قال تعالى " من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا" قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ)) (آل عمران:102) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل)). معنى التقوى: كلمة التقوى مأخوذة من مادة (وقي) من أصل كلمة الوقاية ووقي تعني أنه جعل بينة وبين الشي االأخر حاجزا يحميه ويقيه. وذكرت التقوى في 258 آية في القرآن لاهميتها أنها مبع الأيمان ودليل أيمان الأنسان. عندما يقال لك أتق الله فإن ذلك يعني أن تجعل بينك وبين غضب الله حاجزا واقيا وبذلك نفهم قول النبي صلى الله علية وسلم " أتقوا النار ولو بشق بتمرة" صدق رسول الله معناها حاول بكل ما لديك من قوة لطاعة الله وتجنب عذابه. أسس حياتك على التقوى: أن حياتك عبارة عن بنيان أيا كانت أحجار أساسه فيمكنك أستبدالها وأعادة تكوينها ، ويمكنك أن تقوم بذلك بتفكيرك وسلوكياتك فإن مبدأ التقوى يكون بمثابة الأساس التى تبني عليه حياتك ويكون ذلك بمراقبة الله في كل فعل تفعله وكل سلوك تقوم به. التقوى معناها وحقيقتها - إسلام ويب - مركز الفتوى. كلما كان أساس أي بنيان قوي كلما كان أكثر تماسكا ومتانة ضد التحديات والفتن والأختبارات والمصائب التي يتعرض لها الأنسان، إذا كان حياتك أساسها التقوي فستكون دائما على أستعداد للرحيل من هذا العالم في أي وقت ، فكلنا نعلم أننا سنموت وكل يعلم الموت ليس بمعاد ولا يفرق بين صحيح ومريض وكلنا نعلم أنه ليس بالسن وبالرغم من كل هذا نتصرف وكأننا أمامنا وقت محدد ومعروف لنا.
وقوله ( وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) يقول تعالى ذكره: ولم يزل الله بكل شيء ذا علم, لا يخفى عليه شيء هو كائن, ولعلمه أيها الناس بما يحدث من دخولكم مكة وبها رجال مؤمنون, ونساء مؤمنات لم تعلموهم, لم يأذن لكم بدخولكم مكة في سفرتكم هذه. ------------------------ الهوامش: (4) البيت للمتلمس جرير بن عبد المسيح ( شعراء النصرانية 338) وكشم أنفه يكشمه ( كيضربه) كشما: قطعه مستأصلا له. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفتح - الآية 26. ويقال: حمى فلان أنفه يحميه حمية ومحمية. وفلان ذو حمية منكرة: إذا كان ذا غضب وأنفة. وقد استشهد به المؤلف عند قوله تعالى " إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية " وهي مصدر على فعلية ، بمعنى الأنفة.
التفكّر في آيات الله تعالى، وقدرته في تصريف الكون، وتدبير شأنه، قال الله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ). [١٢] التمسّك بسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعدم الانحراف إلى البٍدع من الأمور، قال الله -تعالى- في ذلك: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). [١٣] اجتهاد المسلم واهتمامه بإتيان الطاعات وترك المعاصي ، فالله -سبحانه- يحبّ أن يرى من عبده الاجتهاد في طاعته، فييسره إلى مزيدٍ منها، ويصرف عنه السيئات وشرّها. كثرة ذكر الله تعالى، ومن ذلك كثرة قراءة القرآن الكريم. معنى كلمة لباس التقوى. مصاحبة أهل الدين والإيمان الذين يذكّرون المرء بتقوى الله تعالى، وفضل ذلك، وينصحونه ويذكّرونه إذا أتى محارمه، فذلك معينٌ على تقوى الله سبحانه. النظر في سِيَر المؤمنين المتّقين، ففي ذلك غرس حبّهم في القلب، والرغبة بصنع ما صنعوا والفلاح كما فلحوا. دوام سؤال الله -تعالى- الثبات والتوفيق إلى طاعته، وتحقيق تقواه، والانصراف عن محارمه وما لا يُرضيه.
من أقوال التابعين رضوان الله عليهم قال الحسن البصري المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وادوا ما افترض الله حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام وقال سفيان الثوري التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وقال عمر بن عبدالعزيز ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل ولا التخليط فيما بينهما ولكن التقوى ترك ما حرم الله واداء ما فرض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير الي خير.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم التقوى: كلمة شديدة الأهمية لكثرة ورودها في القرآن وضرورة الالتزام بها وفهمها جيداً،وهي كلمة (التقوى) التي أظن أن معناها القرآني لم يُفقه بدقة. فكلمة (تقوى) الله تفسّر بشكل حرفي أنها من الفعل (وقى) الذي من معانيه الستر والصون والحذر (وقاية). يقول الأصفهاني: التقوى جعل النفس في وقاية مما يخاف هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه، وصار التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور (من:مفردات ألفاظ القرآن،للأصفهاني. ) فتكون تقوى الله الحذر والخوف منه وتجنب غضبه وكأننا نتقي غضبه وبطشه بطاعته وبرضاه. وهذا الاتجاه لا يبدو صائباً. ولكي نعرف معنى التقوى الحقيقي يجب العودة للماضي السحيق الذي وجدت فيه الأصول اللغوية الأولى لكلمة تقوى. في النقوش القديمة لجزيرة العرب جاء الأمر الملكي كفعل بصيغة (وقه). والإئتمار بصيغة (إتقه). وكاسم بصيغ مثل: قهت (قاهة/قيهة)، قهي،وقهة. في كتاب النبي لأهل نجران: لا يحرك راهب عن رهبانيته ولا واقه عن وقاهيته. قال ابن بري:القاه مقلوب من الوقه. وفي اللسان الوقه الطاعة.
وهذا غريب،فالقرآن يذكر الطاعة بكلمة (تقوى) (بوزن:تفعل/تفعال). كما أنها ترد في لسان العرب القديم (النقوش) بمعنى الأمر. ففعل وقه=أمر، وفعل إتقه=إإتمر. ومنها التقوى = الإئتمار والطاعة. والأوامر تأتي من الخالق أو أنبيائه أو أولياء الأمر. ونجد كلمة (وقه/وقى) تأتي بصيغة أخرى أقرب للأصل وهي (وصى). فالوصاية والتوصية أصلها القول والأمر. ونفترض قول فعل (إإتمر) من (وصى)، فسيكون (إتّصي) وهي نفس (إتّقي). كذلك وجّه (توجيهات كلام) سيكون المنفذ متّجه (إتّجه). والوازع من وزع =أمر، وجّه. ومنها (إتّزع). فالمأمور سيكون متّزع (بنفس وزن متقي). وهكذا. فالأفعال:وقا (وقى،وقه)،وصا،وزع،وجّه تبدو من أصل واحد ولكن بلغات عدّة. من ذلك يتبين أن الفعل (وقه) كان يعني أمر إلهي أو ملكي أو حتى أمر عام. والهاء في (وقه) ليست سوى تخفيف للهمزة بسبب لهجة العرب القديمة من الأصل (وقى/ وقأ) (مثل:حكى=قال)،كما في (القاه) من أصل (قاء). وهذا الفعل (وقه/وقأ/وقى) ومصدره (قاه، قاهة). فكلمة (وقه) القديمة تكافئها كلمة (وقى) الفصيحة. وهذه الكلمة وجد أقدم تدوين لها بالنصوص المصرية بلفظها البسيط (قا) التي من معانيها الأمر الإلهي أو الملكي. وبالتالي فإن معنى التقوى هو (الإئتمار) بكلام الله أي (الطاعة).
* ذكر قائلي ذلك بما قلنا فيه, والخبر الذي ذكرناه عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: حدثنا الحسن بن قزعة الباهلي, قال: ثنا سفيان بن حبيب, قال: ثنا شعبة, عن ثور بن أبي فاختة, عن أبيه, عن الطفيل, عن أبيه, سمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) قال: " لا إلَه إلا اللّهُ". حدثني محمد بن خالد بن خِداش العَتَكِيّ, قال: سمعت سالما, سمع شعبة, سمعَ سَلَمة بن كهيل, سمع عبَايَة, سمع عليا رضي الله عنه في قوله ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) قال: لا إله إلا الله. حدثني ابن بشار, قال: ثنا يحيى وعبد الرحمن, قالا ثنا سفيان, عن سلمة, عن عباية بن ربعي, عن علي رضي الله عنه, في قوله ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) قال: لا إله إلا الله, والله أكبر. حدثني محمد بن عيسى الدامغاني, قال ثنا ابن المبارك, عن سفيان وشعبة, عن سلمة بن كهيل, عن رجل, عن عليّ رضي الله عنه قال: لا إله إلا الله, والله أكبر. حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا وهب بن جرير, عن شعبة, عن سلمة, عن عباية, عن رجل من بني تميم عن عليّ رضي الله عنه ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) قال: لا إله إلا الله.