فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى ، ما تجدون في التوراة [ ص: 407] على من زنى بعد إحصان؟ قالوا: يحمم ويجبب. فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها آية الرجم. فأتوه بالتوراة فنشروها ، فوضع [أحدهم] يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فرفعها ، فإذا آية الرجم تلوح. قال: صدق محمد. وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقسم عليهم بالله عز وجل سكت شاب منهم ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت ألظ به المسألة ، فقال: إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فما أول ما رخصتم أمر الله عز وجل؟" قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم. ثم زنى رجل في أسرة من الناس ، فأرادوا رجمه فحال قومه دونه وقالوا: والله لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه ، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. وفي رواية: أن الزنى كثر في أشرافنا ، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقلنا: تعالوا حتى نجعل شيئا ونقيمه على الشريف والوضيع. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 66. فأجمعنا على التحميم والجلد ، أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعرفون إنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك.
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: " ومعلوم أن الله أنزل على الأنبياء كتباً، أنزل على موسى التوراة ، وأنزل على عيسى الإنجيل ، وأنزل على داود الزبور ، وأنزل على إبراهيم صحفاً كما في قوله: (صحف إبراهيم وموسى) الأعلى/19 ، ولا شك أن ذلك كله من كلام الله الذي تكلم به وضمّنه شريعته ، وأمره، ونهيه ". انتهى من"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (63/ 117) بترقيم الشاملة آليا. راجع للفائدة: ( 47516) ، ( 98194) ، ( 145665). التوراة والإنجيل والزبور : هي من كلام الله على الحقيقة . - الإسلام سؤال وجواب. والله تعالى أعلم.
وتَطَلّب الهُدى بقوله (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا). وكسر الأصنام بيده (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً). وأظهر الانقطاع لله بقوله (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ. التوراة انزل على من هنا. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ). وتصَدّى للاحتجاج على الوحدانية وصفات الله (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ، (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ). • قال الرازي: قوله تعالى (وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وهو تعريض بكون النصارى مشركين في قولهم بإلهية المسيح وبكون اليهود مشركين في قولهم بالتشبيه. (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يقول تعالى: أحق الناس بمتابعة إبراهيم الخليل الذين اتبعوه على دينه، وهذا النبي -يعني محمدًا -صلى الله عليه وسلم- والذين آمنوا من أصحابه المهاجرين والأنصار ومَنْ بعدهم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه قديما بالشهوة". فجاؤوا بأربعة شهود ، فشهدوا بأنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما فرجما عند باب مسجده ، وفي رواية: بالبلاط. قال ابن عمر: فرأيت الرجل يجنئ على المرأة ليقيها الحجارة ، وفي لفظ: فكنت فيمن رجمهما ، فلقد رأيته يقيها الحجارة بنفسه. تنبيه: في بيان غريب ما سبق: "بيت المدراس": بكسر الميم ، وهو البيت الذي يقرأ فيه أهل الكتاب كتبهم. "التجبيه": بفتح الفوقية وسكون الجيم وكسر الموحدة بعدها تحتية ساكنة ثم هاء ، فسر الحديث بالجلد والتحميم والمخالفة في الركوب ، قال ثابت بن قاسم: وقد يكون معناه التعيير والإغلاظ من جبهت الرجل: أن قابلته بما يكره ، وضبطها بعضهم بمثناة في آخره وقبلها حركة ، وأصله البروك ، وهو بعيد هنا. "صوريا": بصاد مهملة مضمومة وآخره ياء وألف. "ياسر": بتحتية وسين مهملة. [ ص: 408] "أخطب": بوزن أفعل التفضيل ، من الخطبة. "أنشدكم بالله": أذكركم ، أو سألتكم به مقسما عليكم. "تلوح": تبدو. "ألظ" به: لازمه. "النشدة": بكسر النون ، من المناشدة. التوراة انزل على منظمة. "الأسرة": القوة. "البلاط" - بفتح الموحدة: الحجارة المفروشة ، وموضع بالمدينة ، وهو المراد هنا.