جامع الشيخ عبدالله القرعاوي في المكرمية بصامطه reviews 4 mohammad 02 March 2020 3:42 ﴿وَأَنَّ المَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدعوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]مسجد الشيخ القرعاوي رحمةًالله عليه وجزى الله القائمين عليه خير الجزاء وكتب لهم الأجر.
كما يعتبر رحمه الله، رائداً في تعليم المرأة هناك، ورائداً في توفير المكتبات، والترغيب في المطالعة والتأليف، ورائداً في توفير السكن الداخلي للطلاب الغرباء، ليدخر جهدُهم للعلم، حيث أخذ الفكرة من مدارس الهند التي تعلّم فيها أو زارها كالمدرسة الرحمانية بدلهي. والشيخ نموذج للتواضع، فريد في البذل والحرص والمتابعة، كما يعتبر القرعاوي أستاذ جيل، وداعية مجدداً بالرفق واللين والحكمة والصبر، وهذه سمات العلماء وأخلاقهم، في حبهم للخير والمساعدة، وفي حرصهم على الدعوة إلى الله سبحانه، واهتمامهم بتعليم الناس أمور دينهم. بارك الله.. الخطبة الثانية: الحمد لله.. أما بعد: أيها المسلمون: أمضى الشيخ القرعاوي واحداً وثلاثين عاماً في منطقة الجنوب، كلها حركة دائبة: في التعليم والدعوة. ترك خلالها آثاراً جليلة، حيث أيقظ الله به خلقاً كثيراً من نومة الجهل، وغمامة الأهواء، فالمنطقة كانت تغط في سبات عميق، وتتخبط في ظلمات داكنة من الشرك والبدع، وبعض أبنائها إن لم يكن جُلّهم يتعلقون بأصحاب القبور والسحرة، وما يتبع هذا من المعاصي والآثام. وقد عانى الشيخ في هذا السبيل ما الله به عليم، فصبر وصابر، وهذّب نفوس وطباع من حوله، من طلاب وجلساء، حتى برزت الثمار، وظهرت النتائج في الغرس: طلاباً نجباء، ومدرسين وقضاة، ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وغير هذا من ثمار يانعة يُلمس أثرها في ذلك اليوم وحتى الآن.
ويقول هو عن نفسه: أني لما رجعت من الهند في الثاني والعشرين من رمضان سنة 1357هـ وقدمت إلى الرياض وأقمت عند فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعاً، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبتُ إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع فقرأت عليهما كليهما في الحديث.