تفسير القرآن العظيم | سورة التغابن الايات من 9 الى 18 | الشيخ مصطفى حسين | بجودة عالية HQ - YouTube
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التغابن:10] الذي صاروا إليه. فقد كانوا يأكلون ويشربون وينكحون، ثم يموتون إلى جهنم، فليس هناك مصير أسوأ من هذا المصير، بل بئس المصير هذا. والعياذ بالله. قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات قال: [ هداية الآيات] الآن معشر المؤمنين! مع هداية الآيات: [ من هداية] هذه [ الآيات] يا معشر المستمعين والمستمعات! : أولاً: تقرير] عقيدة [ البعث] الآخر [ والجزاء] فيه إما بالجنة وإما بالنار. فهذه الآيات التي سمعناها من هدايتها: أنها تقرر أنه لا بد من الحياة الثانية، ولا بد من الحساب فيها على العمل في هذه الدنيا، ثم الجزاء، فإن كان إيماناً وصالح أعمال ففي الجنة، وإن كان شركاً وفسقاً وفجوراً ففي جهنم. [ ثانياً: تقرير التوحيد والنبوة] أي: لا إله إلا الله محمد رسول الله والله العظيم. فلا إله يعبد إلا الله، إذ المخلوقات كلها الله خالقها ومالكها والحاكم فيها، فلا يُعبدون معه، سواء كانوا ملائكة أو أنبياء، أو رسلاً أو صالحين من عباد الله، فضلاً عن الأشجار والأحجار والأصنام. تفسير سورة التغابن - YouTube. وهي تقرر كذلك أن محمداً رسول الله، فهو الذي نزل عليه هذا القرآن مائة وأربع عشرة سورة، وستون حزباً، فيه علوم الأولين والآخرين.
وقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ} وهو يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يجمع فيه الأولون والآخرون في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينَفُذَهم البصر، كما قال تعالى: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [هود: 103] وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الواقعة: 49، 50] وقوله: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} قال ابن عباس: هو اسم من أسماء يوم القيامة. وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار. وكذا قال قتادة ومجاهد. وقال مقاتل بن حيان: لا غبن أعظمُ من أن يدخل هؤلاء إلى الجنة، ويُذْهَب بأولئك إلى النار. تفسير اول متوسط سورة التغابن. قلت: وقد فسر ذلك بقوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} وقد تقدم تفسير مثلُ هذه غير مرة. 1 | 2
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (1) إلى (9) من سورة «التغابن»: ﴿ له الملك ﴾: التصرُّف الكامل في الخلق لله وحده. ﴿ وله الحمد ﴾: الله وحده المستحق للشكر. ﴿ وصوَّركم فأحسن صوركم ﴾: خلقكم في أحسن صورة وأتقن خلقكم وأحكم تصويركم ظاهرًا وباطنًا. ﴿ وإليه المصير ﴾: المرجع إلى الله وحده. ﴿ بذات الصدور ﴾: بما في الصدور من الأسرار والخفايا. ﴿ ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل ﴾: لقد جاءكم يا كفَّار مكة خبر كفَّار الأمم الماضية كقوم نوح وهود وصالح ولوط، وما نزل بهم من العذاب. ﴿ فذاقوا وبال أمرهم ﴾: فذاقوا سوء عاقبة كفرهم في الدنيا. ﴿ ذلك ﴾: العذاب الذي ذاقوه في الدنيا وما ينتظرهم من العذاب في الآخرة. ﴿ بالبينات ﴾: بسبب أن الرسل قد جاؤوهم بالمعجزات الواضحات. ﴿ أبشرٌ يهدوننا ﴾: أيجيء إلينا رسل من البشر مثلنا لهدايتنا؟. ﴿ وتولوا ﴾: وأعرضوا. ﴿ واستغنى الله ﴾: والله غني عن طاعتهم وعبادتهم. ﴿ لتبعثن ﴾: لتخرجن من قبوركم للحساب والجزاء. ﴿ ثم لتنبؤن بما عملتم ﴾: ثم تخبرون بجميع أعمالكم وتجازون عليها. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التغابن. ﴿ والنور الذي أنزلنا ﴾: وبالقرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم. ﴿ ليوم الجمع ﴾: ليوم القيامة للحساب.
فقوله عليه الصلاة والسلام. ( ما لم ييبسا) إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان, فإذا يبسا صارا جمادا. والله أعلم. وفي مسند أبي داود الطيالسي: فتوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال: ( لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء). قال علماؤنا: ويستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور, وإذا خفف عنهم بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن. وقد بينا هذا المعنى في كتاب التذكرة بيانا شافيا, وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يهدى إليه. والحمد لله على ذلك. وعلى التأويل الثاني لا يحتاج إلى ذلك; فإن كل شيء من الجماد وغيره يسبح. قلت: ويستدل لهذا التأويل وهذا القول من الكتاب بقوله سبحانه وتعالى: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب. تفسير سورة التغابن. إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " [ ص: 17 - 18], وقوله: " وإن منها لما يهبط من خشية الله " [ البقرة: 74] - على قول مجاهد -, وقوله: " وتخر الجبال هدا. أن دعوا للرحمن ولدا " [ مريم: 90 - 91]. وذكر ابن المبارك في ( دقائقه) أخبرنا مسعر عن عبد الله بن واصل عن عوف بن عبد الله قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الجبل يقول للجبل: يا فلان, هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل ؟ فإن قال نعم سر به.
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) يقول تعالى ذكره: يسجد له ما في السموات السبع وما في الأرض من خلقه ويعظمه. وقوله: ( لَهُ الْمُلْكُ) يقول تعالى ذكره: له ملك السموات والأرض وسلطانه ماض قضاؤه في ذلك نافذ فيه أمره. وقوله: ( وَلَهُ الْحَمْدُ) يقول: وله حمد كلّ ما فيها من خلق، لأن جميع من في ذلك من الخلق لا يعرفون الخير إلا منه، وليس لهم رازق سواه فله حمد جميعهم ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقول: وهو على كلّ شيء ذو قدرة، يقول: يخلق ما يشاء، ويميت من يشاء، ويغني من أراد، ويفقر من يشاء ويعزّ من يشاء، ويذلّ من يشاء، لا يتعذّر عليه شيء أراده، لأنه ذو القدرة التامة التي لا يعجزه معها شيء.