تفسير حلم قراءة سورة الأعلى في مختلف الحالات، لا شك أن قراءة القرآن فى المنام يحمل البشرى بالخير، ويبث الإطمئنان والسكينة فى الروح والجسد، وتختلف تفسيرات وتأويلات قراءة القرآن فى المنام، وذلك وفق السورة التى وجد الرائى نفسه يقرأها أو وجد شخص آخر يقرأها أو قُرأت عليه، وفى مقال اليوم على الموسوعة سنتعرف على المزيد من التفاصيل. تفسير حلم قراءة سورة الأعلى فى المنام لإبن سيرين: يرى العالم الجليل والمفسر العظيم ابن سيرين أن رؤية سورة الأعلى فى المنام دائماً تبشر بالخير، حيث أن من وجد فى منامه أنه يقرأ سورة الأعلى أو آية سبح باسم ربك الأعلى، فإن جميع أموره تسهل وتتيسر، كما يتخلص من المتاعب والعوائق التى كانت تمنع تحقق ما يريد، كما أن قراءة سورة الأعلى فى المنام تدل على الراحة بعد الضيف والسعادة بعد الشقاء،. وقد يكون هذا الحلم إشارة على أن الرائى كثير التسبيح وذكر الله تعالى، فيقول جعفر الصادق رضى الله عنه أنه من وجد نفسه فى المنام يقرأ سورة الأعلى، أو جزءاً منها فهو إنسان يكثر من التسبيح وذكر الله، كما أنه يفضل الحياة الآخرة على الحياة الدنيا، فيزهد فى الدنيا أملاً فى الحصول على نعيم الآخرة.
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} أي: قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق، { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} أي: اتصف بذكر الله، وانصبغ به قلبه، فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله، خصوصًا الصلاة، التي هي ميزان الإيمان، فهذا معنى الآية الكريمة، وأما من فسر قوله { تزكى} بمعني أخرج زكاة الفطر، وذكر اسم ربه فصلى، أنه صلاة العيد، فإنه وإن كان داخلًا في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده. { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي: تقدمونها على الآخرة، وتختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل على الآخرة. { وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} وللآخرة خير من الدنيا في كل وصف مطلوب، وأبقى لكونها دار خلد وبقاء وصفاء، والدنيا دار فناء، فالمؤمن العاقل لا يختار الأردأ على الأجود، ولا يبيع لذة ساعة، بترحة الأبد، فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة. تفسير سورة الأعلى – التفسير الجامع. { إِنَّ هَذَا} المذكور لكم في هذه السورة المباركة، من الأوامر الحسنة، والأخبار المستحسنة { لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} اللذين هما أشرف المرسلين، سوى النبي محمد صلى الله وسلم عليه وسلم. فهذه أوامر في كل شريعة، لكونها عائدة إلى مصالح الدارين، وهي مصالح في كل زمان ومكان.
تفسير قراءة سورة الأعلى للاحسائى: يقول الاحسائى أن قراءة سورة الأعلى فى المنام هى دلالة على انتهاء المصاعب، وقدوم اليسر بعد العسر، كما تشير قراءة سورة الأعلى على أن الرائى هو شخص يداوم على التسبيح والذكر، كما قد تكون علامة على أن الرائى يعانى من مرض النسيان ويتمنى أن يزول عنه. فضل رؤية سورة الأعلى فى المنام: لسورة الأعلى فضل كبير على الإنسان سواء كان يقرأها فى الواقع أن فى المنام حيث: يقول النعمان بن بشير رضى الله عنه وأرضاه، أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان يداوم على قراءة سورة الأعلى، فى عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)". ويقول أُبى بن كعب رضى الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) "، وتأكيداً لفضل هذه السورة فقال جابر بن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: هلا صليت بـ: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)".
هكذا وقع في مسند الإمام أحمد إسناد هذا الحديث. وقد رواه مسلم - في صحيحه - وأبو داود والترمذي والنسائي ، من حديث أبي عوانة وجرير وشعبة ، ثلاثتهم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، عن حبيب بن سالم ، عن النعمان بن بشير ، به قال الترمذي: " وكذا رواه الثوري ومسعر ، عن إبراهيم - قال: ورواه سفيان بن عيينة عن إبراهيم - عن أبيه ، عن حبيب بن سالم ، عن أبيه ، عن النعمان. ولا يعرف لحبيب رواية عن أبيه ". وقد رواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح ، عن سفيان بن عيينة ، عن إبراهيم بن المنتشر ، عن أبيه عن حبيب بن سالم ، عن النعمان به كما رواه الجماعة ، والله أعلم. ولفظ مسلم وأهل السنن: كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ب " سبح اسم ربك الأعلى " و " هل أتاك حديث الغاشية " وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما. وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الرحمن بن أبزى ، وعائشة أم المؤمنين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الوتر ب " سبح اسم ربك الأعلى " و " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد " زادت عائشة: والمعوذتين. وهكذا روي هذا الحديث - من طريق - جابر وأبي أمامة صدي بن عجلان ، وعبد الله بن مسعود ، وعمران بن حصين ، وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ولولا خشية الإطالة لأوردنا ما تيسر من أسانيد ذلك ومتونه ولكن في الإرشاد بهذا الاختصار كفاية ، والله أعلم.