12303 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل " الآية ، لعنهم الله على لسان داود في زمانه ، فجعلهم قردة خاسئين وفي الإنجيل على لسان عيسى ، فجعلهم خنازير. 12304 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال ، حدثنا أبو محصن حصين بن نمير ، عن حصين يعني: ابن عبد الرحمن ، عن أبي مالك قال: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود " ، قال: مسخوا على لسان داود قردة ، وعلى لسان عيسى خنازير. [ ص: 491] 12305 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا حصين ، عن أبي مالك ، مثله. 12306 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن العلاء بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة ، عن سالم الأفطس ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرا ، فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وخليطه وشريبه. فلما رأى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم "ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ، قال: والذي نفسي بيده ، لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يدي المسيء ، ولتؤطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ، وليلعننكم كما لعنهم.
(لُعِنَ الَّذِينَ) الذين اسم موصول في محل رفع نائب فاعل للفعل الماضي المبني للمجهول لعن وجملة (كَفَرُوا) صلة الموصول لا محل لها. (مِنْ بَنِي) اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. (إِسْرائِيلَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة (عَلى لِسانِ) متعلقان بلعن. (داوُدَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف (وَعِيسَى) عطف على داوود مجرور بالكسرة المقدرة على الألف (ابْنِ) صفة أو بدل (مَرْيَمَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث. (ذلِكَ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد، والكاف للخطاب، (بِما عَصَوْا) ما مصدرية عصوا فعل ماض وفاعل وهو مؤول مع ما المصدرية قبله بمصدر تقديره: بعصيانهم وسوء فعلهم، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. (وَكانُوا) فعل ماض ناقص والواو اسمها وجملة (يَعْتَدُونَ) خبرها، وجملة كانوا معطوفة على جملة عصوا المستأنفة أيضا. إعراب الصفحة 121 كاملة لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون سورة: المائدة - آية: ( 78) - جزء: ( 6) - صفحة: ( 121) أوجه البلاغة » الأساليب البلاغية و معاني الإعراب للآية: جملة { لُعن} مستأنفة استئنافاً ابتدائياً فيها تخلّص بديع لتخصيص اليهود بالإنحاء عليهم دون النّصارى.
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم أي لعنهم الله في الزبور والإنجيل على لسانهما. وقيل إن أهل أيلة لما اعتدوا في السبت لعنهم الله تعالى على لسان داود فمسخهم الله تعالى قردة، وأصحاب المائدة لما كفروا دعا عليهم عيسى عليه السلام ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون أي ذلك اللعن الشنيع المقتضي للمسخ بسبب عصيانهم واعتدائهم ما حرم عليهم. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه أي لا ينهى بعضهم بعضا عن معاودة منكر فعلوه، أو عن مثل منكر فعلوه، أو عن منكر أرادوا فعله وتهيؤوا له، أو لا ينتهون عنه من قولهم تناهى عن الأمر وانتهى عنه إذا امتنع. لبئس ما كانوا يفعلون تعجيب من سوء فعلهم مؤكد بالقسم.
قوله تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم فيه مسألة واحدة: وهي جواز لعن الكافرين وإن كانوا من أولاد الأنبياء ، وأن شرف النسب لا يمنع إطلاق اللعنة في حقهم ، ومعنى على لسان داود وعيسى ابن مريم أي: لعنوا في الزبور والإنجيل; فإن الزبور لسان داود ، والإنجيل لسان عيسى أي: لعنهم الله في الكتابين ، وقد تقدم اشتقاقهما. قال مجاهد وقتادة وغيرهما: لعنهم مسخهم قردة وخنازير. قال أبو مالك: الذين لعنوا على لسان داود مسخوا قردة. والذين لعنوا على لسان عيسى مسخوا خنازير ، وقال ابن عباس: الذين لعنوا على لسان داود أصحاب السبت ، والذين لعنوا على لسان عيسى الذين كفروا بالمائدة بعد نزولها ، وروي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل: لعن الأسلاف والأخلاف ممن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم على لسان داود وعيسى; لأنهما أعلما أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي مبعوث فلعنا من يكفر به. قوله تعالى: ذلك بما عصوا ذلك في موضع رفع بالابتداء أي: ذلك اللعن بما عصوا; أي: بعصيانهم. ويجوز أن يكون على إضمار مبتدأ; أي الأمر ذلك ، ويجوز أن يكون في موضع نصب أي: فعلنا ذلك بهم لعصيانهم واعتدائهم. شرح المفردات و معاني الكلمات: لعن, كفروا, بني, إسرائيل, لسان, داوود, عيسى, ابن, مريم, عصوا, يعتدون, تحميل سورة المائدة mp3: محرك بحث متخصص في القران الكريم Saturday, April 30, 2022 لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
وهي خبريّة مناسبة لجملة { قد ضَلّوا من قبل} [ المائدة: 77] ، تتنزّل منها منزلة الدّليل ، لأنّ فيها استدلالاً على اليهود بما في كتبهم وبما في كتب النّصارى. والمقصود إثبات أنّ الضّلال مستمرّ فيهم فإنّ ما بين داوود وعيسى أكثرُ من ألف سنة. و { على} في قوله: { على لِسانِ داوود} للاستعلاء المجازي المستعمل في تمكّن الملابسة ، فهي استعارة تبعيّة لمعنى بَاء الملابسة مثل قوله تعالى: { أولئك على هدى من ربّهم} [ البقرة: 5] ، قصد منها المبالغة في الملابسة ، أي لُعنوا بلسان داوود ، أي بِكلامه الملابس للسانه. وقد ورد في سفر الملوك وفي سفر المَزامير أنّ داوود لَعَن الَّذين يبدّلون الدّين ، وجاء في المزمور الثّالث والخمسين «الله من السّماء أشرفَ على بني البشر لينظر هل مِن فاهممٍ طالببٍ الله كلُّهم قد ارتدّوا معاً فَسدوا ثم قال أخزيتُهم لأنّ الله قد وفضهم ليت من صهيون خلاص إسرائيل» وفي المزمور 109 «قد انفتحَ عليّ فم الشرّير وتكلّموا معي بلسان كذب أحاطوا بي وقاتلوني بلا سبب ثمّ قال ينظرون إليّ ويُنغِضُون رؤوسهم ثمّ قال أمَّا هُم فيُلعنون وأمَّا أنتَ فتُبارك ، قاموا وخُزُوا أمّا عبدك فيفرح» ذلك أنّ بني إسرائيل كانوا قد ثاروا على داوود مع ابنه ابشلوم.
[ ص: 212] وقيل: المراد به اللغة ذلك أي اللعن المذكور، وإيثار الإشارة على الضمير للإشارة إلى كمال ظهوره، وامتيازه عن نظائره، وانتظامه بسببه في سلك الأمور المشاهدة، وما في من البعد للإيذان بكمال فظاعته، وبعد درجته في الشناعة والهول بما عصوا أي بسبب عصيانهم، والجار متعلق بمحذوف وقع خبرا عن المبتدأ قبله، والجملة استئناف واقع موقع الجواب عما نشأ من الكلام، كأنه قيل: بأي سبب وقع ذلك؟ فقيل: ذلك اللعن الهائل الفظيع بسبب عصيانهم. وقوله تعالى: وكانوا يعتدون يحتمل أن يكون معطوفا على ( عصوا) فيكون داخلا في حيز السبب، أي وبسبب اعتدائهم المستمر، وينبئ عن إرادة الاستمرار الجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل. وادعى الزمخشري إفادة الكلام حصر السبب فيما ذكر، أي بسبب ذلك لا غير، ولعله - كما قيل - استفيد من العدول عن الظاهر، وهو تعلق ( بما عصوا) بـ( لعن) دون ذكر اسم الإشارة فلما جيء به - استحقارا لذلك اللعن وجوابا عن سؤال الموجب - دل على أن مجموعه بهذا السبب لا بسبب آخر، وقيل: استفيد من السببية؛ لأن المتبادر منها ما في ضمن السبب التام وهو يفيد ذلك، ولا يرد على الحصر أن كفرهم سبب أيضا كما يشعر به أخذه في حيز الصلة؛ لأن ما ذكر في حيز السببية هنا مشتمل على كفرهم أيضا، ويحتمل أن يكون استئناف إخبار من الله تعالى بأنه كان شأنهم وأمرهم الاعتداء وتجاوز الحد في العصيان.