ومن الآداب المتبعة خلال هذه الشهور، حرمة القتال أو البدء فيه، إلا إذا كان دفاعا عن النفس والأرض والعرض، كما يجب الحذر من الوقوع في الإثم أو الخطايا أو تعمد فعل السيئات. كما تغلظ في تلك الأشهر دية القتل وفقا لكثير من العلماء. لماذا سميت الاشهر الحرم بهذا الاسم - موقع محتويات. كما يكون ذنب الظلم فيها مضاعفا. وكما تتضاعف الذنوب إذا ما ارتكبت خلال تلك الشهور، فإن الحسنات والأعمال الطبية والأجر، تتضاعف، ويستحب فيها الاقتراب من الله والسعي لنيل رضوانه. ويستحب فيها كذلك الصيام وكثرة قراءة القرآن. وقد قيل في حكمة تحريم هذه الأشهر أن رجب يسبق شعبان ورمضان، فتكون فرصة للشخص للنأي بنفسه عن المعاصي، استعدادا لتلك الأيام التي فرض الله فيها الصيام. كما أن الحج يكون في بعض أيام هذه الشهور الأربعة، فتكون النفس أنقى، ومتفرغة للطاعة.
[٣] القتال والديات في الأشهر الحرم اختلف الفقهاء في تغليظ الدية للقتل في الأشهر الحرم؛ أو عدم تغليظها، وفيما يأتي بيان رأيهم في ذلك: [٤] الشافعية والحنابلة ؛ قالوا بتغليظ الديك في الأشهر الحرم؛ لأنهم اختلفوا في صفة الدية. الحنفية والإمام مالك ؛ قالوا بعدم تغليظ الدية. أما فيما يتعلق بالقتال في الأشهر الحرم، قال -تعالى-: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ)، [٥] فقد أثبتت هذه الآية حرمة القتال في الأشهر الحرم، ولكن هل نُسخ هذا الحكم؟، قال بعض أهل العلم أن هذا الحكم ثابت، ولا يحل القتال في الأشهر الحرم؛ لأن الله -عز وجل- جعل القتال فيه كبير وكفر. لماذا سميت الاشهر الحرم بهذا الأمم المتحدة. [٤] وقال البعض: أن هذا الحكم منسوخ بقوله -عز وجل-: ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) ، [٦] والصواب هنا أن القتال لا يجوز ابتداء في الأشهر الحرم، وإنه جاز دفاعاً عن النفس؛ لقوله -تعالى-: ( فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، [٧] فيهن: أي الأشهر الحرم، فإذا هجم العدو على المسلمين فيهن؛ فإنهم يدافعون عن أنفسهم، ولكن لا يبدؤون بالقتال من الأصل.