[١٥] ولكن الفقهاء مع ذلك مختلفون في بعض التفصيلات كمسافة القصر، ومتى تبدأ الرخصة؟ وهل يجوز الجمع في السفر في جمع التقديم أيضًا؟ [١] المرض اختلف الفقهاء في جواز الجمع للمرض، فذهب المالكية والحنابلة وبعض فقهاء الشافعية إلى جواز الجمع للمرض قياسًا على السفر، بجامع وجود المشقة، إلا أن المالكية قصروا الجمع بسبب المرض على جمع التقديم فقط، وذهب الحنفية وأكثر الشافعية إلى عدم الجمع بسبب المرض، وذلك لأنَّه لم يُنقل على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع للمرض مع أن حالات المرض قد تعدَّدت في زمن النبوة. [١٦] المطر يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة أنَّ المطر عذر من أعذار جمع الصلاة؛ لما في المطر من مشقَّة على الناس، إلا أنهم مختلفون في بعض التفاصيل، كمقدار المطر الذي تجمع الصلاة بسببه، وما هي الصلوات التي يصح جمعها؟ فالحنابلة على سبيل المثال: يقصرون الجمع للمطر على الجمع بين المغرب والعشاء لا غير. طريقة جمع الصلاة على. كما توسع بعض الفقهاء فألحقوا بالمطر، الثلج، والطين، والريح الشديدة. [١٧] أعذار أخرى ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الجمع للحاجة والمشقة مطلقًا دون استثناءات، على أن لا يتخذ ذلك عادةً ويؤدي إلى تساهل من الناس في الصلاة، وذلك لأن الأعذار المرتبطة بالمشقة لا تنقطع صورها، فالطبيب الجراح في غرفة العمليات قد يستغرق ساعات طويلة في عملية واحدة، وكذلك المجاهدون أثناء القيام بعمليات حربية خاصة قد يشق عليهم أحيانًا أداء الصلوات على وقتها.
وقياس جمع صلاة الجمعة مع العصر بالظهر؛ قياس غير جائز لأنه قياس في العبادات هذا لا يجوز، ولا سيما أن صلاة الجمعة صلاة مستقلة بذاتها وبأحكامها وكيفيتها، فتمنع الجمع بها مع العصر، لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع الجمعة مع العصر ولا لأي عذر يبيح الجمع؛ كالذي ذكر آنفًا. [9] وبهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا طريقة جمع صلاة الظهر والعصر ، وتعرفنا على شروط الجمع وكيفية الجمع، وكيفية أداء المسافر للجمع والقصر على حد سواء، ومن ثم بيّنا عدم جواز جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر.
جمع الصّلاة في المطر الشّديد، والذي يسبّب البلل في الثياب، والبرد، وهذا هو رأي جمهور علماء المالكيّة، والحنابلة، والشّافعية، حيث إنّهم أجازوا الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لهذا السّبب، لحديث ابن عباس في الصّحيحين: (وصلّى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – بالمدينة الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً)، وزاد مسلم في رواية: (من غير خوف ولا سفر)، وفي رواية: (من غير خوف ولا مطر)، وقد قال كلّ من مالك والشافعي: (أرى ذلك بعذر المطر). وقد جاء ذلك عن كلّ من ابن عباس، وابن عمر، حيث إنّهما كانا يجمعان بين الصّلوات بسبب المطر، إلا أنّ أصحاب المذهب المالكي يجيزونه فقط في حال جمع الصّلاة تقديماً بين صلاتي المغرب والعشاء، وأمّا الحنابلة فإنّهم يجيزونه بينهما تقديماً أو تأخيراً، وأمّا الشّافعية فإنّهم يجيزونه بينهما وبين الظهر والعصر تقديماً فقط، وقد أجاز الحنابلة والمالكيّة الجمع في الوحل. جمع الصّلاة في حال الخوف، حيث ذهب إلى ذلك كلّ من الحنابلة وبعض من أصحاب المذهب الشّافعي، وهذا رواية عند المالكيّة أيضاً، حيث إنّه يجوز الجمع بسبب الخوف بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء تقديماً وتأخيراً، وقد استدلوا على ذلك بحديث ابن عباس السّابق: (من غير خوف ولا سفر)، وقالوا أنّ هذا يدلّ على أن الجمع بسبب الخوف أولى.
أما جمع التأخير فيكون بتأخير صلاة الظهر إلى صلاة العصر أو صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، ولا يجوز دمج أكثر من صلاتين معاً ويجب أن يراعى الترتيب في أداء هذه الصلوات، فالجمع يكون ما بين المغرب والعشاء أو الظهر والعصر، وأخيراً لا يوجد جمع مع صلاة الفجر.
فهذا هو جوهر الصلاة وهدفها. طريقة جمع الصلاة والطهارة. وقد فرض الله الصلاة على جميع أتباع الديانات الإبراهيمية، وهي اليهودية والمسيحية والإسلامية ولكن بأشكال مختلفة. تصلى الصلوات في الدين الإسلامي في مواعيد محددة، يتم الإعلان عن دخولها بالآذان، ولها أوقات محددة وخاصة، فلا يجوز أن يتم تجاوزها أو تأخيرها، ويجب أن تصلى بالترتيب المنصوص عليه شرعاً، وبالطريقة أيضاً التي صلاها الرسول – صلى الله عليه وسلم – والتي تتضمن: الوضوع فالنية فالتكبير فقراءة الفاتحة فقراءة ما تيسر من القرآن فالركوع ثم السجود هذه هي الصلاة باختصار شديد، مضافاً إليها الأدعية التي تتخلل هذه الأعمال والجلوس للتشهد والصلاة الإبراهيمية ثم التسليم في نهاية الصلاة فقط. في حالات معينة قد لا يتمكن الإنسان أن يصلي الصلوات في أوقاتها المحددة في الشرع، لأسباب متعددة خارجة عن إرادته مثل وقت الوقوف في عرفة خلال موسم الحج وفي أوقات الثلح والبرد القارس التي لا يستطيع فيها الإنسان الذهاب إلى المسجد وفي حالات الخوف أو في السفر وغيرها العديد من الأحوال التي حددها الشرع، فقد قدر الشارع الحكيم هذه الامور، لهذا فقد شرع الجمع بين الصلوات في هذه الأحوال، والجمع نوعان الأول جمع تقديم والثاني جمع تأخير، فالجمع الأول يكون عن طريق تقديم صلاة العصر لتصلى مع الظهر والعشاء ليصلى مع المغرب.