الشيخ محمد صالح المنجد ()
هل ما يتعرض له الإنسان من مصائب وغم دليل على غضب الله؟ | عرب نت 5
وأشار الى أن لإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر، فلا تستغرب الدنيا إذن ما دامت دنيا، وهذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، هي الدنيا ولأنها دنيئة، ومن الدنو، ومن الدناءة، الدنيا أبرزت الأكدار، وأبرزت المصائب، والشواغل، والهموم، والأزمات، والكوارث، والأمراض، ما هو هذا مستحق وصفها، كيف تكون إذن من الدناءة؟ وهل يجوز أن تنعتها بهذه النعوت القبيحة، ولأنها كذلك فهي لا يُسْتَغرب أبدًا منها أن تُبرز، وأن تُظهر الأكدار، هذه الحقيقة تجعل معك ميزان للتعامل، ولقياس التعامل مع الدنيا، عندما تأتي المصائب تعرف حقيقتها هكذا الدنيا.
بخلاف الشكوى إلى المخلوق، قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووسا كره أنين المريض وقال إنه شكوى، فما أن حتى مات، وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب، وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله. - ومن الأدعية في الشكوى لله تعالى: اللهم يا سماعاً لكل شكوى ويا كاشفاً لكل بلوى وما منتهى كل نجوى فرج عني واغفر لي ذنبي واقض لي حوائجي.