اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا تفسير آية (ولا تيأسوا من روح الله) قال -تعالى- في سورة يوسف على لسان يعقوب -عليه السلام- مخاطباً لأبنائه: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ ، [١] وفيما يأتي بيان ما ورد في تفسير هذه الآية: المفردات اللغوية فيما يأتي بيان معاني المفردات اللغوية الواردة في الآية الكريمة، وهي: [٢] فتحسسوا: ابحثوا واطلبوا الخبر. تيأسوا: تقنطوا. ولا تيأسوا من روح الله. رَوح الله: رحمة الله وفرجه. مناسبة الآية بعد أن أخبرَ يعقوبُ أبناءه في الآية السابقة أنه لا يشكو إليهم حزنه على يوسف وأخيه، بل يشكوه إلى الله وحده، ولا يلتجأُ في طلب العون والفرج بعودة أبنائه إلا إليه، وأنه يعلم من فرج الله ورحمته ما لا يعلمونه؛ طلب منهم أن يذهبوا للبحث عن يوسف وأخيه، وهذا دليلٌ على أنه يعلم بأنهما ما زالا على قيد الحياة وأنه سيجدهما ويلتقي بهما مرةً أخرى، وأخبر أبناءه بألا ييأسوا من لطف الله ورحمته في تيسير إيجاد أخويهم، لأنه الله قادرٌ على ذلك، لطيفٌ بعباده، واسع الرحمةِ والكرم، فلا يجوز اليأس والقنوط من رحمة الله، فلا يفعل ذلك إلا الكافر الجاحد.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
[٤] [٥] فلا ينبغي على المؤمن أن ييأس أو يقنط من رحمة ربه أبداً، مهما ساءت الأحوال، ومهما اشتد البلاء، والقنوط في المعنى أشد من اليأس، لأن اليأس معناه أن ينقطع أمل العبد في حصول الفرج والرحمة، أما القنوط فهو أن يُصمم على عدم حصول ذلك أبداً، وقد ذمّ العلماءُ والصالحون اليأس والقنوط كثيراً، وهو من كبائر الذنوب، بدليل ما جاء في هذه الآية من بيانِ أنه لا ييأسُ من رحمة الله إلا الكافرون، أما المؤمنون فهم على حسنِ ظنٍ دائمٍ بربهم، وعلى رجاءٍ لا ينقطعُ في رحمته وفضله وكرمه، [٦] ومن مضارّ اليأسِ عموماً: [٧] ضعف الإيمان وقلةُ اليقين بالله -تعالى-. استحقاق سخط الله وغضبه. العناء والتعب النفسي والجسدي بدون فائدة. خطر الانجرار إلى الكفر وعدم الإيمان. المراجع ↑ سورة يوسف ، آية:87 ↑ جلال الدين المحلي، تفسير الجلالين ، صفحة 316. بتصرّف. ↑ برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، صفحة 203-204. بتصرّف. ↑ أبو جعفر الطبري، جامع البيان ، صفحة 314. بتصرّف. ولا تيأسوا من روح الله - ملتقى الخطباء. ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، صفحة 3853. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ، صفحة 5725. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ، صفحة 5730.