ودينُ الإسلامِ كما تفضَّلَ أبو سعدٍ يُجرِّمُ الانتحارَ ويُحرِّمهُ, بل وينهَـى المسلمينَ وينأى بهم عما هو أدني بكثيرٍ من الانتحار أعني تمنِّـي الموتِ كما في الصحيح عن النبي صل1 قال ((( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي))), واختلفت أحكامُ المسلمينَ على المُنتحر فمنهم - وهم أهل السنة - من يراهُ فاسقاً مرتكباً كبيرةً من الكبائر لا يخلد بها في النار, ومنهم من يكفرهُ بها ويترتب على ذلك عنده خلوده في النار. بل وذهب بعضِ الفقهاء الحنابلة إلى إيجاب ديةِ نفسهِ على العاقلةِ لأنهُ أزهقَ نفساً ولا محلَّ للقصاص فتوجهت الديةُ عليهم, والصلاةُ عليهِ محلُّ خلافٍ أيضاً هل يمتنعُ منها كل الناسِ أم الإمامُ وحدهُ, وهذه الأحكامُ كلها وقايةٌ وتحصينٌ من الشروع في هذه الجريمة النكراء. وينبغي علينا أن نستحضرَ في وقتٍ نرى فيه تحريضاً من كثير من القنواتِ على هذه السلوكياتِ ضرورةَ مُحاكمتها وملاحقتها باعتبارها ومن تستضيفهم من المحرضينَ شُركاءَ في انتحار شباب الأمة, والتحريضُ على الانتحار جريمةٌ يعاقبُ عليها القانون في كثير من الدول العربية والإسلامية بعقوباتٍ قد تصلُ إلى الإعدام كما هو الحالُ في القانون السودانِي وغيره.
قتل النفس المعصومة من أكبر الكبائر لقد حرم الله تعالى قتل النفس المعصومة وتحريم القتل دلّ عليه الكتاب والسنة والإجماع وتحريمه معلوم من الدين بالضرورة وأدلته أشهر وأكثر من أن تذكر وحسبنا قوله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساءـ 93]. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النساء - قوله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما - الجزء رقم5. وقال تعالى: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام ـ 151]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق... إلخ" [رواه البخاري2766 ومسلم 89 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وهذه الأدلة وغيرها كثير جدا تدل على تحريم قتل الإنسان النفس المعصومة ومنها أن يقتل الإنسان نفسه.
-الحالة الثانية: المريض مرض طارئ، من الممكن علاجه وزواله أيضا مثل الحمى وغيرها من الأمراض هذا يكون على ثلاثة أحوال: -الحالة الأولى: المريض مرضًا لا يتأثر بالصوم، مثل الصداع أو آلام الأسنان، فهذا المريض لا يحل له أن يفطر، ويصبح الصيام في حقه واجب. -الحالة الثانية: المريض مرضًا يشق عليه الصوم، ولكن إذا صام لا يضره ذلك في شيء، فهذا المريض الصيام في حقه مكروه، والإفطار فيه حقه مسنون. -الحالة الثالثة: المريض مرضًا يشق عليه الصوم، وإذا صام يضره، مثل مريض الكلى أو ما شابه ذلك، فهذا المريض الصيام في حقه حرام، لما قد يقع به من ضرر إذا صام، فقد قال الله تعالى في القران الكريم: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، وقال تعالى أيضا: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وتابع علام: "إن الكلام على سيِّدنا رسول الله وعن بيته الشريف الكريم في شهر رمضان وفي غيره؛ كلام محبَّب للقلب، ويتَّصل بعمق القلب الإنساني المسلم ويصل به إلى آفاق بعيدة، وهو يشعر بهذا النور المحمدي عندما يتكلَّم عن رسول الله صل الله عليه وسلم، مضيفًا أنه لا شكَّ أن ذِكر سيدنا رسول الله والصلاة عليه هو من جملة العبادات التي أمرنا الله بها في هذا الشهر الكريم وفي غيره؛ وعلينا الإكثار من الصلاة على سيدنا رسول الله، وأن نأخذ كل ما جاء في سيرته العطرة؛ فكل خُلق وكل سلوك حسن قد دلَّنا عليه سيدنا رسول الله هو بمثابة الأسوة الحسنة لنا جميعًا". ولفت المفتي النظر إلى أن فضل الصلاة على النبي الكريم كبير؛ إذ تُفتح به الأبواب المغلقة وتنال به الدرجات ويطمئن بها الإنسان في حالَي السعة أو الضرورة، بل هي مفرجة لكل ضائقة أو كرب، وبها تنحلُّ العقد وتُنال بها الرغائب وتُقضى بها الحوائج.