12 نوفمبر 2021 أصدر المجلس العلمي الفقهي بدمشق بياناً رد فيه بلهجة حادة وحاسمة على الحديث المنسوب لمفتي الجمهورية، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، فيما اعتبرها "تفسيراً مغلوطاً ومنحرفاً"من قبله لسورة التين من القرآن الكريم. وكان المفتي حسون قال في فيديو نشر له خلال عزاء الفنان الراحل صباح فخري إن خريطة سورية مذكورة في القرآن الكريم بسورة التين. وخلال كلمته تساءل المفتي حسون "وين خريطة سورية بالقرآن الكريم؟" ليجيب "موجودة بسورة منقرأها كتير بصلاتنا وهي (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿۱﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿۲﴾ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿۳﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)". وأضاف "لقد خلقنا الإنسان في هذه البلاد في أحسن تقويم، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين"، ويقصد بذلك اللاجئين خارج سورية. اليوم العلمي السابع عشر : "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" | الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة. وتابع "ثم يكمل (الله) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (في هذا الأرض) فلهم أجر غير ممنون، أي الذين بقوا في سورية". وفُسّرت تصريحات المفتي حسون على أنها تقصد السوريين اللاجئين في الخارج، حيث وجه حديثه إليهم قائلاً "عودوا إلى بلادكم.. في الخارج لن تجدوا من يصلي عليكم". وتعقيباً على هذا الحديث، استنكر المجلس العلمي الفقهي (ومقره دمشق) تفسيرات المفتي حسون، وقال في بيانه الذي أصدره خصيصاً لتفنيد ما قاله حسون إنه "استجابةً للتساؤلات الكثيرة التي وردت إلى المجلس العلمي الفقهي حول ماتداولته بعض المواقع من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم فإنّ المجلس أصدر بيانه الذي جاء فيه إن الله سبحانه وتعالى قال: (ولقد كرّمنا بني آدم)، وقال رسول الله (ص): (يا أيها الناس إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى).
والمراد بطور سينين الجبل الذي كلم الله تعالى فيه موسى بن عمران (عليهما السلام)، ويسمى أيضا طور سيناء. خلق الانسان في احسن تقويم -اسلاميات - سيدة الامارات. والمراد بهذا البلد الأمين مكة المشرفة لأن الأمن خاصة مشرعة للحرم وهي فيه قال تعالى: ﴿أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا﴾ العنكبوت: 67 وفي دعاء إبراهيم (عليه السلام) على ما حكى الله عنه: ﴿رب اجعل هذا بلدا آمنا﴾ البقرة: 126، وفي دعائه ثانيا: ﴿رب اجعل هذا البلد آمنا﴾ إبراهيم: 35. وفي الإشارة بهذا إلى البلد تثبيت التشريف عليه بالتشخيص وتوصيفه بالأمين إما لكونه فعيلا بمعنى الفاعل ويفيد معنى النسبة والمعنى ذي الأمن كاللابن والتامر وإما لكونه فعيلا بمعنى المفعول والمراد البلد الذي يؤمن الناس فيه أي لا يخاف فيه من غوائلهم ففي نسبة الأمن إلى البلد نوع تجوز. قوله تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ جواب للقسم والمراد بكون خلقه في أحسن تقويم اشتمال التقويم عليه في جميع شئونه وجهات وجوده، والتقويم جعل الشيء ذا قوام وقوام الشيء ما يقوم به ويثبت فالإنسان والمراد به الجنس ذو أحسن قوام بحسب الخلقة. ومعنى كونه ذا أحسن قوام بحسب الخلقة على ما يستفاد من قوله بعد: ﴿ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين﴾ إلخ صلوحه بحسب الخلقة للعروج إلى الرفيع الأعلى والفوز بحياة خالدة عند ربه سعيدة لا شقوة معها، وذلك بما جهزه الله به من العلم النافع ومكنه منه من العمل الصالح قال تعالى: ﴿ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها﴾ الشمس: 8 فإذا آمن بما علم وزاول صالح العمل رفعه الله إليه كما قال: ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ فاطر: 10، وقال: ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾ الحج: 37.
الإنسان خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه، خلقه في أحسن تقويم وفي أحسن تسوية وتعديل، وصوره فأحسن تصويره، وجعله أجمل المخلوقات وأرقاها تكويناً وقدرات؛ فجعل له عينين، ولساناً وشفتين، وخلق لحمه وعظامه، وجعله سميعاً بصيراً متكلماً، وأمده بالعقل والتفكير، ومنحه قلباً ينبض ولساناً يتكلم، وزوده بالعقل وبأدوات السمع والبصر والمعرفة ليرتقي في دراسة الكون الذي سخره له ليعمره ويكتشف أسراره ويغوص في أعماقه وليعبده ويشكره وأرسل له الرسل لهدايته، وجعل في النفوس الإنسانية آيات لأولي الأبصار، وآيات للذين يعقلون وآيات لأولي الألباب. وفي العصر الحديث الذي انفتحت فيه ثورات في العلوم في البر والبحر والفضاء والصناعة والهندسة والطب وفي جسم الإنسان وأعضائه وخلاياه، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكتشف العلماء سراً من أسرار الإنسان؛ في جسده وعقله وعينه وقلبه، وتلك نعمة كبرى منّ الله بها على هذا الإنسان الذي خلقه من قبل ولم يك شيئاً. وهذه العناية الإلهية في الخلق والتركيب والإبداع على هذا النحو الفائق، في تكوينه الجثماني البالغ الدقة والتعقيد، وفي تكوينه العقلي الفريد، وفي تكوينه الروحي العجيب لتشير إلى أن لهذا الإنسان شأناً ووزناً في نظام هذا الوجود، فالله لم يخلق الكون إلا بالحق، ولم يخلق الإنسان عبثاً ولن يتركه سدى فإن له دوراً مهماً في إعمار هذا الكون الذي سخره له ومهده له قبل أن يولد.
والعادة في حدِّ ذاتها مُحايدة، يُمكن توظيفها في المفيد والضَّار؛ كالسكين وباقي الأدوات، لذا فيمكنُ أن نقسِّم العاداتِ إلى عاداتٍ نافعةٍ وعاداتٍ ضارة. فالعاداتُ النافعة؛ كاحترام المواعيدِ والنَّومِ المبكرِ والابتسامةِ والقراءةِ والصدقِ والكرمِ والشجاعةِ وغيرها من مكارم الأخلاق. والعاداتِ الضارةِ؛ كالسهر والتدخينِ وكثرةِ النَّومِ والإهمالِ والكذبِ والغيبةِ والبخلِ، وغيرها من مساوئ الأخلاق. واكتسابِ العاداتِ أو أن شئت فقل المهارات، أمرٌ في متناول الجميع؛ جاء في الحديث الحسن قال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ"، وجاء في روايةٍ صحيحة: "ومَن يَتَصبَّرْ يُصَبِّرْه اللهُ". ثم اعلم أخيَّ المبارك أنَّ عملية اكتسابِ العاداتِ النافعة، والتَّخلصِ من العادات الضَّارة، هي أهمُّ وأثمنُ ما يَختـصرُ عليك الوقتَ والجهدَ لتحقيق النجــاح، وأنَّ كلَّ مهارةٍ أو عادةٍ جديدةٍ تحتاجُ إلى تدريبٍ خاصٍ ومكثفٍ ينقلها من مرحلةِ التعلُّمِ و(الغشامة) إلى مرحلة الإتقانِ والتلقائية. خبر مصر | الرئيسية. فمهارةُ الخطِّ مثلًا: تحتاجُ ممن يريدُ إتقانها أن يتدربَ وفقَ أصولِ وقواعدِ كتابةِ الخطِّ تدريبًا مكثفًا حتى يصلَ بها للمستوى المطلوب، وقِسْ على ذلك جميعَ المهاراتِ الأخرى، كالخطابة والإنشادِ والتمثيلِ وجميع الألعابِ والحرفِ والمهن، كلٌّ منها تحتاجُ إلى تدريبٍ خاص ومكثفٍ، ومن ذلك المهارات والعادات المتعلقة بالنجاح العام؛ كمهارات تحديدِ الأهدافِ، والتَّخطيطِ، وإدارةِ الوقتِ، والتركيزِ، وتكوين العلاقاتِ، وغيرها من المهارات.
ومن المفيد أن تعلمَ أنَّ عملية اكتسابِ وإتقانِ أيِّ مهارةٍ أو عادةٍ، لا بدَّ أن تبدأ بفترة (غشامة) تتميزُ بكثرة الأخطاء، كما تتميزُ بقوة الانتباهِ والتركيزِ ويقظةِ العقلِ أثناء ممارسةِ المهارة.. إنها فترةٌ حساسةٌ تحتاجُ إلى صبرٍ ومجاهدةٍ، وإلى ثقةٍ عاليةٍ بالقدرة على تعلُّم المهارةِ وإتقانها، وإلى قدرٍ كبيرٍ من الإصرار والتِّكرارِ والاستمرار.. إلى يصبحُ أداءُ المهارةِ أو العادةِ شيئًا (عاديًّا) يمارسُ بتلقائيةٍ وإتقانٍ وبلا وعي ولا انتباه.. قال خبيرُ الذاكرة العالمي هاري لورين: "تذكر من فضلك أنهُ لا توجدُ ذاكرةٌ ضعيفةٌ وأخرى قوية، يوجدُ فقط ذاكرةٌ مُدربةٌ، وأخرى غيرُ مدربة. وقياسًا على ذلك، فلا يوجدُ إنسانٌ فاشلٌ، يوجدُ إنسانٌ تدربَ على مهارات النَّجاحِ، وإنسانٌ لم يتدرب. ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. فمن فضلك تذكر جيدًا أنَّك لن تستفيدَ من مهارات وعاداتِ النَّجاحِ كما ينبغي حتى تصلَ بها إلى درجةِ الإتقانِ والتِّلقائيةِ، وذلك من خلال التدريبِ المكثف. وصدق من قال: من جدَّ وجد، ومن زرع حصد، ومن صبرَ ظفر، ومن ثبت نبت، وكل من سارَ على الدرب وصل، وخيرٌ من ذلك: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
وفي هذا الانسان نفس تعتلج فيها المشاعر والعواطف وتصطرع فيها الشهوات والقيم ةالحاجات والمبادئ, حيث يعجز عن ادراك خصائصها اعلم علماء النفس. اعراب لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. وفي هذا الانسان عقل, وفيه من المبادئ والمسلمات والقوئ الادراكية, والتحليلية, والابداعية, ما اهله ليكون سيد المخلوقات ( ولقد كرمنا بني آدم) الاسراء من الاية 70 ومما يبين ويوضح ان الانسان خلق في احسن تقويم جهاز المناعة المكتسب او خط الدفاع الثالث في جسم الانسان. لقد خص المولى جل وعلا الانسان بأجهزة دفاع بالغة الدقة واول هذه الاجهزة الجلد وهو درع سابغة على البدن, وترد عنه الجراثيم والاوبئة, وهو خط الدفاع الاول وخص المولى جل وعلا كل عضو في الانسان, وكل جهاز وكل حاسة بجهاز دفاع خاص به. فالعين مثلا خصت بالهداب, والاجفان, والدمع وهذه الاجهزة الخاصة هي خط الدفاع الثاني. واما خط الدفاع الثالث فهو الدم بجنوده من الكريات البيضاء, وعدد هذه الكريات التي هي جنود خط الدفاع الثالث " خمسة وعشرون مليون " كرية في ايام السلم, ويتضاعف هذا العدد في حال الاستنفار, وقد يصل الى مئات الملايين في حال القتال, في فترة لا تتجاوز الساعات, او الايام, ولهذه الجيوش الجرارة من الكريات البيضاء سلاح اشارة مؤلف من بضع مواد كيماوية, يعد وسيلة الاتصال, والتفاهم فيما بينها.
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.