وتبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة إرتدَّ عن الإسلام ، فأنكر مالك ذلك وقال: أنا على دين الإسلام ما غيَّرت ولا بدَّلت. وشهد له بذلك اثنان من جماعة خالد وهما: أبو عتادة الأنصاري ، وعبد الله بن عمر ، ولكن خالد لم يُلق إذناً صاغية ، لا لكلام مالك ولا للشهادة التي قيلت بحقه. فأمر بضرب عنق مالك وأعناق أصحابه ، وقبض على أم تميم (زوجة مالك) ودخل بها في نفس الليلة التي قتل فيها زوجها مالك بن نويرة (رضوان الله عليه).
يعد خالد بن الوليد من ضمن القادة النادرين الذين لم تتم هزيمته في معركة واحدة طيلة حياته. خاض عدة غزوات أشهرها غزوة مؤتة، كما شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة. نسب القائد خالد بن الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة. هناك بعض الأقاويل الأخري التي ترجع نسب القائد خالد بن الوليد مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. كان أبوه الوليد بن المغيرة من كبار قبيلة قريش، ومن عائلة ذو حسب ونسب كبيرين. اعتبر أبوه القائد خالد بن الوليد من أثرياء مكة، حيث أنه كان يهتم كثيرا أثناء موسم الحج بإطعام كافة الحجاج على نفقته. كان يشارك أيضا في كساء الكعبة بالتبادل مع عائلة قريش، حيث كانوا يكسوها عاما وهو العام الذي يليه وهكذا. أمه هي لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية وهى ترجع إلى قبيلة بن هلال بن صعصعة من هوازن ولها أيضا نسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عن جده من ناحية أبيه فهو المغيرة بن عبد الله سيد بنى مخزوم. وعن جدته من ناحية أمه فهى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، وكانت من أكرم وأنبل نساء مكة، حيث عرف عنه السخاء وأحبها معظم أهل مكة وحزنوا لوفاتها كثيرا.
خالد بن الوليد ومالك بن نويرة واحدة من القصص المثيرة للجدل في سيرة سيف الله المسلول. وقد اختلفت الروايات التي نقلت إلينا تلك القصة؛ فمنها ما روى أن خالد قتل نويرة عن طريق الخطأ؛ ومنها ما تروى أن خالد كان متعمداً قتله ليتزوج من امرأة مالك الفاتنة ليلى بن سنان. فما حقيقة هذه القصة؟ خالد بن الوليد تدور أحداث هذه القصة حول اثنين. أولهما خالد بن الوليد القائد الأسطوري الذي سمع عنه القاصي والداني. ذلك الذي أبهرت عبقريته الحربية أكبر دولتين في العالم القديم الروم والفرس. وهو الذي سماه الرسول محمد بسيف الله المسلول، كما قال عنه عمر بن الخطاب أن النساء عجزن عن أن يلدن مثل خالد. وغيرها من الأقوال التي تثني على ذلك القائد العظيم. لكن كل ذلك يتعلق بناحية واحدة فقط من حياته، وقد أشاد بها الجميع؛ إلا أن هذا لا يمنع أن يرتكب خالد بن الوليد بعض الأخطاء. فهو في الأول والأخير بشر يخطئ ويصيب إلا أن قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة كانت أمراً عظيماً. مالك بن نويرة أما البطل الثاني للقصة فهو مالك بن نويرة التميمي الشاعر الشريف المعدود من فرسان العرب وأشرفهم في الجاهلية والذي كان يضرب به المثل في الكرم والشجاعة وحلو الحديث ووجاهة الطلعة.
قال المؤلف ص183 «وأما الحالة الثالثة التي وقعت لأبي بكر في أول خلافته، وخالفه فيها عمر بن الخطاب، وقد تأول فيها النصوص القرآنية والنبوية، فهي قصة خالد بن الوليد، الذي قتل مالك ابن نويرة صبراً، ونزا على زوجته فدخل بها في نفس الليلة.... وكان عمر يقول لخالد: يا عدو الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بالحجار.... ولكن أبا بكر دافع عنه وقال: (هبه ياعمر، تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد) وهذا فضيحة أخرى سجلها التاريخ لصحابي من الأكابر!!