هناك دكتاتوريات عديدة صنعت أمجادا كبيرة لبلدانها، ما كان لها أن تصنع من دونها، دكتاتورية الامبراطور ميجي حولت اليابان من دولة فقيرة ومتخلفة الى دولة كبيرة وحديثة، ودكتاتورية نابليون جعلت من فرنسا أهم دولة في أوروبا، ودكتاتورية هتلر كادت أن تجعل من المانيا التي دمرتها الحرب الأولى وجعلتها أضعف دولة في أوروبا، سيدة العالم أجمع، دكتاتورية ستالين جعلت من الاتحاد السوفيتي ثاني أعظم قوة في العالم بعد أن كان الدولة العاشرة، ودكتاتورية الصين جعلت منها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن كانت من أفقر دول العالم. بوتن واردوغان فيهما الكثير من الدكتاتورية والتسلط لكن كل واحد منها نقل بلاده درجات كبيرة إلى الإمام. الانظمة الدكتاتورية التي تصنع المجد والعزة لأوطانها لا شك في أنها أفضل الف مرة من الانظمة الديمقراطية الضعيفة التي يموت فيها الناس من الفقر والجوع. فتح: الجرائم الإسرائيلية ستزيدنا صمودا والمجتمع الدولي يجب أن يخرج عن صمته. أتمنى أن يظهر عندنا زعيم وطني دكتاتوري قوي ينهي حالة الانفلات والفوضى والعبث والفساد والفقر الذي نعانيه اليوم. وضعنا في مجتمع متخلف ومشحون بالتعصب القبلي والمذهبي ولا توجد فيه دولة حقيقية، لن تصلحه الديمقراطية والتعددية السياسية التي تضيف فوق الفوضى فوضى، وإنما الصميل والسجن.
الحالة الثالثة هي حرب بين دولتين أو أكثر تركيا ليست طرفا فيها ولا تشعر أنها في خطر وشيك بسببها، وهي الأشبه بالحالة القائمة. وهنا، وفق المادة 19 من الاتفاقية، يحق لتركيا منع القطع الحربية من الدول المتحاربة من المرور عبر المضائق، بيد أن ذلك لا يمنع "عودة" السفن إلى موانئها. ستكون تركيا حريصة على التطبيق شبه الحرفي لاتفاقية مونترو، وهو ما يعني -في حال توصيف التطورات بالحرب- منع مرور القطع الحربية عبر المضائق. هذا نظريا، أما عمليا، فيمكن لروسيا دائما أن ترسل قطعها العسكرية البحرية من خارج البحر الأسود إلى داخله من باب أنها "عائدة" لموانئها، وهي على ما يبدو ثغرة في بنود الاتفاقية لصالح روسيا بهذه الحالة. ليست الدكتاتورية دائما سيئة | المشهد اليمني. في الخلاصة، بظروف حساسة وبالغة التعقيد مثل الحالية ستكون تركيا أكثر حرصا على التطبيق الدقيق للاتفاقية، بغض النظر عن رأيها في الأحداث وأطراف النزاع، ما لم تكن طرفا أساسيا فيه. ذلك أن أي ثغرات أو أخطاء في التطبيق سوف تفتح الباب على انتقادات لها وربما مطالبات بتعديل الاتفاقية. وقد حصل ذلك سابقا في محطات وأزمات سابقة، خصوصا من طرف روسيا، وهو أمر قابل للتكرار، وتسعى أنقرة بكل الوسائل لتجنبه؛ ذلك أن الضغط باتجاه تعديل الاتفاقية، من باب تقاعس تركيا عن تنفيذها بدقّة مضافا للتغيرات الجيوسياسية الكبيرة في حوض البحر الأسود منذ توقيعها، يمكن أن يفقد تركيا أوراق قوة كبيرة تمتعت بها واستفادت منها لعقود طويلة فيما يتعلق بالملاحة في البحر الأسود.
وأعربت عن "تقديرها ووقوفها وقفة إجلال وإكبار لأرواح الشهداء الأبطال الذين ارتقوا خلال الساعات الماضية، والذين روت دماؤهم الزكية ثرى فلسطين الغالية، وأكدت أن دماء الشهداء الأبرار لن تذهب هدرا". ودعت "فتح" المجتمع الدولي ، إلى "الخروج عن صمته وعن سياسة الكيل بمكيالين، والمبادرة إلى إدانة جرائم الجيش الاسرائيلي وممارسة الضغط من أجل وقفها فورا"، مشيرة إلى أن "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الانفلات الإسرائيلي وجرائم الحرب وممارسات إسرائيل التي تستغل هذا الصمت وتتصرف وكأنها دولة فوق القانون والمحاسبة".
أما في حال كانت تركيا طرفا في الحرب، فلها الصلاحيات الكاملة في أن تقرر ما تريد بخصوص المضائق (المادة 20)، والأمر نفسه في حال قدرت أنها تواجه خطر حرب وشيكة (المادة 21) وإن أمكن لعصبة الأمم أو أغلبية الدول الموقعة على الاتفاقية أن تدفعها لإعادة النظر في قرارها. حسابات معقدة رغم مرور عشرات السنين عليها وتغير النظام الدولي وتوازنات القوة في العالم والمنطقة أكثر من مرة، ما زالت اتفاقية مونترو قائمة ومحترمة من قبل جميع الأطراف دون تغييرات جذرية عليها. وقد حرصت تركيا دائما على تنفيذ بنود الاتفاقية والتذكير بها ودعوة الأطراف لاحترامها، لما تمنحه لها من صلاحيات لا تريد خسارتها من جهة ولحفاظها على أمن حوض البحر الأسود واستقراره من جهة ثانية. بيد أن التوتر ازداد مع الوقت في حوض البحر الأسود، فقد كان يضم دولة واحدة ضمن حلف شمال الأطلسي (مقابل روسيا) مع انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة؛ هي تركيا، بينما يضم الآن 3 مع انضمام رومانيا وبلغاريا للحلف عام 2004، فضلا عن دولتين أقرب للغرب وتسعيان للانضمام للناتو مع علاقات متوترة بروسيا هما أوكرانيا وجورجيا. من هذا المنظور تعد الأزمة الأوكرانية الأخيرة تحديا حقيقيا لاتفاقية مونترو ومعقِّدة لحسابات تركيا، فهي أزمة بين دولتين من دول الحوض، فضلا عن انخراط الناتو في الأزمة بشكل غير مباشر، وهو ما يعني أن البحر الأسود قد يكون إحدى جبهات الحرب.