٢- وجود أسانيد لمعظم تلك الخطب في كتب علماء وجدوا قبل أن يولد الشريف الرضي. شكراً للشريف الرضي وللمعتزلي ولمحمد عبدة على حمل الامانة الحمدلله الذي بعث لنا نبي الرحمة محمد (ص) فكان الامين على الرسالة ليخرجنا من الظلمات الى النور والحمد لله الذي خلق من بين خلقه الشريف الرضي وابي الحديد المعتزلي وشيخ الازهر محمد عبدة ليكونوا الامناء في بحثهم عن الحقيقة لايصال ما اندثر من علم رسالي نحن احوج اليه اليوم وغداً من كبرياء آراءنا... وكفى. نهج البلاغة للإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. أن البعض ممن ركبوا العصبية ونكبوا عن النهج قد يضربون عن كل هذه الحجج والدلائل صفحا ويتشبثون بشبهات السلام عليكم في البداية:إن مجموع نهج البلاغة عقد في الأدب ثمين، ينبوع للعلم غزير المادة لا ينبغي أن يستخف بوزنه لمجرد تعصب أشخاص أوطوائف ضعيفة المركز لا تعرف ثمن الحكمة ولا تلتفت إلى العواقب، قام في عصره سيد الشعراء بلا مراء ألا وهوالشريف الرضي فسن لنهضة النشؤ العربي نهج البلاغة واختار من مختار كلام أمير البلاغة، وإمام الإنشاء مجموعة وافية بالغرض وثق من إسنادها وهوالثقة عند الجميع. فكتاب نهج البلاغة المنوه عنه المنتشر في دواوين الأدباء وأندية العلماء فلا ينبغي الشك في أنه من جمع الشريف الرضي محمد بن الحسين ذي الحسبين المتوفى سنة ٤٠٦.
السؤال: أود أن اسأل عن مدى مصداقية كتاب نهج البلاغة ورأي فضيلتكم فيه. الجواب: الحمد لله كتاب "نهج البلاغة"من الكتب المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفيه كثير من الأمور التي وقع فيها الخلاف بين المنتسبين إلى الإسلام ، وتبعا للقاعدة العلمية العظيمة التي سار عليها أئمة الإسلام امتثالاً للأمر الشرعي بالتثبُّت فإننا لا بدَّ أن نرجع إلى أهل العلم والاختصاص للتأكد من صدق ما ينسب إلى علي رضي الله عنه لأن ما ينقل عن الصحابة رضي الله عنهم له أثره في الشريعة ، لا سيما من كان مثل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي غلا في حقه من غلا وقصَّر من قصَّر ووفق الله أهل السنة للتوسط. وبالرجوع إلى كلام أهل العلم في هذا الكتاب وبالنظر والمقارنة بين ما فيه وما ثبت بالأسانيد الصحيحة عن علي رضي الله عنه ، يتبيَّن ما في هذا الكتاب من أمور تخالف ما ثبت عنه رضي الله عنه ، ولنترك الكلام لبعض هؤلاء الأئمة الأعلام: قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة المرتضى علي بن حسين بن موسى الموسوي (المتوفى سنة436هـ) قلت: هو جامع كتاب " نهج البلاغة", المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي -رضي الله عنه-, ولا أسانيد لذلك, وبعضها باطل, وفيه حق, ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها, ولكن أين المنصف؟!
وقال الإمام الذهبي في ((ميزان الاعتدال)): (ومن طالع كتابه ((نهج البلاغة))؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي، ففيه السب الصراح والحط على أبي بكر وعمر، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل). وقال في ((سير أعلام النبلاء)): (كتاب ((نهج البلاغة))، المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟! ). كتاب نهج البلاغه للامام علي بن ابي طالب. ثانيًا: ما اشتمل عليه الكتاب مما هو حجة على الشيعة وليت الشيعة إذ اعتمدوا هذا الكتاب أخذوا بكل ما فيه، مما ينقض بعض معتقداتهم، ويزيفها، فكتاب ((النهج)) اشتمل على أشياء تخالف بعض معتقداتهم، ونذكر بعضها على سبيل المثال. فمثلا يعتقد الشيعة أن عليًّا هو الوصي وأن الصحابة قد غصبوا الخلافة، لذا فهم يسبونهم ويناصبونهم العداء، ولقد جاء في ((النهج)) ما ينقض هذا المعتقد، ومن ذلك قول علي كما في ((نهج البلاغة)) بعد دعوته إلى البيعة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه قال: (دعوني والتمسوا غيري؛ فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان، ولا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول... ).
أقرأ المزيد... شارك الكتاب مع اصدقائك
المجلد السادس: أخبار يوم السقيفة، أمر المهاجرين والأنصار، ذكر أمر فاطمة مع أبي بكر، خطبة الإمام بعد يوم النهروان، أخبار عائشة، خروجها لقتلاه، أمر عمر بن العاص، فصل في ذم الكذب وحقارة الكذابين. المجلد السابع: القول في عصمة الأنبياء، أخبار في انتقال الملك من بني أمية إلى بني العباس، صلاة الاستقساء وآدابها، في توبيخ أصحابه على التباطؤ عن نصرة الحق، في أهل البيت وأمر بني أمية معهم. المجلد الثامن: من كلام له في حث أصحابه على القتال، المكاييل والموازين، فصل في ذكر جنكزخان وفتنه التتار، غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس. المجلد التاسع: أسباب المنافسة على الخلافة، أخبار يوم الشورى وتولية عثمان، يوم القادسية، يوم نهاوند، من أخبار يوم الجمل، قتل طلحة والزبير. كتاب نهج البلاغة للامام علي. المجلد العاشر: أخبار عن الأمور الغيبية، في الأنساب، سياسية علي (ع) وجريها على سياسة الرسول (ص)، كلام الجاحظ في علي (ع) ومعاوية. المجلد الحادي عشر: فصل في الرياضة النفسية وأقسامها، الجوع وتأثيره على صفاء النفس، في تهويل الظلم وتبرئه منه وبيان صغر الدنيا في نظره. المجلد الثاني عشر: سيرة عمر بن الخطاب وأخلاقه، نبذ من كلام عمر، تاريخ موت عمر وأخباره، فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه.
- أن فيه من السجع والتنميق والصناعة اللغوية ما لم يعرف في عصر الخلفاء، ومنهم علي رضي الله عنه، وإنما عُرف بعد ذلك، وكذلك التطويل في الكلام فقد ذكر صاحب ((النهج)) عهدَ عليٍّ رضي الله عنه إلى الأشتر في خمس عشرة ورقة، وهذا خلاف المعروف من كلام علي رضي الله عنه وإيجازه. - أن فيه نسبة ادعاء علم الغيب لعلي رضي الله عنه، فقد جاء فيه أنه قال: (اسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده، لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة، وتضل مائة- إلا أنبئكم بناعقها، وقائدها، وسائقها، ومناخ ركابها، ومحط رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلًا، ومن يموت منهم موتًا). - ثم يقال: لماذا يوجد هذا الكم من الخطب في كتب الشيعة دون أن يكون لها ذكر في كتب السنة، ولا حتى في كتب الأدب المعروفة، أو في كتب الغريب التي اهتمت بتفسير الغريب من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام صحابته؟! كتاب نهج البلاغه للامام علي. ولماذا ينفرد علي رضي الله عنه بهذا الكم الكبير من الخطب دون أن يحدث ذلك لغيره من الخلفاء؟! كل هذا وغيره دفع غير واحد من العلماء إلى عدم تصحيح نسبة الكتاب لعلي رضي الله عنه، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن حجر، وابن خلكان، والصفدي، وغيرهم من المتقدمين، ومن المعاصرين أيضا كثيرون، حتى جزم أحدهم بأنه لا يصح أن ينسب إلى علي من الكتاب إلا قرابة العشر فقط.
(أنظر كتاب " كتب حذًّر منها العلماء" 2/250).