من أول من أسلم من النساء، أثناء انتاشر الدعوة المحمدية في مكة والمدينة، تزاحم الناس للدخول في دين الله أفواجا، وهناك أوائل لمن دخل في الإسلام سواء على صعيد الرجل أو المرأة، فأول اللاتي اعتنقن الإسلام لأن قصص الإسلام الجميلة تساعد على التعلم نتيجة الأخلاق السامية التي كانت لهذه المرأة العظيمة في حياتها مما جعلها تؤمن برسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالإضافة إلى دعمه وعدم التشكيك في أقواله لأنها كانت خير داعية بعد اعتناق الإسلام وإعلانه، نذكر أول النساء اللاتي أسلمن. من أول من أسلم من النساء كانت خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – أم المؤمنين أول من أسلمت، وكانت أول من آمن برسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما كان إيمانها واحدًا من العوامل التي أراح نبي الله – صلى الله عليه وسلم – عند رجوعه إلى زوجته خديجة – رضي الله عنها – وخففته وخففت عنه أفعال الناس، تزوجا قبل الزواج مرتين – صلى الله عليه وسلم – وكانا رجلين من سادة قريش وهما عتيق بن عائض المخزومي وأبو هالة بن زرارة التميمي. اقرأ أيضا… من هو غلام خديجة الذي صحب الرسول في تجارته خديجة بنت خويلد هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزيز بن قصي القرشية الأسدية، كما عُرفت بأم المؤمنين زوجته – عليه السلام، وهي أيضا والدة فاطمة الزهراء، وأمها فاطمة بنت زيد بن العصام، التي يصل نسبها إلى غالب بن فهر، وولدت السيدة خديجة في سنة 68 قبل الهجرة الموافق 556 م في مواليدها، مدينة مكة المكرمة، وأيضا نشأت في بيت الشهرة والقيادة، وكان تربيتها على الأخلاق الحميدة وعرفت بـ (الطاهرة) في فترة الجاهلية، والجدير بالذكر أن والدها مات في ذلك اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تاريخ الطبري 2: 60 ذكر من قال أنّه أسلم قبل أبي بكر جماعة. ولو قلت: ألا تعتبر سابقة أبي بكر في الإسلام ، وهجرته مع النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، ونزول آية على ذلك، دليلاً على إيمانه؟ قلنا: أوّلاً: لم يثبت تقدّم إسلام أبي بكر على غيره كما يزعم ذلك أتباعه من أهل السُنّة! فالثابت عندنا وعند كثير من المخالفين أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) هو أوّل الصحابة إسلاماً (1). من هو اول من اسلم من الرجال. ففي الحديث الصحيح أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) قال لفاطمة(عليها السلام): (أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أُمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً) (2). ونقل عنه(عليه السلام) أقوال كثيرة في أنّه(عليه السلام) أوّل من أسلم، وأوّل من صلّى؛ منها: قوله(عليه السلام): (أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم) (3). وقد ورد عن سعد بن أبي وقّاص: أنّ أبا بكر أسلم بعد أكثر من خمسين (4) ، ومنه يعرف أنّه لم يكن من السابقين. أمّا نزول آية الغار، فإنّ المعنيّ بها رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، لأنّ الضمائر كلّها تعود عليه، حتّى عندما يأتي ذكر (صاحبه) فيها، فإنّ ذكره - لو كان المقصود أبو بكر - كان مبهماً، وإنّما عرّفه بالإضافة إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) كونه معه في الغار، والمداليل المفهومة من الآية لا تدلّ على إثبات إيمان الصاحب، أو فضله، أو تفضيله، بل التأمّل فيها لا يثبت أكثر من أنّ أبا بكر كان مجرّد صاحب طريق للنبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وأنّه كان خائفاً على نفسه.