني القداح التي كانوا يستقسمون بها واحدها زلم، رجس: يعني خبيث مستقذر. انتهى بتصرف. قال الطبري: وأما {الميسر} فإنها المفعل من قول القائل: يسر لي هذا الأمر إذا وجب لي فهو ييسر لي يسرا وميسرا، والياسر الواجب بقداح، ثم قيل للمقامر: ياسر ويسر. فالميسر هو القمار. شبكة فجر الثقافية :: إنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ. وأما الأنصاب فقال ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وغير واحد: هي حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها. وأما الأزلام فقالوا أيضا: هي قداح كانوا يستقسمون بها. رواه ابن أبي حاتم. نقله ابن كثير. وقال القرطبي والشوكاني: الأنصاب هي الأصنام و(رجس) أي إثم كما قال الطبري، وقيل، سخط أو شر.
بقلم | فريق التحرير | الجمعة 22 يونيو 2018 - 01:17 م كثير منا تمر عليه آيات القرآن وهو يقرأها دون تدبر أو معرفة معانيها، وهو ما يفقد أجر ثواب المعرفة والإلمام بمعاني القرآن وما يتوقف عليها من حلال وحرام، خاصة وأن هناك عادات وطبائع جاهلية حذر منها وحرمها أشد التحريم. ومن الآيات التي يجهل بعض المسلمين تفسيرها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ [1] وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]. سبب نزول الآية الكريمة: هذه الآية نزلَت بعد وَقْعَة أُحُد، وكانت في السنة الثالثة مِن الهجرة؛ أي: في آخِرها، ولكنها وقعت هنا في سورة المائدة بعد نزولها، وهذه الآية هي الناسِخة لإباحَة الخَمْر، ويُروى في سبب نزولها أن مُلاحاةً كانت بين سعد بن أَبي وقاص ورَجُلٍ مِن الأنصار سببُها شُرْب خَمر في ضِيافَة لهم.
(2) * * * وقد بينا معنى " الخمر " ، و " الميسر " ، و " الأزلام " فيما مضى، فكرهنا إعادته. (3) * * * وأما " الأنصاب " ، فإنها جمع " نُصُب " ، وقد بينا معنى " النُّصُب " بشواهده فيما مضى. (4) * * * وروي عن ابن عباس في معنى " الرجس " في هذا الموضع، ما:- 12510 - حدثني به المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: " رجس من عمل الشيطان " ، يقول: سَخَطٌ. * * * وقال ابن زيد في ذلك، ما:- 12511 - حدثني به يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " رجس من عمل الشيطان " ، قال: " الرجس " ، الشرُّ. ---------------------- الهوامش: (1) انظر تفسير "الفلاح" فيما سلف 10: 292 ، تعليق: 3. والمراجع هناك. انما الخمر والميسر رجس. (2) انظر تفسير "اجتنب" فيما سلف 8: 233 ، وهي هناك غير مفسرة ، ثم 8: 340. (3) انظر تفسير "الخمر" فيما سلف 4: 320 ، 321. = وتفسير "الميسر" فيما سلف 4: 321 ، 322 - 325. = وتفسير "الأزلام" فيما سلف 9: 510 - 515. (4) انظر تفسير "النصب" 9: 507 - 509.
(*) قوله تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ" الآية. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 90. رُوي أن قبيلتين من الأنصار شربوا الخمر وانتشوا ، فعبث بعضهم ببعض ، فلما صحوا رأى بعضهم في وجه بعض آثار ما فعلوا ، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن ، فجعل بعضهم يقول: لو كان أخي بي رحيما ما فعل بي هذا ، فحدثت بينهم الضغائن ؛ فأنزل الله: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ" الآية. ** ورد عند ابن الجوزي (*) قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.. " في سبب نزولها: أربعة أقوال: * أحدها: أن سعد بن أبي وقاص أتى نفرا من المهاجرين والأنصار ، فأكل عندهم ، وشرب الخمر ، قبل أن تحرم ، فقال: المهاجرون خير من الأنصار ، فأخذ رجل لحي جمل فضربه ، فجدع أنفه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فنزلت هذه الآية ، رواه مصعب بن سعد عن أبيه. * وقال سعيد بن جبير: صنع رجل من الأنصار صنيعا ، فدعا سعد بن أبي وقاص ، فلما أخذت فيهم الخمرة افتخروا واستبوا ، فقام الأنصاري إلى لحي بعير ، فضرب به رأس سعد ، فإذا الدم على وجهه ، فذهب سعد يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزل تحريم الخمر في قوله: " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ " إلى قوله " تُفْلِحُونَ ".