ومن الغريب أن واجهة القصر الخارجية لا تتمتع بكثير من الجمال والروعة، ومنها يبدو البناء كأنه معسكر ضخم؛ ولقد ذكرنا ذلك بواجهة قصر الفاتيكان الخارجية التي لا تدلي بشيء من عظمته الداخلية؛ بيد أننا ما كدنا نجوز إلى ساحة القصر الداخلية، ونشرف منها على بستانه العظيم حتى وقعنا على منظر من أروع ما شهدنا. يشرف قصر فرساي من الوجهة الخلفية على بستان شاسع، قد نظم أبدع تنظيم، ونمت به الأشجار الباسقة من أنواع لا نظائر لها في حدائقنا. وفي مقدمة البستان مما يلي القصر مباشرة بحيرة صغيرة ساحرة؛ وأرض البستان مدرجة، تمتد منحدرة في حظائر بديعة من الأحراج الصغيرة، وحظائر من الزهر تأخذ اللب بمناظرها وألوانها الرائعة، ويطبع مناظر البستان كلها طابع ساحر من الرشاقة والأناقة والتنسيق. قصر فرساي من الداخل اليوم. وقد حول قصر فرساي كما حول قصر اللوفر إلى متحف، ولكن القصر في ذاته تحفة فنية رائعة؛ وأعتقد أنه يفوق قصر اللوفر من حيث الجمال والخواص الفنية، وإن كان اللوفر يفوقه من حيث الجلال والهيبة الملوكية؛ ذلك أن قصر اللوفر كان مقر العرش، ومقر الملوكية الفرنسية في أوج عظمتها وازدهارها، ولم يكن قصر فرساي إلا مصيفا ومقاما مؤقتا، ولم يغد مقر البلاط الدائم إلا في فترات قليلة في أواخر عصر لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر.
وزاد الأوروبيون المجتمعون في قمة في فرساي الجمعة من الضغط على روسيا لإنهاء هجومها العسكري، من خلال تلويحهم بفرض عقوبات جديدة "واسعة النطاق" على موسكو ومضاعفة تمويل الأسلحة لأوكرانيا.
ويلي ذلك في صفين متقابلين مناظر لأعظم المعارك التي انتصرت فيها فرنسا مرتبة حسب العصور والتواريخ؛ مواقع شارلمان، ولويس الحادي عشر، ولويس الرابع عشر، وموقعة فالمي أشهر معارك الثورة الفرنسية ضد أوربا، ثم طائفة كبيرة من مواقع نابوليون مثل مارنجو، فاجرام، أوسترلتز، وغيرها.
قيل لاحقاً لفرانسوا هولاند هل توافق على أن ماكرون هو رئيس الأغنياء؟ أجاب بخبث شديد: "لا أبداً... إنه رئيس الأغنياء جداً". ومع ذلك تمكّن ماكرون بنفسه من القيام بحملات داخل مناطق فرنسا مناقشاً محاججاً مناوراً دافعاً بمليارات من اليورو حتى باتت ظاهرة "السترات الصفر" من الذكريات. قام ماكرون على أنقاض هياكل سياسية كبرى تقوضت وتعثرت وفقدت رشاقتها وهيبة زعاماتها. لم يحصل شيء لها خلال السنوات الخمس من ولايته الأولى. قصر فرساي - ويكيبيديا. لا يزال حال هذه الهياكل، يساراً ويميناً، على حالة من التخبط والتناقض البيتي وقحط الأفكار وانعدام القادة على النحو الذي يتيح لماكرون، بشخصه لا بهمّة حزبه، أن يحافظ على التميّز والتفوّق الذي يجعله "الرئيس الطبيعي" لولاية ثانية. لا يمكن دائماً الخضوع لعامل الحظ في صناعة التاريخ. صحيح أن الأزمات والكوارث تحوّل القادة إلى عظماء، لكن كوارث الإرهاب التي تعرضت لها فرنسا لم تصنع شيئاً في شخص هولاند وقبله نيكولا ساركوزي اللذين كانا من القلائل من الرؤساء الذين لم يستطيعوا نيل ولاية ثانية. ومع ذلك فإنه يسجل لماكرون أنه أجاد التعامل مع أزمة "السترات الصفر" التي كادت تُحدث زلزالَ ما أحدثته ثورة عام 1968 في عهد الجنرال ديغول، وأجاد التعامل مع أزمة جائحة كوفيد بحيث أظهر مواهب فذّة في أن يقدم نفسه "قائداً للأمة"، وها هو يُسخّر مواهبه في الدور الذي يلعبه فرنسياً وأوروبياً داخل أزمة أوكرانيا، وهي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.