وتتابع "العمل حاول أن يُلمح من بعيد لحجم الفساد الحاصل الآن مع عدم التطرق لقضية جوهرية، بأن هذا الفساد ذاته وأكثر قليلا موجودا في سوريا وقد يكون أحد أهم أسباب الانتفاضة الشعبية في آذار 2011. لذلك لا أرى بأن المسألة مسألة سماح بتجاوز للخطوط الحمراء، ولكنني أرى ما هو تغيير لمواضيع هذه الخطوط ليس أكثر". المعجبون بالمسلسل يصفونه بالقريب من واقع الحال في سوريا تحديدا في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، حيث يصف مشكلات عديدة منها المعيشية كموضوع الكهرباء وفساد قطاع التعليم وغيرها من المواضيع، وتقول مرشد في الحديث عن هذا الموضوع: "إن كان المسلسل يحاول عكس الواقع فهو بالتأكيد لم يتطرق للأزمات الحقيقية إلا بطريقة مرنة لينة لا تثير سخط الرقيب، فالفقر الذي نسمعه اليوم بالأخبار القادمة من الداخل لا تقترب على الإطلاق مما نشاهده على الشاشة". وتضيف " لقد حاولوا تقديم نموذج الصبية التي تعيش وحدها مع أختها أو الشباب الذين يستأجرون عند صديقهم، لكن هذه الشخصيات دائما تتمتع بالدفء ولديهم ضروريات الحياة التي نعلم تماما انعدامها عند الكثير من الشرائح، ولم نرى حتى اللحظة أي من شخوص المسلسل يعاني من ضيق الحال حتى بين فتيات المدينة الجامعية اللواتي – بعيدا عن تشغيلها من قبل مسؤول السكن- نراهن مرتاحات ماديا لا ينقصهن شيء بالرغم من أن هذا السكن لا يؤمه إلا الفقراء منذ زمن بعيد".
ولأن التفلسف والفلسفة سيّان، لا حاجة إلى التخصصية، كما لا تفضيل لأقطاب معرفية بعينها دون غيرها، بل هي المداومة بأفقية لا فرق فيها بين السطحي والباطني، أما قوة المداومة فتتحدد بحسب ما تثيره الفلسفة في الذات القارئة من إدهاش. ومهما كانت درجة الإدهاش، فإن الوجود هو واحد في ذاته، وهو ما مثَّل له علي حسين بحادثة طاليس المالطي الذي رفع بصره ينظر إلى النجوم فانتهت به قدماه إلى السقوط في حفرة وتلا فعل السقوط ضحكة امرأة. ولعل أولى دلالات هذه الحادثة أنه إذا كانت السماء هي مادة الإدهاش العليا، فإن الضحك هو مادته الدنيا، ومن ثم يكون طاليس أول فيلسوف في التاريخ، وتكون المرأة أول ناقدة للفلسفة. وبتراتبية فعل الإدهاش، ثم النقد، تكون الرؤية هي الفعل الحياتي السابق على الفعل الفلسفي المتأتي عن طريق الإدهاش الذي بسببه يكون الإنسان دائم التفكر في الحياة من ناحيتي فوضويتها ولا أباليتها.