وأكد أن من نواقض حب الوطن العدوان على الوطن، وقسم العدوان إلى ثلاثة أقسام هي: العدوان الفكري، والعدوان الأخلاقي والاجتماعي، والعدوان الجنائي. وختم "المؤلف" كتابه بقوله: إن التأصيل لقضية حب الوطن مما يحتاج إليه في النوازل الحادثة، كما أوصى بضرورة عقد ورشة عمل تحت شعار: حب الوطن، والإيمان، الغاية منها التأصيل والتوعية. يُذكر أن الكتاب تم تدشينه في شهر رمضان المبارك لعام ١٤٣٦هــ في ملتقى الدوح الذي أقامه مكتب الدعوة بالبديعة بعنوان "أغلى وطن" وتسلم نسخة منه فضيلة الشيخ محمد السبر، المدير التنفيذي بالمكتب.
الوطن الوطن، ملجأ القلب والروح، والملاذ الآمن الذي يضمّ أبناءه ويصون كرامتهم وعزتهم، ويمنعهم من ذل التشرّد والحاجة؛ فالوطن أكبر من مجرد المساكن والبيوت والشوارع، بل هو الأهل والجيران والخلان، وهو المكان الذي تسكن إليه النفس، وترتاح وتهدأ، وهو أولى الأماكن بالحب والحنين، فحب الوطن بالفطرة، وليس تصنّعاً ولا تمثيلاً. لأنّ الوطن أكبر من كل شيء، فحمايته واجبٌ على جميع أبنائه، فهو أغلى من الروح والدماء والأبناء، لأن الإنسان لا يستطيع العيش دون وطنٍ يحفظ له كرامته وهيبته، ويقيه من الهوان والضياع، حتى أن حب الوطن ممتدٌ من الإيمان بالله تعالى، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى ورسوله بالذود عن الحمى، والوقوف في وجه كلّ من يحاول النيل منه، وتخريبه، وإيقاع الدمار فيه، وجعل جزاء من يموت في سبيل الوطن، جنةً عرضها السماوات والأرض. على مرّ التاريخ، كان حب الوطن هو الأساس، فكم من دولٍ فقدت الآلاف من أبنائها دفاعاً عن الوطن، وكم من الممالك قامت وتطورت بفعل سواعد رجاله ونسائها؛ لأنّ الوضع الطبيعي في الحياة أن يكون للإنسان وطنٌ ينتمي إليه، يعيش فيه بعزةٍ، ويموت ويُدفن في ترابه، فتراب الوطن ليس كتراب الغربة، وسماء الوطن أكثر رحابةً من سماء البلاد الغريبة.
الا ان مفهوم التضحية يختلف من شخص لآخر، فعالم النفس «أدلر» يرى أن: «التضحية سلوك ينبع من أسلوب الحياة، حيث تبلغ الذات فيه أعلى مراتب الإنسانية، لتكون ذاتاً فعالة خلاقة لأن تتخطى عقبات الحياة وظروفها.