مَسَانيد. وقال النووي في شرح المهذب وغيره: إن الشافعي لم يَقُلْ بالعمل بمراسيل سعيد مطلقاً بل بِقَيْدٍ، وهو أن يرِد الحديث مرسلًا من جهة أُخْرَى، أو مسنداً من جهة أخرى، أو يعمل به بعض الصحابة، أو يعمل به أكثر العلماء (١). تفسير سورة " الأنعام " للناشئين ( الآيات 1 : 27 ). وهذه الشروط موجودة هنا؛ لأن الخرص عمل به بعض الصحابة، وعمل به أكثر العلماء، فمرسل سعيد هذا اتفق الشافعية على قبوله، مع أن المشهور في مذهب مالك ومذهب أبي حنيفة ومذهب أحمد: الاعتداد بالمرسل مطلقاً، فظهر إجماع الأئمة الأربعة على الاحتجاج بمرسل سعيد هذا في خرص التمر والعنب (٢). ولا يخرص غير التمر والعنب من الأشجار، ولا من الحبوب على التحقيق الذي عليه جمهور العلماء؛ لأن النص إنما ورد بخرص التمر والعنب فقط، ولم يرد في خرص شيء غيرهما. والثاني: أن خرص التمر ممكن لأن أعذاقه تجتمع في رأس النخلة في محل متقارب، فيمكن خارصها أن ينظر جميعها حتى يحزر ما فيها، وكذلك العنب تجتمع عناقيده وتَتَمَيَّز ويمكن خرصها، أما غير ذلك من الأشجار فإن ثِمَارَهُ تَتَفَرَّق في كل الشجرة وتختلط بأوراقها، والحب مستتر في سُنْبُلِهِ، فلا يمكن الخرص فيه (٣). (١) في تحقيق مذهب الشافعي في المرسل انظر: الأم (٣/ ١٨٨)، مختصر المزني ص ٧٨، المجموع للنووي (١/ ٦٠ - ٦٣)، إرشاد طلاب الحقائق للنووي (١/ ١٧١، ١٧٥ - ١٧٩)، الكفاية للخطيب ٤٠٤ - ٤٠٥، اللمع ص ٧٤، التبصرة ص ٣٢٩ (كلاهما للشيرازي).
(49) انظر تفسير (( الغفلة)) فيما سلف من فهارس اللغة (( غفل)).
كما بين طريقة الحافظ ابن حجر في الأخذ بالإسرائيليات في تفسيره والاستعانة بما تواتر منها في بعض مواضع بيانه شرح الآيات. مرحباً بالضيف