إشراقات قرآنية|[٢٤] ﴿الله خالق كل شيء وهو على كل شيءٍ وكيل﴾ - YouTube
الفبائية > "س" > "سورة" > 0039 - "سورة الزمر" > سورة الزمر آية 0062 >
فهو يصرفها وفق ما يريد; وهي تسير وفق نظامه الذي قدرهوما تتدخل إرادة غير إرادته في تصريفها، على ما تشهد الفطرة، وينطق الواقع، ويقر العقل والضمير. والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون.. خسروا لإدراك الذي يجعل حياتهم في الأرض متسقة مع حياة الكون كله; وخسروا راحة الهدى وجمال الإيمان وطمأنينة الاعتقاد وحلاوة اليقين. وخسروا في الآخرة أنفسهم وأهليهم. فهم الخاسرون الذين ينطبق عليهم لفظ الخاسرون! الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. وعلى ضوء هذه الحقيقة التي تنطق بها السماوات والأرض، ويشهد بها كل شيء في الوجود، يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استنكار ما يعرضونه عليه من مشاركتهم عبادة آلهتهم في مقابل أن يعبدوا معه إلهه. كأن الأمر أمر صفقة يساوم عليها في السوق! قل: أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون؟.. وهو الاستنكار الذي تصرخ به الفطرة في وجه هذا العرض السخيف الذي ينبئ عن الجهل المطلق المطبق المطموس. ويعقب عليه بتحذير من الشرك. يبدأ أول ما يبدأ بالأنبياء والمرسلين. وهم - صلوات الله عليهم - لا يتطرق إلى قلوبهم طائف الشرك أبدا. ولكن التحذير هنا ينبه سواهم من أقوامهم إلى تفرد ذات الله سبحانه في مقام العبادة، وتوحد البشر في مقام العبودية، بما فيهم الأنبياء والمرسلون: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك: لئن أشركت ليحبطن عملك، ولتكونن من الخاسرين.. ويختم هذا التحذير من الشرك بالأمر بالتوحيد.